عام >عام
الإحتلال الإسرائيلي يتوجّس الرد على عدوان الأنفاق في غزة
معابر القطاع تحت إدارة السلطة اليوم
الأربعاء 1 11 2017 09:33هيثم زعيتر
يعيش قادة الإحتلال الإسرائيلي حالة تخبّط وترقّب من ردّ فعل المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي أمس الأوّل، الذي استهدف نفقاً شرق دير البلح في خان يونس - شرقي قطاع غزّة، تابعاً لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 9 بعد انتشال جثّتين، وهم من "سرايا القدس" و"كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس".
ووُصِفَ العدوان الإسرائيلي بأنّه استهداف للمصالحة الفلسطينية مع تنفيذ خطوة تسلّم "حكومة الوفاق الوطني" برئاسة الدكتور رامي الحمد الله للمعابر في قطاع غزّة صباح اليوم (الأربعاء)، بشكل كامل وفعلي، تنفيذاً لاتفاق المصالحة بين حركتَيْ "فتح" و"حماس" برعاية مصرية.
ويتوجّس المسؤولون الإسرائيليون خشية من ردّ "الجهاد الإسلامي" على الجريمة، بإطلاق صواريخ من قطاع غزّة، تستهدف مراكز للإحتلال، ولن يكون بمقدور أي كان - بما في ذلك "حماس" - الوقوف في وجهها أو مواجهتها، مع إمكانية اتساع الردود بما يجذب "حماس" ويفتح المجال أمام كل المجالات!
وفيما يستعد الفلسطينيون لإحياء الذكرى المئوية لـ"وعد بلفور" المشؤوم بسلسلة تحرّكات، أُضيف إلى عناوينها إدانة وشجب العدوان الهمجي على غزّة.
وعمّت حالة الغضب قطاع غزّة، خلال تشييع جثامين 7 شهداء في البريج ودير البلح وخان يونس.
ونُقِلَتْ جثامين الشهداء من "مستشفى شهداء الأقصى" إلى منازلهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة قبل مواراتهم الثرى.
وخلال تشييع 3 جثامين من مخيم البريج، أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور إسماعيل هنية أنّ "الرد على المجزرة يكون بالمضي قُدُماً نحو استعادة الوحدة الوطنية، لأنّ العدو يعرف أنّ قوّتنا في وحدتنا، ولا يمكن لشعب تحت الإحتلال أنْ ينتصر إنْ لم يكن موحّداً".
وشدّد هنية على أنّ "الأولويات واضحة على رأسها المقاومة وسلاحها، فنحن سلاحنا شرفنا، مَنْ يقترب منه خيانة لله ولرسوله ولفلسطين والشعب والأمة، ونحن نضع سلاح المقاومة فوق رؤوسنا، والأيادي الضاغطة على الزناد نقبّلها صباح مساء".
وأجرى رئيس أركان جيش الإحتلال غادي أيزنكوت، أمس، جلسة لتقييم الموقف، عُقِدَتْ في مقر قيادة قوّات الإحتلال في محيط قطاع غزّة، وتوعّد بالرد "بشكل حازم وواضح على كل ردّ فعل أو مساس بالسيادة الإسرائيلية".
وترك اكتشاف قوّات الإحتلال للنفق، تساؤلات عن التقنيات التي تمَّ اعتمادها في عملية الكشف والتفجير.
فقد كُشِفَ عن أنّ جيش الإحتلال اعتمد نظاماً يعتمد على مجسّات استشعار ذكية وحديثة متطوّرة إلى جانب خصائص خوارزمية تميّز بين الضوضاء وعمليات الحفر، وأي أصوات أخرى قادرة على تحليل المعلومات وتمييزها.
وهذا النظام مرتبط بنظام حاسوبي قادر على جمع وتحليل المعلومات وتحديد ما إذا كان يتم حفر نفق من عدمه، مع القدرة بالتغلّب على صدقية الإشارة والإنذار التي يوفرها.
وقد استثمر جيش الإحتلال مليارات الشواكل، على مدى سنوات عدّة، في محاولة لإيجاد حلول لكشف الأنفاق، حيث نجح في إيجاد نظام عملت الصناعات العسكرية على تطويره.
وفي إطار متابعة آليات تنفيذ المصالحة، وصل أمس إلى القطاع مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا، عبر معبر بيت حانون "إيرز".
كما وصل عصر أمس إلى القطاع وفد أمني مصري رفيع عبر معبر بيت حانون، لمتابعة تسلّم المعابر للحكومة.
ويضم الوفد: السفير المصري في رام الله سامي مراد، في أوّل زيارة للقطاع منذ توليه منصبه سفيراً لمصر لدى دولة فلسطين، يرافقه اللواء همام أبو زيد.
أما بشأن معبر رفح البري، الذي ستستلمه إدارة المعابر، فقد أوضح رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية وهيئة المعابر والحدود الوزير حسين الشيخ أنّه "سيتم الاستمرار في توفير كافة الاحتياجات المطلوبة لفتحه خلال أسبوعين وفق اتفاق المعابر 2005".
وأعلن عنة أنّه "سيُعلن عن عودة العمل بشكل طبيعي عبر معبر رفح ابتداءً من 15 تشرين الثاني الجاري، بالتنسيق الكامل مع الأشقاء المصريين والجهات ذات الصلة، مع مراعاة المستجدات الأمنية لجمهورية مصر العربية ودولة فلسطين، مع إزالة كافة العقبات والنقاط غير القانونية التي أوجدت بعد 14 حزيران 2007، بما يساهم في تسهيل حركة سفر المواطنين، وحرية حركة التجارة من وإلى قطاع غزّة".
فيما أشار المتحدّث بإسم المعابر في قطاع غزّة هشام عدوان في مؤتمر صحفي عقده على معبر رفح، إلى أنّه "تمَّ فتح فرع لبنك فلسطين في معبر رفح اليوم (أمس) ليتم تحويل الموارد المالية إلى "حكومة الوفاق الوطني"، وستحوّل الجباية إلى حساب هيئة المعابر والحدود في السلطة".
ومن المتوقع أن يعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان عن إنشاء وحدة شرطية جديدة خصيصاً لمدينة القدس والمسجد الأقصى، تضم أكثر من 100 ضابط وشرطي مزوّدين بوسائل استخباراتية وتكنولوجية متطوّرة، وعملها تأمين زوّار المسجد الأقصى وضمان سلامتهم، وذلك بعدما أفشل أهالي القدس مخطّط الإحتلال بنصب بوابات حديدية على مداخل المسجد الأقصى منتصف تموز الماضي.
إمراة فلسطينية تنتحب في خان يونس خلال تشييع شهداء الأنفاق