لبنانيات >أخبار لبنانية
لبنان الرسمي من "المسايرة" الى "المواجهة الشاملة" مع الرياض
الخميس 16 11 2017 20:48رغم نفي رئيس الحكومة سعد الحريري لبعض ما دار في لقائه في السراي يوم الجمعة في 3 من الشهر الجاري وقبل سفره بساعات الى الرياض بناء على استدعاء من ديوان الملك السعودي، مع مستشار الامام الخامنئي الدكتور علي ولايتي، تؤكد معلومات موثوقة لـ"الديار" ان الرئيس الحريري كان "الوسيط" بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والقيادة الايرانية عبر ولايتي لبدء الحوار حول اليمن وتأمين "مخرج لائق" للسعوديين من مستنقع اليمن بعد فشل العدوان المستمر منذ عامين الا بضعة اشهر. وكانت بداية هذا التفاوض تنص على "هدنة اعلامية" من ايران وحزب الله ووقف ما تسميه "التحريض" ضدها وخصوصا من اعلام حزب الله ضدها وتبنيه موقفاً رافضاً لكل ما تقوم به السعودية والتحالف المعادي الذي تقوده. وتبلغ الحريري من الجانب الايراني وحزب الله ان لا مانع من هدنة اعلامية مع السعودية ولا مانع من اي حوار معها اذا ما كانت جادة في انهاء الازمات في المنطقة ووقف العدوان في اليمن والخروج من هذا البلد واعادة اعماره وكذلك انهاء الازمة السورية والاستجابة للتسوية الروسية- الاميركية- الايرانية والتي تقتضي بحل الازمة السورية سلمياً والعودة الى طاولة المفاوضات من ضمن سقف بقاء النظام الحالي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع معارضة الداخل ومعارضة الخارج.
وتشير المعلومات الى ان السعودية كما يبدو كانت تريد من ايران وحزب الله ان يشكلا غطاء لممارساتها وان "تشتري" سكوتهما على ممارساتها العدائية في المنطقة واذا رفضا يتم اللجوء الى "الخطة باء" وهي تفجير الوضع اللبناني.
وهكذا كان وبعد اقل من ساعات على رفض ايران وحزب الله ان يكونا شاهدي زور على الممارسات اللانسانية السعودية. وكذلك عدم تمكن السعودية من تثبيت وجود قوات فعلية لايران ولحزب الله على ارض اليمن او وجود ادلة انهما يدعمان اليمنيين بالسلاح والمال والعتاد والصواريخ. فأتى الرد السعودي من البوابة اللبنانية حيث تم اعتقال الرئيس الحريري واجباره على الاستقالة في اليوم التالي واحتجازه مع عائلته في ظروف اقل ما يقال عنها انها "ستالينية" كما تؤكد المعلومات نفسها اذ يتم التحكم عبر ضابط من المخابرات السعودية بأقل تفصيل من تحركات الحريري وتصرفاته اليومية من استعمال الهاتف والاتصال بالخارج ونوع وعدد الكلمات التي تستخدم وتستعمل بالاضافة الى التحكم باللقاءات الخارجية والاستقبالات بالاضافة الى نوع الطعام ومصدره وغيرها من التفاصيل اليومية.
هذه المعطيات التي وردت اعلاه لم تكن الاسباب الوحيدة التي دفعت بالقيادة السعودية الى اجبار الحريري الى الاستقالة واحتجازه وعائلته في احد القصور الملكية في الرياض بل هي حجة لتنفيذ المخطط الرامي الى الاجهاز على ايران وحزب الله بالاضافة الى تصفية حساب مع كل من الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري وكل من يخالف توجهات المملكة "السامية" تجاه حزب الله وايران ولو كان زعيماً سنياً وابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فحراجة المأزق السعودي وفشلها في كل حروبها العبثية في المنطقة تجعلها تعتقد ان الانتقام من حزب الله وايران اللذين تحملهما اسباب فشلها خير سبيل "لفش خلقها".
ومنذ اللحظة الاولى لاعلان الاستقالة تابع الرئيسان عون وبري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ما يحدث مع الحريري ليتأكد ما كان يخشاه الثلاثة وهو احتجاز الحريري في السعودية مع عائلته وعدم السماح له بالعودة الى لبنان.
وتؤكد اوساط بارزة في 8 آذار وبناء على المعطيات التي باتت في حوزة القيادات الثلاثة وبعد جهود استثنائية بذلها الرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل والاتصالات واللقاءات التي اجراها الاخير في الخارج، تأكد لدى عون ان الحريري محتجز وان الرياض ترفض اطلاق سراحه وعائلته الا من ضمن تسوية مع ايران وحزب الله تتضمن خروج الطرفين من اليمن وسوريا واعلان انهما لن يتدخلا وبذلك تعتقد انها ستحقق نصرين كبيرين يسمحان لولي العهد بن سلمان ان يستلم السلطة مكان والده بانجازين كبيرين وتبييض صورته امام الشعب السعودية والمجتمع الدولي بعد زج اكثر من 700 شخص من العائلة المالكة ومن اولاد وبنات عمومنه في السجن بتهم الفساد وهم معارضين لسيطرته على العرش بهذه الطريقة وخارج عادات وتقاليد انتقال السلطة في المملكة والمعتمدة منذ قرن الا قليلاً.
وتشير الاوساط الى ان السعودية في موقف حرج امام المجتمع الدولي وبعد كشف الرئيس عون زيف كل الادعاءات السعودية وتصريحه امس الواضح والصريح امام المجلس الوطني للاعلام بخطف الرياض لرئيس حكومة لبنان واعتقاله من دون وجه حق. ومكن الحراك الذي يقوم به لبنان من اكتساب اوراق ضغط وقوة سيذهب بهما الى مجلس الامن ابتداء من مساء اليوم (الخميس) ودعوة مجلس الامن الى الانعقاد بجلسة طارئة فجر الجمعة بدعوة فرنسية اذا لم يعود الحريري صباح اليوم كما اعلن الحريري في اليومين الماضيين وكما ابلغت عائلته المعنيين في بيرت بذلك.
وتختم الاوساط بأن المواجهة الشاملة فتحت مع السعودية من مجلس الامن حتى اخر محفل دبلوماسي حتى عودة الحريري في اقرب وقت الى وطنه. فلبنان كله متفق ان عودة الحريري هي المطلب الوحيد ولا مصلحة للبنان ان يكون ساحة صراع بين السعودية وايران ولا يريد ذلك اما اذا ارادت السعودية ذلك واصرت على اقحام لبنان في مشاكل المنطقة والاستمرار باحتجاز الحريري والاعتماد على سياسة عقوبات جماعية للبنان فإن لبنان وشعبه لن يسكتوا عن ذلك وسيواجهون بالسبل السياسية والدبلوماسية المشروعة.