لبنانيات >أخبار لبنانية
إفتتاح مركز أمن عام اللبوة
الأربعاء 22 11 2017 07:52اللواء ابراهيم من اللبوة: انَّ الحديثَ عن الدولةِ وبنائِها يبقى منقوصاً، ومشوباً بعيبِ
التنفيذ، ما لم تكُن هناكَ ممارسةٌ فعليةٌ لسياسةِ الإنماءِ المتوازنِ بوصفِها العصبُ
والأساسُ لتحقيقِ الاستقرارِ الاجتماعي والاقتصادي
افتتح المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم ظهر اليوم مركز أمن عام اللبوة الإقليمي، في احتفال حضره العديد من الشخصيات السياسية والحزبية والأمنية والدينية، ضمت النواب نوار الساحلي، الوليد سكرية، علي المقداد، ومروان فارس، الوزيرين غازي زعيتر وحسين الحاج حسن، محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، راعي أبرشية بعلبك - الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران إلياس رحال، ورئيس بلدية اللبوة محمد رباح، إضافة الى عدد من رؤساء البلديات وممثلين عن الأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية في بعلبك - الهرمل.
بعد النشيد الوطني ونشيد الأمن العام، القى رئيس بلدية اللبوة محمد رباح شكر كلمة رحب خلالها باللواء ابراهيم وشكره على جهوده الدائمة في الحفاظ على الامن و الاستقرار في الداخل اللبناني، خصوصاً انه صاحب اليد البيضاء في زمن النزاعات الداخلية التي تعترض لبنان .
وبعدها ألقى النائب نوار الساحلي كلمة شكر من خلالها جهود اللواء ابراهيم في انجاز هذا المركز الجديد في ظل اهمال الدولة لمنطقة بعلبك – الهرمل ،وأضاف اليوم نستطيع ان نقول انها وُضعت على السكة الصحيحة وخير مثال على ذلك، هذا المركز الذي نفتتحه اليوم وهو لخدمة اهل المنطقة.
ثم ألقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الكلمة التالية:
اصحابَ السعادة
حضرة رئيس بلدية اللبوة واعضاء المجلس البلدي
ايها الحفلُ الكريم
لبلدةِ اللبوة الواقفة على بابِ التاريخ تشهدُ لهُ وعليهِ منذُ الحقبةِ الرومانية ـ البيزنطية.
لهَا ولإسمِها اشتقاقاً مِن لغةِ يسوع المسيح، اللغةِ الآراميةِ والسريانية فتكونُ القلبَ الذي ما توقف عن حبِّ البقاع سهلاً وجرداً.
لهَا ولإسمِها العربي، وهي اللبوةُ الرابضةُ، والتي توزّع انتباهَهَا بين سلسلتي جبالِ لبنان الشرقية والغربية.
لهذهِ البلدةِ كلّ الحبِ والاحترام، كونَها تحتضنُ التنوّعَ وعصورَ التاريخِ ورموزهِ الدينيّة...
تستذكرُ في حضرتِهَا الحقبةَ الرومانية التي خلّفت معبداً وسداً وكذلك حُصناً بيزنطياً...
لهذهِ البلدةِ حقٌ مستحقٌ منذُ زمنٍ في أن تكونَ على روزنامة الإنماءِ المتوازن، ولهذا نحتفلُ اليوم بافتتاحِ "مركزِ أمن عام اللبوة الإقليمي"، بناءً على الخططِ التطويرية التي وضعنَاها منذُ سبعِ سنوات، ومن بينِها انشاءُ دوائرَ ومراكزَ جديدة، يعلو بنيانُها الخدماتي والامني على مساحةِ الجغرافيا اللبنانية. اما الغايةُ فأنتم، الشعب اللبناني، الذي لا يشعرُ بالطمأنينةِ والامانِ الا بوجودِ المؤسساتِ الرسمية الى جانبه، تؤمِّنُ لهُ الخدمات وتسهّل عليهِ العيشَ في وطنهِ بعزةٍ وكرامة، ومن دونِ منّةٍ من أحد.
أيها الحضور الكريم،
انَّ الحديثَ عن الدولةِ وبنائِها يبقى منقوصاً، ومشوباً بعيبِ التنفيذ، ما لم تكُن هناكَ ممارسةٌ فعليةٌ لسياسةِ الإنماءِ المتوازنِ بوصفِها العصبُ والأساسُ لتحقيقِ الاستقرارِ الاجتماعي والاقتصادي، ولتعزيزِ بقاءِ المواطنين في الأطرافِ والمساهمة في انمائِها.لأن لبنان لن يكونَ منيعاً ما لم تكُن أطرافُه قوية. وحضورُ الدولةِ يعني ان تكونَ مؤسساتُها فاعلةٌ لصالحِ المواطنين، لأنَّ قاعدةَ الحقوقِ والواجباتِ تعني تقديمَ الحقّ ليقابلُه الواجب.
