عام >عام
تهديد بإنفجار أمني.. واستنفار عام بعد "المُفاجأة"
الأحد 5 11 2017 09:39انفجار سياسي تداخل مع التهديد بانفجار أمني. بيان الاستقالة لم يكن روتينياً في الزمان والمكان. معلومات موثوقة تقول ان جهة سعودية وضعت الصيغة التي ادخل عليها الرئيس سعد الحريري بعض اللمسات للحد من "فظاظة" العبارات والتي يمكن "أن تشعل البلد".
مصدر وزاري بارز قال ان الرئيس ميشال عون الذي كان يتوقع غيوماً سوداء في الأفق، حتى قبل تغريدة الوزير السعودي ثامر السبهان، ارتدى ملابس الميدان. هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسيتخذ كل الاجراءات لحماية الدولة ومؤسساتها.
ويؤكد المصدر ان عون يعتبر أن الاستقالة دفعت بلبنان، وفي ظروف بالغة التعقيد، الى نقطة الخطر، وهو سيستخدم كل صلاحياته للحيلولة دون تدهور الوضع على نحو كارثي.
يضيف المصدر ان رئيس الجمهورية قرأ بيان الحريري بمنتهى التأني، لا سيما لكونه ينطوي على رسائل مباشرة وغير مباشرة في غاية الأهمية، مع التوقف عند اشارة رئيس الحكومة المستقيل، والذي قد لايعود أبداً الى السراي، الى الدور السعودي في كل من اليمن والبحرين، فهل يعني ذلك أن لبنان سيستهدف عسكرياً. كيف وممن ومتى؟؟
القصر تعامل مع الاستقالة، وبكل مفاعيلها، بمنتهى الدقة، في حين بات مؤكداً أن وحدة المؤسسة العسكرية أقوى بكثير من أية مخاطر تبرمج في الخارج.
وكان قد تردد في أوساط متشددة داخل تيار المستقبل بان دعوات ستصدر، وتهدد وحدة المؤسسات الحساسة في البلاد. وعلم أن الحريري أقفل خطه الهاتفي اثر تلاوة بيانه، في حين كان هناك وزير تابع لتيار المستقبل يقصد بيت الوسط ليردد أمام "أهل الدار" بأن المسألة "أكبر منا ومن الشيخ سعد".
كلام عن الدعوات الى تنظيم تظاهرات تقارب العصيان المدني، وباقفال طرقات للمطالبة بنزع سلاح "حزب الله"، بعدما بات مؤكداً أن اجتثاث مقاتلي "داعش" و"هيئة تحرير الشام" من سفوح السلسلة الشرقية، أحدث صدمة لدى البلاط السعودي الذي كان يراهن على استخدام هؤلاء المقاتلين في اختراق مناطق البقاع الشمالي والبقاع الأوسط، وحيث تتواجد "البيئة الحاضنة" للحزب، بعد ان يتم تهريب آلاف المقاتلين من الرقة والبادية، اضافة الى ادلب وريفها، الى الجرود اللبنانية.
أكثر من جهة مسؤولة وصفت بيان الحريري بـ "اعلان حرب". هذه الجهات فوجئت بأن رئيس الحكومة الذي دعي (أو استدعي) الى الرياض قفز فوق الأصول الدستورية، فضلاً عن "مقتضيات السيادة" وأعلن استقالته من هناك (هل كان السبهان وراء الستار؟)، وهو ما يعتبر اهانة لموقعه كما للدولة التي يرأس حكومتها.
مسؤول بارز قال: انه يستطيع التأكيد بأن الحريري "ارغم" على الاستقالة، اذ أنه في الأيام التي سبقت "استدعاءه" كان يعمل ويحدد المواعيد كما لوأنه باق الى الأبد في السراي الحكومي، ليتبين من حدث الأمس أن السعودية هي التي تقرر بقاءه او رحيله.
شخصيات مؤثرة تعاطت بتشاؤم شديد مع خطوة الحريري، باعتبار أن نص البيان لا يترك مجالاً للشك في أن الاستقالة ستعقبها "مفاجآت صاعقة"، ولها آثارها على الساحة السياسية، كما على الساحات الأخرى، في لبنان.
واذا كان النائب وليد جنبلاط قد اعتبر أن الواقعة وقعت، وهو الذي يمانع بشدة الاستقالة في ظروف اقليمية حبلى بالاحتمالات، تساءلت جهات وزارية ونيابية «...ومتى تحدث المفاجأة الاسرائيلية؟".
المعلومات تشير الى أن "حزب الله" قد يكون الجهة الوحيدة التي لم تفاجأ بالاستقالة. وكانت مصادر ديبلوماسية صديقة قد تحدثت عن اتصالات مكثفة، ورفيعة المستوى، عقدت بين الرياض وتل ابيب، حتى اذا ما كانت تغريدة السبهان تأكدت صدقية المعلومات الواردة.
وفي الأوساط السياسية أن بيان الاستقالة، وهوسعودي مئة في المئة، كشف عن المدى الذي بلغه ذلك التنسيق، فالمملكة الغارقة في النيران اليمنية، والبعيدة عن الحدود اللبنانية، لا تستطيع أن تفعل شيئا، باستثناء اثارة الاضطراب الداخلي، ليكون الاعتماد المطلق على بنيامين نتنياهو.
وكانت تقارير ديبلوماسية قد ذكرت أن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب، وصهره، يعتبر أن حرباً ضد «حزب الله» اذ تضع السعوديين والاسرائيليين في خندق واحد، انما تضعهم على مائدة واحدة، وفي اطار استراتيجي موحد.
جهات مسؤولة تقول ان الرياض عاجزة عن ادارة اي تفجير أمني في لبنان، الا بمؤازرة اسرائيلية يكتنفها الكثير من المخاطر، ستسعى الى خنق لبنان اقتصادياً، ومالياً، لتتشكل «الهبّة» ضد «حزب الله»، وان كان الضحايا، في هذه الحال، سائر اللبنانيين دون استثتاء.
ماذا عن الحريري الذي كانت رئاسة الحكومة هي خشبة الخلاص الوحيدة بالنسبة اليه ؟ توجهنا الى أكثر من مسؤول في تيار المستقبل. لا أحد يعلم لماذا وصلت الأمور الى هذا الحد. غير أن مستشار وزير مقرب جداً منه لا يتوقع عودته، والا كان قد أذاع بيانه من بيت الوسط، الا اذا كان المكان جزءاً من الحرب.
أما قصة الاغتيال فيصفها بعض المعنيين بأنها "مفبركة". والغاية من ذلك تبرير بقائه في المملكة، ربما لسنوات كما في المرة السابقة حين كان يراهن على العودة عبر مطار دمشق. الآن يحكى عن مطار (مجاور) آخر، ولم يعد طي الكتمان.
بالرغم من كل شيْ، الحديث يعلو عن أن الحريري لا يعدو كونه رهينة في قبضة أولياء الأمر...!