فلسطينيات >داخل فلسطين
مخطط تدمير الأحياء العربية في القدس.. هل يتوقف في كفر عقب؟!
الخميس 23 11 2017 18:40في الوقت الذي تنشغل بعض الدول الخليجية، في كيفية الإعلان عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، تُحاصر الأخيرة سكان مدينة القدس لتخرجهم خارج حدودها، لتحقيق مخططها التهويدي، الذي سيُجز على طابعها العربي والإٍسلامي، للوصول إلى ما يسمى "القدس الكبرى"، بإخراج 22 حي سكني عربي مقابل ضم 3 كتل استيطانية كبرى، لتحقيق معادلة أقلية عربية مقابل أكثرية يهودية في قبلة المسلمين الأولى.
القدس خارج حدود أي مفاوضات..
يقول الخبير في شؤون عمارة القدس والأقصى جمال عمرو بشأن أهداف عملية الهدم إن "مشروع الهدم يأتي ضمن الحرب الديمغرافية التهويدية للاحتلال ضد القدس، وكأنها غير خاضعة للتفاوض، متنكراً لوعوده التي قطعها في اتفاقية أوسلو، التي وقعها مع منظمة التحرير الفلسطينية برعاية أمريكية مصرية وأردنية".
وشدد على أن سلطات الاحتلال لا ينقصها سًوق المبررات القانونية لشرعنة عمليات الهدم، بالحديث عن عدم ترخيص الشقق السكنية التي يقطنها 140 عائلة، رغم أنهم أصحاب الأرض الأصليين.
وتساءل عمرو قائلاً: "ماذا قدمت بلدية القدس للسكان المقدسين الأصليين المنضمين لها نظريا بقوة السلاح عام 67، فيما عملياً لا تقدم لهم أي خدمات؟".
ومضى قائلا ً "في كل دول العالم تقوم البلديات بإنقاذ السكان سواء في حال الكوارث الطبيعة أو التي صنعها الإنسان، إلا في بلدية الاحتلال التي تستبدل مهمة الإنقاذ والتطوير بالكوارث والتدمير".
من جهته أكد رئيس لجان مقاومة الجدار والاستيطان في القدس سهيل سلمان أن "عملية تشريد 140 عائلة من شققها السكنية في كفر عقب، تأتي في إطار تطهير عرقي منظم للمناطق المصنفة سي حسب اتفاق أوسلو، تمهيداً لبسط سيطرته على هذه الأراضي".
وشدد على أن ما يحدث هو مخطط لإخراج 22 حي عربي من القدس لضم 3 مستوطنات ضخمة تضم ما يقارب من 200 ألف مستوطن، وذلك في تجمع معاليه أدوميم في الشرق وجعفون في الشمال وعتصون في الجنوب، لتغير الطبيعة الديمغرافية في القدس لصالح المستوطنين.
مصير السكان؟!..
وفيما يتعلق بمصير السكان في حي كفر عقب المقرر هدمه أكد سلمان، أن السكان أخذوا قرار بعدم مغادرة مساكنهم، رغم معرفة مصيرهم الترك في العراء.
وشدد سلمان على ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال لتعزيز صمودهم، بالإضافة لضرورة إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية، الأمر الذي سيؤدي لوحدة الصف الفلسطيني في برنامج مقاومة الاحتلال وليس التفاوض معه.
من جانبه أكد عمرو أن "مصير 140 عائلة هو نفس مصير العائلات التي سبقتها في مسلسل التهجير والطرد من مساكنها، وبخاصة مع دخول فصل الشتاء".
وشدد على أن الاحتلال بتهديده لسكان كفر عقب، يرسل رسالة لسكان الأحياء العربية الأخرى أن الدور سيأتي لهم لا مفر، الأمر الذي يجعلهم في حالة من الترقب والقلق.
وقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة خبراء متفجرات، فجر اليوم الأربعاء، حي المطار في حي كفر عقب القريب من الحاجز العسكري في قلنديا شمال القدس المحتلة، وداهمت مبان مهدّدة بالهدم بحجة عدم الترخيص، وبذريعة القرب من الجدار العازل.
وأفاد مسؤول منطقة قلنديا وكفر عقب في محافظة القدس زكريا فيالة، أن سلطات الاحتلال بدأت بإقامة خيام وراء الجدار المقابل للحي، وإخلاء من تبقى من العائلات من منازلهم.