ولأنَّ التنميةَ في معنَاها الحديث ليست فقط تنميةً للمواردِ الاقتصاديةِ، بل هي تنميةٌ اقتصاديةٌ واجتماعيةٌ وسياسيةٌ وثقافيةٌ وتربويةٌ وبيئيةٌ لتتعدُّدِ أبعادِها، فانَّ افتتاحَ هذا المركز يندرجُ في سياقِ تنفيذِ الخطةِ التي وضعناها في المديريةِ العامة للأمنِ العام والهادِفة إلى افتتاحِ مراكزٍ إقليميّة في سائرِ المناطق احتراماً لجهدِ ووقتِ المواطنين والمُقيمين على السواء.
أيها الحضور،
تتعلقُ التنميةُ بالبشرِ ومستوى معيشتِهم، اما في الشقِّ المتعلقِ بالمديريةِ العامة للأمن العام وصلاحياتِها، فانَّ وَعْدَنا للبنانيين هو الإنماءُ الجغرافيُّ المتوازن حتى نصلَ إلى مرحلةٍ نطمئنُ فيها بالملموسِ والواقعِ إلى أنَّ الخدماتِ مؤمنةً ومتوافرة في كلِّ المناطق كما في العاصمة. ولن يكونَ بندُ الانماءِ المتوازنِ الذي كفله الدستورُ مادةً للتناحرِ بل ضمانا للاستقرارِ اللبناني العام، وهو وُضِع أصلاً احتراماً للمواطنة وكي يكونَ المواطنُ منتمياً انتماءً طوعياً إلى دولةٍ تحترمُ حقوقَه ويقابلُها بأداءِ واجباته.
اخيرا، اتوجه بالشكر الى السادة نواب المنطقة وفعالياتها، رئيس واعضاء اتحاد البلديات، والى رئيس بلدية اللبوة واعضاء مجلسها الكريم، الذين ساهموا في استحداث هذا المركز الذي سيسهل على المواطنين والمقيمين في نطاق عمل المركز الجديد تقديم المعاملات ويوفر عليهم مشقة الانتقال.
عشتم ، عاش الأمن العام ، عاش لبنان.
ثم تبادل اللواء ابراهيم ورئيس بلدية اللبوة محمد رباح الدروع التذكارية.
بعد انتهاء الحفل تفقد اللواء ابراهيم برفقة وفد من ضباط الامن العام المركز الحدودي الجديد على معبر الجوسية، كما تفقد الأعمال الجارية لتشييد مبنى لدائرة امن عام البقاع الثانية الذي سيقام في مدينة بعلبك.
من بعدها أولم رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس على شرف اللواء ابراهيم في مطعم النورس – بعلبك بحضورعدد من النواب والوزراء ورجال الدين وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية وممثلين عن الأجهزة الأمنية.
في البداية كان النشيد الوطني ثم نشيد الامن العام من بعدها ألقى رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس كلمة نوه من خلالها بمناقبية اللواء ابراهيم العالية و شجاعته المميزة و تضحياته الرائدة في سبيل وطننا الحبيب لبنان.
ثم ألقى وزير الزراعة غازي زعيتر كلمة قال فيها: نجتمع اليوم احتفالاً بعيد واحتفاءً برجل، هو غني عن التعريف أنه اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام وأضاف: "اراك انت وحدك كما حرصك على القسم العسكري وشرف الخدمة والتفاني في سبيل امن اللبنانيين تترجم وتقدم حيث لم يجروء الاخرون على تطبيق اللامركزية الادارية في الجهاز الرائد الذي تقف قائدا على رأسه، جهاز الامن العام الذي يعد اليوم من المؤسسات الرائدة على مستوى الاجهزة العالمية ذات الاختصاص والاهتمام.
بعدها كانت كلمة لوزير الزراعة حسين الحاج حسن توجه خلالها بالشكر الى اللواء ابراهيم والى كل فرد من الأجهزة الأمنية على الانجازات الأمنية الكبيرة التي تحققت خلال السنوات الماضية في مواجهة التحديات الصهيونية والارهابية، وجعل من بلدنا أكثر استقراراً على رغم كل التحديات التي حصلت، أيضاً الشكر على الإنجازات الإدارية ومنها المركز الاقليمي للأمن العام في اللبوة الذي افتتحناه صباح اليوم برعاية سيادته.
