عام >عام
صحيفة "عكاظ" السعوديّة وموقع "المدينة" يكشفان استدعاء الحريري للرياض
السبت 16 12 2017 09:46كشفت صحيفة عكاظ السعودية وموقع المدينة السعودي الشهير معلومات جديدة عن قضية استدعاء الرئيس سعد الحريري الى الرياض وتقديم استقالته والهجوم على ايران، والقول انه سيقطع اذرع ايران في المنطقة، كما انه تعرض الى محاولة اغتيال ولذلك فهو يقدم استقالته، وبقي في السعودية مدة 14 يوماً.
ظهرت هذه المعلومات صباح أمس الجمعة في السعودية، وبعد الظهر اذاع تلفزيون «ام. بي. سي.» عن مراسل التلفزيون المختص في شؤون الشرق الأوسط، ان الديوان الملكي ومستشاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبخاصة الوزير السعودي لشؤون دول الخليج ثامر السبهان، اضافة الى وزير سعودي هم الذين كتبوا خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري، وقاموا باجباره على إلقاء الخطاب وإعلان الاستقالة. ومن اجل إبقاء الرئيس الحريري في السعودية مدة طويلة، غير آخذين بعين الاعتبار امكانية التدخل الأميركي القوي والفرنسي والاوروبي على اساس بقاء الرئيس سعد الحريري لمدة 6 اشهر واكثر في السعودية وعدم عودته الى لبنان، اخترعوا خبر محاولة اغتياله التي نفتها كل الاجهزة الأمنية، ومعروف تماما ان الرئيس سعد الحريري لم يتعرض لاي محاولة اغتيال، والدليل انه عاد الى لبنان، ويتنقل بسهولة في كل بيروت ويقوم بزيارات عديدة ولا يوجد أي خطر على حياته.
السعودية تنظر الى لبنان بالنسبة الى رئيس الجمهورية الماروني العماد ميشال عون على انه هو وحزب الله حلف واحد، وهي على عداوة مع رئيس الجمهورية، لانه يصرح دائما ان لبنان بحاجة الى سلاح حزب الله، إضافة الى تقارير تم ارسالها من امانة 14 اذار التي يرأسها فارس سعيد الى السعودية عن موقف الرئيس عون بأنه هو وحزب الله يشكلان موقفا واحدا، مما أدى، نتيجة موقع رئاسة الجمهورية بالتحالف مع حزب الله، الى ضرب 14 اذار.
كما ان القيادات المسيحية التي زارت السعودية، إضافة الى معلومات من ضباط المخابرات السعودية الذين يقيمون في السفارة السعودية ويقيمون خارجها، ولا يقيمون في اي فندق في بيروت، لان المديرية العامة للامن العام هي التي تشرف على نزلاء الفنادق، وتقدم الفنادق لائحة بكامل نزلائها الى المديرية العامة للامن العام كل يوم عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، لتتابع المديرية تحرك الداخلين الى لبنان سواء عند تسجيلهم في مطار بيروت او على المعابر البرية، وتتم ملاحقتهم ومراقبتهم على الاراضي اللبنانية وفي اي فنادق او شقق يتم استئجارها.
واشنطن تدخلت بقوة واخرجت الحريري من السعوية
تدخلت واشنطن بقوة في موضوع اخراج الرئيس الحريري من السعودية، وخلال 48 ساعة حضر مدير المخابرات الأميركية المركزية الى الرياض، وابلغ رسالة واضحة بأن واشنطن لن تقبل بقاء الرئيس الحريري في لبنان، وهز التسوية السياسية وضرب الاستقرار في لبنان، وان واشنطن تعتبر الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان خطاً احمر لها، وهي تقوم بتزويد الجيش اللبناني بحوالى 350 مليون دولار سنويا من أسلحة، فضلاً عن انها تستقبل 2500 ضابط من الجيش اللبناني للتدرب في الولايات المتحدة سنويا، إضافة الى انها أرسلت الى لبنان 400 ضابط وخبير في شؤون القتال للانخراط في فوج المغاوير وفي فوج المجوقل والالوية وقيامهم بمتابعة غرفة العمليات العسكرية لتعزيز قوة الجيش اللبناني، وبالتالي فواشنطن لن تسمح بضرب الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.
لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي لم يتجاوب مع الاتصال الهاتفي الذي قام به وزير خارجية اميركا تيلرسون طالبا منه الافراج عن الرئيس سعد الحريري، وجد نفسه امام مدير المخابرات المركزية الأميركية، والمعروف ان مدير الـ «سي. أي. أي.» اكبر وكالة مخابرات في العالم، ومركزها واشنطن يتلقى اهم التقارير من كافة دول العالم. كما ان موقع ويكيديا إضافة الى نشرات المخابرات الدولية تقول ان الولايات المتحدة لديها 550 الف رجل مخابرات ينتشرون على كافة أراضي الكرة الأرضية. فواجه مدير المخابرات الأميركية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بلهجة قوية قائلا له : ان عدم تجاوبك مع وزير خارجية اميركا تيلرسون الذي اخذ موافقة الرئيس الأميركي ترامب وموافقة الامن القومي الأميركي في البيت الابيض على الاتصال بك وطلب اخراج الرئيس الحريري من المملكة العربية السعودية وعودته الى لبنان، يعتبر ضربا موجها ضد الولايات المتحدة ولا تقبله، وان المخابرات الأميركية ستوقف تنسيقها مع المخابرات السعودية، سواء من ناحية تحرك الوجود الإيراني على الساحة السعودية، ام من ناحية كل المعلومات المتبادلة معاً، كما ان البنتاغون الأميركي أي وزارة الدفاع الأميركية ستطلب من كافة الخبراء الاميركيين، التوقف عن العمل في المملكة العربية السعودية ما لم يتصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصيا بوزير الخارجية الأميركي وليس الوزير عادل الجبير وزير الخارجية السعودية، ويقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإبلاغ تيلرسون بأنه يوافق على سفر الرئيس سعد الحريري من السعودية وعودته الى لبنان، وابلغ مدير المخابرات الأميركية انه من الان وحتى حصول الاتصال من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأميركي، فان وزارة الدفاع الأميركية أعطت تعليماتها الى كافة الخبراء والضباط الاميركيين والطيارين الاميركيين الموجودين مع اسرابهم الجوية على الأراضي السعودية بعدم القيام بأي عمل وعدم الاتصال وإعلان ان وجودهم مستقل عن الجيش السعودي كليا وانه انذار على اعلى مستوى من القيادة الأميركية، لان الامر لا يتعلق بموضوع العلاقة السعودية - الأميركية، بل ان واشنطن تعتبر ان لبنان خط احمر، وانها أشرفت على التسوية في لبنان، واوصلت الرئيس العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بعد اتفاق مع الأطراف اللبنانية، رغم ان الوزير سليمان فرنجية كان مرشح فرنسا على مستوى رئيس الجمهورية الفرنسي هولاند.
كما ان الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل ان الولايات المتحدة لن تسمح بتاتا بشن أي حرب ضد لبنان، وانه في حال قيام إسرائيل بشن حرب ضد لبنان فان شحنات الأسلحة الى الجيش الإسرائيلي من الجيش الأميركي ستتوقف وان لبنان خاضع للقرارين 1701 و 1559، وان الولايات المتحدة تحضر لبنان لدور الحياد في الصراع العربي الحاصل، كما انها أبلغت ايران وجوب ابلاغ حزب الله بعدم القيام بأي استفزاز على الحدود مع إسرائيل بأي شكل من الاشكال، كذلك منعت الجيش الإسرائيلي من ان يسيّر أي الية عسكرية او دبابة إسرائيلية على الخط الأزرق الحدودي ما بين إسرائيل ولبنان.
ومن هنا، فقد غادر مدير المخابرات الاميركية السعودية مبلغا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشكل فظ وحاد : امامك ساعات لاتخاذ قرارات، والا فان واشنطن ستتحرك بقوة.
