أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
دُفن.. لكنه حيّ!
الأحد 13 03 2016 11:08
في نهاية العام 2013، دخل حمزة الزكرة إلى السّجن بتهمة الإرهاب. مكث 9 أشهر قبل أن يخرج لينتقم ممّن أنزل الحكم بحقه، فما كان منه إلا أن التحق بـ «جبهة النصرة» ليتحوّل في ما بعد إلى أحد عناصرها المكلّفين بمهام لوجستيّة أساسية قبل أن يصبح اسمه معروفاً لدى كلّ القوى الأمنيّة التي تبحث عنه.
وما إن اشتمّ حمزة رائحة الحريّة، حتى أقنع شقيقه خضر واثنين من جيرانه بأن يتوجهوا معه بنزهةٍ إلى الأرز، حيث اشترى «atv» بخمسة ملايين ليرة وتوجّه به إلى جرود عرسال قبل أن يعود إلى منزله في بعلبك.
أسابيع قليلة وهجر حمزة منزل والديه وتوجّه إلى الجرود لينضمّ إلى «النصرة» ويقاتل إلى جانبها. ومن هناك، أبقى الشاب على تواصله الهاتفي مع شقيقه خضر ليطلب منه عدداً من المساعدات بالإضافة إلى شتمه للجيش.
لكنّ هذه الاتصالات سرعان ما توقّفت، ليتلقّى أهله في ما بعد اتصالاً من أحد عناصر «النصرة» الذي أبلغهم أنّ ابنهم قتل أثناء المعارك.
وبسبب خوف أهله من افتضاح انتماء حمزة لـ «النصرة»، توجّه خضر وعدد من أصدقاء حمزة إلى عرسال، حيث قاموا ببناء قبر رمزي لحمزة ثم عادوا بعد مدّة وجيزة ووضعوا رخامة على القبر كتب عليها اسم حمزة.
هكذا، بكى الأهل ابنهم من دون أن يتسنّى لهم زيارة قبره الافتراضي، إلى أن عاد حمزة حياً يرزق ليتبيّن أن «النصرة» كانت مخطئة في إعلان خبر مقتله!
ويروي شقيقه الموقوف خضر خلال استجوابه أمام المحكمة العسكريّة، أمس، أنّه رأى حمزة قبل ساعة من توقيفه، ولكنّه اليوم لا يدري عنه أي شيء ولم يعد يتواصل معه، مؤكداً أنه نادم على ما نشره من شتائم بحق الجيش، ليردّ عليه رئيس «العسكريّة» العميد خليل ابراهيم: «إذا بدكن تهاجموا الجيش، راح البلد».
وليلاً، أصدرت «العسكريّة» حكماً قضى بالأشغال الشاقة لمدّة سنة ونصف السنة لخضر مع تجريده من حقوقه المدنيّة والأشغال الشاقة المؤبدة بحق شقيقه حمزة.