عربيات ودوليات >اخبار عربية
إمام الحرم المكي: قضية فلسطين قضية كل المسلمين
الجمعة 15 12 2017 19:28قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، إن "في قلب كل مسلم من قضية فلسطين جروحاً دامية، وفي جفن كل مسلم من محنتك عَبَرَاتٍ هامية، وله بإسلامه عهد لفلسطين من يومَ اختارها الباري للعروج إلى السماء ذات البروج"
وأوضح في خطبة الجمعة، إنّ "هوى المسلم لكِ أن فيكِ أولى القبلتين، والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وأنك كنت نهاية المرحلة الأرضية، وبداية المرحلة السماوية، من تلك الرحلة الواصلة بين السماء والأرض صعودًا".
وأكد الشيخ آل طالب أن الخطوة الأميركية الأخيرة إنما جاءت لتكريس احتلال القدس، وهي خطوة لن تنتج إلا مزيداً من الكراهية والعنف، وستستنزف كثيراً من الجهود والأموال والأرواح بلا طائل، كما أنها مضادة للقرارات الدولية، وهو قرار يثير المسلمين في كل مكان ويسلب الآمال في التوصل إلى حلول عادلة، كما أنه انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وسيزيد المسلمين والعرب إصراراً على التحرير.
وقال إن "المقدسيين ومَن ورائهم من المسلمين مصدقين بوعود الله التي تحقق أكثرها، وما ملّوا ولن يملوا، وإن القدس مفتاح السلام، ومن الذي يكره السلام ولا يريد السلام، بل من الذي اعترض في الماضي أن يعيش اليهود والنصارى مع المسلمين في أرض الشام وفلسطين، ومارسوا عباداتهم وبقيت كنائسهم ومعابدهم، واختلطوا فيها بالمسلمين وتبادلوا المصالح والمنافع بل وتصاهروا كما كان التاريخ القريب والبعيد، من الذي يكره السلام ولا يريد السلام وقد قدم العرب مبادراتهم في ذلك وما زالوا، ولكن أن تغتصب أرض وتهجر أسر وينفى شعب ويزور تاريخ ويعبث بمقدسات وتغير معالم ويقع ظلم شديد، بشعب مازال يُسقى المر منذ سبعين عاما، فإن ذلك كله عبث ببرميل بارود لا يُدرى متى يبلغ مداه".
وبين أن ما يجري اليوم إنما هو إحداثُ صراعِ ثقافةٍ وحضارةٍ ودين، وتصرفٌ يوقع العالم في حرج وخطر، وينذر بشر لا يعلم مداه إلا الله.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، إن على المخلصين من أمة الإسلام وعلى العقلاء من قادة العالم أن يتداركوا ما يجري من مسلسل التجاوزات والاعتداءات على الأرض والإنسان، وممتلكاته التراثية والدينية، والمعالم الإسلامية، والحفريات الأرضية التي تنخر أساس المسجد الأقصى المبارك.
وشدد أن "قضية فلسطين ليست قضية شعب أو عرق، أو حزب أو منظمة، بل قضية كل المسلمين، ولقد كانت دوماً تستجيش ولاءات المسلمين لبعضهم، تجمع كلمتهم وتوحد صفهم وهي عنوان تلاحمهم وترابطهم ومحل اتفاقهم، ولا يجوز أن تكون مثاراً لتبادل الاتهامات وتكريس الخلافات، ولا أن تستغل لإسقاطات وتصفية حسابات".