أضاف تلفزيون الـ «ام. بي. سي» الأميركي نقلا عن الخبير المختص في الشرق الأوسط وهو عمل لمدة 30 سنة في المنطقة العربية ولبنان وسوريا وإسرائيل واصبح رئيس قسم الشؤون العربية في تلفزيون الـ «ام. بي. سي» سيز الموثوق به جدا والمطلع على اتصال مع البيت الأبيض والبيت القومي ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركية، ان محمد بن سلمان لن يستمع منذ ان وصل ولي العهد ومنذ ان اصبح والده ملكا للسعودية كلاما فظا وحادا وانذارا في هذا الشكل من مديرية المخابرات الأميركية.
وانهى مدير المخابرات الأميركية حديثه بأنه اعطى التعليمات الى وكالة المخابرات الاميركية في السعودية بوقف أي اتصال مع المخابرات السعودية، وطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عدم الاتصال بالمخابرات الأميركية الموجودة على الأراضي السعودية.
اتصال بن سلمان بتيلرسون
بعد 3 ساعات قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالاتصال بوزير الخارجية الأميركي مبلغا إياه ان السعودية خضعت للقرار الأميركي وانها ستفرج عن الحريري، لكنه طلب مهلة زمنية بالايام كي يتم العمل على اخراج لا يهين هيبة المملكة العربية السعودية ولا يؤدي الى ظهورها بهذا الشكل من الانكسار.
ثم اتصل وزير الخارجية الأميركي تيلرسون بوزير خارجية فرنسا وابلغه رسالة الى الرئيس الفرنسي ماكرون، واخبره بكل ما جرى من اتصالات أميركية - سعودية، وان السعودية ستطلق سراح الرئيس سعد الحريري ليعود الى لبنان.
وقام وزير خارجية فرنسا بإبلاغ الرئيس الفرنسي ماكرون بكامل المعلومات الأميركية، فاتصل ماكرون بالرئيس الأميركي ترامب، وتشاورا معاً وابلغه انه بصدد زيارة لدولة الامارات أبو ظبي وعدة دول خليجية باستثناء السعودية التي ليست من ضمن جدول اعمال الزيارة، الا ان الرئيس ترامب تمنى عليه زيارة السعودية ولو لمدة ساعات، واكمال الضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وان يعمل على الاتيان بالرئيس سعد الحريري الى باريس ومنها الى بيروت.
واذا استطاع الرئيس ماكرون ان يأتي بالرئيس الحريري معه في الطائرة الى باريس، فسيكون ذلك حلا ممتازا. لكن ماكرون قال لا اريد تحدي القرار السعودي بهذا الشكل وافضل ان يعود الحريري بعد أيام الى باريس، وهذا ما سأعمل عليه.
وقام ماكرون بزيارة الرياض لمدة ساعتين وانهى الاتفاق النهائي لسفر الحريري الى باريس وعودته الى بيروت.
الاعلام السعودي والحريري كذب على ولي العهد
اما الاعلام السعودي فقد ذكر صباح يوم الجمعة ان الرئيس الحريري كذب على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث ابلغه انه سيخرج من السعودية ويذهب الى بيروت بعد باريس ويقدم استقالته خطيا الى رئيس الجمهورية ثم يعود الى السعودية.
إزاء هذه الاخبار التي نشرتها وسائل الاعلام السعودية، وجهت الولايات المتحدة وكذلك باريس اللوم الى السعودية على ما ذكره الاعلام السعودي في شأن الرئيس الحريري وقيامه بالكذب على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وردا على ذلك، قام ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بإعادة التذكير بخطاب تيلرسون من باريس حيث قال ان على السعودية ان تقوم بخطوات مدروسة وحكيمة وتدرس عواقب خطواتها بالنسبة الى قطر وبخاصة بالنسبة الى اليمن ولبنان، وجاء الرد الأميركي ردا على ما ذكره الإعلام السعودي بشأن كذب الحريري على القيادة السعودية، وبالتحديد على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تيلرسون رفض التحدث مع الجبير
بعد الظهر، اتصل وزير الخارجية السعودي عادل جبير بواشنطن مستوضحا امر اصدار بيان عن وزارة الخارجية الأميركية للمرة الثانية يلوم فيه السعودية ويذكرها بضرورة دراسة قرارها بشأن قطر واليمن ولبنان، فتلقى جوابا وطلب التحدث مع تيلرسون فرفض هذا الاخير الرد على الوزير جبير وقام الناطق باسم الخارجية الأميركية بإبلاغ جبير بان وزير خارجية اميركا لا يريد الجواب على اتصال جبير، وان على وزير الخارجية السعودي اصلاح ما اعلنه الاعلام السعودي في شأن كذب الرئيس سعد الحريري على ولي العهد السعودي وبالتالي إعادة صب الزيت على النار بالنسبة الى الازمة اللبنانية وهز الاستقرار فيه.
