عام >عام
معابر غزة بإمرة السلطة.. والأحمد لـ"أبو مرزوق": لا رجعة للخلف
جرحى بمواجهات ضد الإحتلال الإسرائيلي بمئوية "وعد بلفور"
الخميس 2 11 2017 09:08هيثم زعيتر:
يطوي الفلسطينيون يوماً بعد آخر صفحة الإنقسام الأليم، الذي استمر لأكثر من 10 سنوات.
وأمس، عادت معابر قطاع غزّة البرية الثلاثة إلى كنف السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، بعدما سلّمتها حركة "حماس" إنفاذاً لآليات تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية الموقّعة بين حركتَيْ "فتح" و"حماس" في القاهرة برعاية مصرية.
وجرت عملية التسليم والتسلّم بحضور وفد مصري وممثّلين عن السلطة وحركة "حماس"، حيث عادت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة إلى التواجد داخل المعابر، للمّرة الأولى منذ 14 حزيران 2007.
وفي "عرس شعبي"، على الرغم من الحزن على شهداء العدوان الإسرائيلي على نفق شرق دير البلح في خان يونس - شرقي قطاع غزّة - إلا أنّ ما شهده معبر رفح البري كان يوماً للفرح الفلسطيني بإعادة تسلّم السلطة لإدارة المعبر، الذي رُفِعَتْ عليه الأعلام المصرية والفلسطينية وصور الرئيسين عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس والرئيس الشهيد ياسر عرفات.
فيما عاد الموظّفون إلى مكاتبهم وأعمالهم بعد انقطاع سنوات طويلة.
ومن المقرّر أنْ يتم افتتاح المعبر منتصف الشهر الجاري، بانتظار إنجاز كافة الترتيبات، حيث يتولّى حرس الرئاسة الفلسطينية مسؤولية أمن المعبر والتواجد على طول الحدود مع مصر، كما ستتواجد على المعبر الشرطة الأوروبية، وفقاً لاتفاق 2005.
وشملت عملية التسليم أيضاً معبرَيْ بيت حانون "إيرز" وكرم أبو سالم المخصّص لنقل الوقود والبضائع.
وكانت لافتة تغريدة عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، التي قال فيها: "إنّ الطريقة التي تم استلام معبر رفح فيها غير لائقة، ولم نتّفق عليها، وأي اتفاق يخلو من العدالة والإنصاف، ولا يحترم ما تمَّ التوقيع عليه، لن يُكتب له النجاح".
لكن الرد جاء سريعاً من عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومسؤول ملف المصالحة عزّام الأحمد، الذي أبدى استغرابه لتغريدة أبو مرزوق، مؤكداً أنّ "للأخير تصريحات سلبية مؤخّراً، رغم أنّه كان من الموقّعين على اتفاق المصالحة في 12 تشرين الأول الماضي".
وأضاف الأحمد: "لا أعلم مغزى تغريدة أبو مرزوق، خصوصاً أنّ الأمور في تسليم المعابر كانت على ما يرام".
واستطرد الأحمد: "لديَّ شكوك من بعض القيادات بأنّها لا تريد للمصالحة أنْ تتم، فبعض تصريحات قيادات "حماس" سلبية، وحتى لو كان هناك ملاحظات على بعض التصريحات، لكن الأمور تسير بشكل إيجابي ولا رجعة للخلف".
وأشار الأحمد إلى أنّ "البعثة الأوروبية التي كانت على معبر رفح لم تغادر فلسطين طوال فترة الإنقسام، بل انتقلت من رفح إلى القدس، وهؤلاء زاروا قبل أيام المعبر، كما أنّ حرس الرئيس يتجهّز للإنتشار على طول الحدود المصرية – الفلسطينية".
ولاقت خطوة تسليم المعابر ترحيباً عربياً ودولياً، لكنها للأسف تزامنت مع الذكرى المئوية لـ"وعد بلفور المشؤوم" والغضب الفلسطيني ضد بريطانيا، التي لم تقم بالإعتذار على جريمتها قبل قرن من الزمن، بل تحتفل بالذكرى، حيث توجه رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو إلى لندن للمشاركة بالإحتفال.
ورأى الرئيس عباس أنّ "وعد بلفور ليس واقعة يمكن نسيانها، وليس مناسبة للاحتفال"، مشيراً إلى أنّ التوقيع على "وعد بلفور" هو فعل حصل في الماضي - وهو أمر لا يمكن تغييره - لكنّه أمر يجب تصحيحه، وهذا يتطلّب التواضع والشجاعة ويتطلّب تقبل الماضي، والإعتراف بالأخطاء واتخاذ خطوات ملموسة لتصحيح تلك الأخطاء.
وشدّد على أنّه "آن الأوان للحكومة البريطانية القيام بالدور المنوط بها، فاتخاذ خطوات ملموسة تهدف إلى إنهاء الإحتلال على أساس القانون الدولي والقرارات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2334، والإعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، من شأنه أنْ يدفع نحو إحقاق الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وإنّ رفع الظلم عن أبناء الشعب الفلسطيني والإنتصار لحقوقه المشروعة، سيساهم بلا شك في تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط - من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين وباقي دول المنطقة على حد سواء".
هذا وقد انطلقت مسيرات شاجبة للوعد المشؤوم، حيث اندلعت ظهر أمس، مواجهات على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، بعد قمع قوّات الإحتلال مسيرة انطلقت بالذكرى.
وأُصيب أحد المتظاهرين في قدمه برصاصة معدنية والعديد بحالات اختناق بالرصاص الحي والمغلّف بالمطّاط وقنابل الغاز التي أطلقها العدو على المتظاهرين.
ووضع المتظاهرون مجسّماً لـ"آرثر بلفور" (الذي وقّع رسالة يعد بها المنظّمة الصهيونية بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين)، وقاموا بضربه بالأحذية على مرأى من جنود الإحتلال الذين تصدّوا للمتظاهرين.