وفي الختام ألقى اللواء ابراهيم الكلمة التالية:
معالي الوزراء والسادة النواب
حضرة رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس واعضاء مجلسها
ايها الحضور الكريم
يحارُ المرءُ من أينَ يبدأ وهو في بعلبك مدينةِ الشمسِ التي تُشرقُ منذُ فجرِ التاريخِ على لبنان، بينما هي الأمينةُ على اهراءاتِ روما لتمدَّ عالمَ تلكَ الإمبراطوريةِ بما يلزمهُ، فيما هي تنتظرُ ان نفي شعبَها حَقهُ بالانماءِ والتطويرِ كي تَخرُجَ من النسيان، حتى اننا نسينَا أيضاً وجوبَ الوفاءِ لشاعرِالقطرين خليل مطران، ولِفلذاتِ أكبادِها الذين قدمتهُم عربونَ حبٍ ووفاءٍ للمؤسسةِ العسكريةِ وللأجهزةِ الأمنية.. والوفاءِ لقوافلِ شهدائِها ضدَّ الاحتلالِ الصهيوني والإرهابِ المتأسلم.
لكن ما يُبددُ بعضاً من هذهِ الحيرةِ ، هو اننا في المديريةِ العامة للأمن العام ماضونَ في تنفيذِ خططِنا المنسجمةِ والمتسقةِ مع الدستورِ لجهةِ الانماءِ المتوازن، ولهذا كانت جولتي التفقدية على اعمالِ بناءِ دائرةِ امن عام البقاع الثانية الإقليمية.
ايها الحفل الكريم
في هذه المناسبة، اتوجّهُ بالشكرِ الى كلِ فردٍ منكم على هذا التكريمِ والضيافةِ المميزين، علماً ان الشكرَ والتكريمَ مستحقان لبلديةِ بعلبك، وأهلِها وفعّالياتِها ونوابِها الكرام، على التعاونِ الوثيقِ مع المديريةِ العامة للأمن العام لإنجازِ ما نحنُ بصددهِ, وغيرهِ من المشاريعِ التي سنعلنُ عنها تباعاً، ما يؤكدُ مرةً بعد أخرى أنَّ هذهِ المدينة ومنطقتها كلُّها تنتسبُ بالجهدِ وبالعطاءِ للدولةِ، بينما يُفترضُ العكس من ذلك تماماً لسدِّ النقصِ المتمادي في البُنى التحتيةِ والخدمات. وهكذا فإنَّ بعلبك تأتي إلى الوطنِ بينما هناك الكثيرُ الكثير الذي يجب ان تقدّمُهُ الدولة.
أيها الحضورُ الكريم،
يحتفلُ لبنان غداً بعيدِ الاستقلال، وهو يُواجهُ تحدياتٍ سياسيةٍ شديدةِ الحساسية، سببُها وضعُ المنطقةِ برمّتها على خطِ نارِ التهديداتِ الإسرائيليةِ التي لا تتوقفُ ضدَّ لبنان، والإرهابِ الذي استثمرَ ادواتهِ التدميريةِ محاولاً احراقَ وطنِنا واشعالِ الفتنةِ فيهِ لتدميرِ كل قيمهِ الحضاريةِ والروحيةِ والثقافية.
لكن ما يجب ان نفخرَ به، وقد وشكّلَ لنا عاملَ قوّةٍ لانتصارنَا الحاسِم كانَ وحدتِنا الوطنية التي ما فتئت تتوطدُ يوماً بعد يوم، وذلكَ على الرغمِ من التحدياتِ الخطيرة، فكانت معركةُ تحريرِ ارضِنا من الإرهابِ ليعودَ لبنان سيداً حراً مستقلاً بوجهِ إسرائيل كما بوجهِ الإرهابِ وهُما وجهان لعملةِ واحدة.
انَّ لعيدِ الاستقلالِ هذا العام قيمةً مضافةً صنعَها الجيشُ ببطولةٍ استثنائية حرّرت حدودَنا الشرقية من الإرهابِ شهِد لَها العالم، وبتنسيقٍ تام وكامل مع المؤسساتِ الأمنية، ما يجعلُ اعتزازَ اللبنانيين بمؤسساتِهم والالتفافَ حولها هو الخيارُ والقرارُ الأسلم لبقاءِ لبنان مستقلاً عزيزاً بين دولِ العالم، ولن يكونَ لبنان دولةً ما لم تقُم الدولةُ بدورِها ووظيفتِها وواجباتِها.
اجدّد شكري الى رئيسِ بلديةِ بعلبك واعضاء مجلسِها الكريم، والى كلِّ من ساهم ولا يزال في ورشةِ بناء دائرةِ امن عام البقاع الثانية ليكونَ لهذه المنطقةِ وابنائِها مبنى مميزاً شكلاً ومضموناً، يفتخرونَ به بما يُمثلُ من حضورٍ رسمي في هذه المدينةِ العزيزة.
عشتم،
عاش الأمن العام،
عاش لبنان