اثر ذلك، اعلن جبير، ان السعودية تفاهمت مع الحريري على كل الخطوات وان الحرية كانت لدى الحريري بأن يتصرف ويعود الى بيروت وانه هو الذي قال للسعودية انه سيقدم استقالته خطيا الى الرئيس العماد ميشال عون.
هذا ما قاله الجبير
لكن يبدو وفق ما جاء في عبارة للوزير جبير بصورة غير مباشرة ان الرئيس العماد ميشال عون وحزب الله هما خط واحد، والسعودية تنظر بصورة سيئة الى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله، وهو وجه كلامه بصورة غير مباشرة، لكن المعنى واضح في التصريح.
ثم أضاف جبير بالقول ان الحريري عندما عاد وابلغ شروطه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم ابلغ شروطه الى الرئيس بري بالنأي بالنفس وعدم التدخل في الصراعات الإقليمية من أي طرف لبناني، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية والمقصود به حزب الله، قال الرئيس بري دعني آخذ المبادرة وانا أقوم بالاتصال مع حزب الله واحضّر التسوية وسيقوم الرئيس العماد ميشال عون بالاتصال بحزب الله، لكنني انا كرئيس لمجلس النواب وعلى علاقة تحالف مباشرة مع حزب الله سأقوم بالعمل وستكون لديّ مدة يومين او ثلاثة وانهي كل الأمور.
وهذا ما قاله الوزير عادل جبير وزير خارجية السعودية.
لقاء بري ـ نصرالله
نتيجة موقف الرئيس نبيه بري، قام بالاتصال بقيادة حزب الله وطلب موعدا مستعجلاً من امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حيث ذهب الرئيس بري وفق الطرق السرية. وقد اجتمع الرئيس نبيه بري بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وشرح له كل ما اخبره إياه رئيس الحكومة المستقيل يومذاك الحريري وموقف السعودية وما قاله عن الاتصالات الأميركية، وعن مدير المخابرات الأميركية الذي زار الرياض حيث كان الحريري لا يعرف شيئا عن التحرك الأميركي تجاهه، لكن الرئيس ماكرون الذي زار الرياض واجتمع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لمدة ساعتين طلب استدعاء الحريري الى المطار لمدة نصف ساعة وطلب غرفة سرية خاصة اجتمع بها مع الرئيس سعد الحريري، بعدما تأكدت المخابرات الفرنسية المرافقة للرئيس ماكرون بأن الغرفة لا يوجد فيها أي جهاز تنصت او كاميرا، والا فان ماكرون كان سيقوم بالسير امام باحة المطار والتكلم بالهواء الطلق مع الحريري وابلاغه ما قامت به الولايات المتحدة وفرنسا، لان الرئيس سعد الحريري لم يكن على اطلاع اثناء وجوده لمدة 14 يوما في السعودية على أي معلومات بشأنه، باستثناء النصف ساعة التي اخبره فيها ماكرون عن التحركات الأميركية والأوروبية والفرنسية في شأن إخراجه من السعودية، وهذا ما اخبره الرئيس سعد الحريري الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذا ما قاله الرئيس نبيه بري الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
توجيه ضربة للسعودية وحصارها
وهنا اعتبر امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انه يجب توجيه ضربة الى المملكة العربية السعودية وحصارها وسحب الرئيس سعد الحريري من يدها رغم ضغطها ومهما كلف الامر، فأبلغ الرئيس نبيه بري انه متجاوب كليا ومستعد للتعاطي إيجابيا لاخراج الرئيس سعد الحريري من تحت الحصار السعودي، ومن اجل انقاذ التسوية، وربح الرئيس سعد الحريري كرئيس لحكومة لبنان واعطائه هذه الإيجابية كي يكون حرا ومرتفع المعنويات، ويقوم حزب الله بالاحاطة بإيجابية بدوره في مجلس الوزراء كي لا يثير أي حدة لدى السعودية ضد الحريري، وبخاصة اخراج الرئيس سعد الحريري من تحت الوصاية السعودية الظالمة ضده.
