عربيات ودوليات >أخبار دولية
١٦ قتيلاً بينهم لبناني بهجوم للقاعدة على منتجع سياحي في ساحل العاج
الاثنين 14 03 2016 09:19
قتل 16 شخصاً بينهم لبناني أمس بنيران مهاجمين مدججين بالسلاح على شاطىء منتجع «غراند بسام» في ساحل العاج الذي يرتاده سياح أجانب ولبنانيون على بعد اربعين كلم شرق ابيدجان، في اول هجوم من نوعه تشهده البلاد وتبناه تنظيم القاعدة.
وقال شاهد عيان لفرانس برس انه سمع احد المهاجمين يهتف «الله اكبر». وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الهجوم، وفق منظمة سايت الاميركية التي ترصد المواقع الاسلامية.
واعلن الرئيس العاجي الحسن وتارا ان 14 مدنيا واثنين من عناصر القوات الخاصة قتلوا في الهجوم الذي استهدف ثلاثة فنادق في بلدة غراند بسام التي يرتادها الغربيون .
وقال الرئيس اثناء زيارته مكان الهجوم «الحصيلة كبيرة» مضيفا ان ستة مهاجمين قتلوا.
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من جهته ان مواطنا فرنسيا واحدا على الاقل هو بين الضحايا.
وأشارت المعلومات أن الهجوم نفذه أكثر من 13 مسلحا وصلوا إلى المنطقة المستهدفة عن طريق البحر مضيفة أنهم أطلقوا النيران عشوائيا على رواد المطاعم، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
وأفاد القائم بأعمال سفارة لبنان في ساحل العاج وسام كلاكش وزارة الخارجية والمغتربين أن المواطن اللبناني توفيق حايك (من محيط صور ٥٤ سنة من مواليد ساحل العاج) قد قتل أثناء الهجوم المسلح بعد اصابته برصاصة قاتلة بينما كان يسبح في المياه. ونقلت جثة حايك الى المشرحة المركزية في أبيدجان.
وأكد كلاكش في اتصال مع الوكالة الوطنية للاعلام، إجلاء جميع اللبنانيين الذين كانوا محتجزين داخل فندق «بايوت»، وبينهم 5 جرحى اثنان من آل مرتضى.
وأشار إلى أن الجالية اللبنانية غير مستهدفة في الهجوم، و»انما ساحل العاج هي المستهدف».
وكان مغترب لبناني في ساحل العاج روى في اتصال مع «الوكالة الوطنية للاعلام»، تفاصيل الهجوم الارهابي في ساحل العاج، قائلا أنه حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس بتوقيت بيروت، وعلى شاطئ البحر قرب إحدى المدن السياحية في ساحل العاج، قام عدد من المسلحين باطلاق النار من زورق في البحر، على رواد الشاطئ، وسقط عدد من القتلى والجرحى، مشيرا إلى وجود لبنانيين بين المصابين.
الى ذلك صرح شاهد لفرانس برس بعيد الهجوم ان المهاجمين «المدججين بالسلاح والملثمين اطلقوا النار على نزلاء فندق ليتوال دو سود، وهو فندق كبير يرتاده الاجانب في هذا الوقت من السنة».
وقالت ماري-كلير يابي وهي تبكي وتحمل طفلها البالغ عامين بين ذراعيها «لا اعلم ماذا حل بابني وشقيقتي».
واضافت «سمعنا صوت اطلاق نار لدى وصولنا واعتقدنا انه حادث سطو. وقال لي احدهم «اهربي، الامر خطير، انهم يقتلون الجميع»».
وكانت دول غرب افريقيا قامت بتشديد الاجراءات الامنية عقب هجمات شنها جهاديون في الاشهر الاخيرة في عاصمتي كل من مالي وبوركينا فاسو.
ويذكر هجوم أمش بالهجمات التي شنها اسلاميون في منتجع سوسة التونسي في حزيران والتي ادت الى مقتل 37 شخصا.
وروى الشاهد برامان كيندا ان المهاجمين كانوا اربعة و»كانوا يجوبون الشاطىء وهم يطلقون النار».
بدوره، روى اللبناني عباس الرز الذي ينزل في ليتوال دو سود ان احد المهاجمين كان يحمل بندقية كلاشنيكوف ويرتدي حزاما بقنابل يدوية.
وقال شاهد اخر يدعى كوامينا كاكو بيرتين ان ثلاثة مهاجمين فروا سيرا عبر طريق مجاورة.
من جهته، قال مصدر في الشرطة لفرانس برس ان «عمليات التمشيط متواصلة وتم تأمين الفندق». وتجمع مئات الاشخاص عند مدخل الحي الفرنسي في غراند بسام على مشارف البلدة القديمة حيث كانت تقف عشرات سيارات الاسعاف على اهبة الاستعداد.
وشاهد مراسل لفرانس برس نحو عشرة اشخاص بينهم امراة غربية مصابة يتم اجلاؤهم على متن شاحنة عسكرية، فيما كانت شاحنات اخرى تقل بنادق رشاشة ثقيلة تتجه الى مكان الهجوم.
وكان الجيش العاجي يدقق في هويات الاشخاص الذين يغادرون المنطقة، فيما اوعزت السفارة الفرنسية لمواطنيها بالابتعاد عن منطقة الهجوم «لتجنب عرقلة عمل قوات الامن».
وبلدة غراند بسام التي يسكنها نحو 80 الف شخص مدرجة على قائمة منظمة اليونيسكو للمواقع التراثية بفضل واجهاتها الأنيقة التي تعود الى فترة الاستعمار.
وتصف اليونيسكو البلدة بانها تعود الى الحقبة الاستعمارية في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين و»تشهد للعلاقات الاجتماعية المعقدة بين الاوروبيين والافارقة، ولحركة الاستقلال» من الاستعمار.