تبلغ الرئيس نبيه بري موقف امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، وقام بزيارة الرئيس العماد ميشال عون وابلغه موقف حزب الله الرسمي الذي حصل عليه مباشرة، كما ان الوزير جبران باسيل لم يكن على قدر من المسؤولية العالية التي تسمح له من خلال اطلاعه على القليل من المعلومات بمفاوضة امين عام حزب الله، وبخاصة ان علاقة امين عام حزب الله حسن نصرالله هي علاقة ممتازة مع الوزير جبران باسيل، لكن السيد نصرالله لن يبوح بسره وقراره العميق للوزير جبران باسيل. انما سيبوح بسره العميق لحليفه التاريخي الرئيس نبيه بري، وبخاصة ان الرئيس نبيه بري حليف للمقاومة وأيضا من الطائفة الشيعية وجمهور حركة امل، وجمهور حزب الله هو جمهور واحد، وبالتالي يستطيع نصرالله إعطاء سره الى بري. كذلك يستطيع الرئيس نبيه بري إعطاء سره لسماحة السيد حسن نصرالله بشكل موثوق به واكيد.
اثر اطلاع الرئيس نبيه بري لرئيس الجمهورية على موقف حزب الله، حصل اجتماع ثلاثي بعد اتصال من عون بالرئيس الحريري طالبا منه زيارته في القصر الجمهوري، فتم عقد اجتماع ثلاثي بين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، وتراجع الرئيس سعد الحريري عن الاستقالة بعد التبليغ الرسمي من الرئيس نبيه بري لموقف حزب الله على أساس الشروط الآتية :
1- النأي بالنفس كليا.
2- عدم الدخول في الصراعات العربية في المنطقة.
3- التزام حزب الله عدم التدخل في شؤون دول الخليج على المستوى الداخلي لهذه الدول.
واعلن الرئيس الحريري امام رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري عودته عن الاستقالة واتفق الرؤساء الثلاثة على هذا الامر وابقائه سريا.
الاخراج
لكن هذا الاجتماع الثلاثي والاعلان عن عودة الرئيس سعد الحريري كان يجب الا يصدر عن اجتماع الرؤساء الثلاثة، بل كان يجب إعطاء رئيس الجمهورية موقف صنع الإخراج اللازم عبر الدعوة الى مشاورات مع كافة القيادات اللبنانية في شأن استقالة الرئيس سعد الحريري وعدم اطلاعهم على الخبر السري والموقف السري والمعلومات السرية التي حصل عليها فقط الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري وتم اخفاؤها عن كافة القوى والقيادات الحزبية والسياسية في لبنان.
وقد قام فعلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالدعوة الى استشارات نيابية في قصر بعبدا، وكانت لمدة يوم واحد، ومدة الاجتماع لم تزد اكثر من نصف ساعة الى ساعة مع كل القيادات، رغم ان الموضوع يحتاج الى مدة ساعتين من المشاورات بين رئيس الجمهورية ورؤساء الأحزاب مثل الوزير وليد جنبلاط وغيره من القيادات السياسية الكبرى في البلاد. لكن الامر انتهى بعد 6 ساعات من المشاورات بين رئيس الجمهورية والقيادات السياسية.
وتم الاتفاق على عقد مجلس الوزراء اللبناني برئاسة العماد ميشال عون وصدور قرار النأي بالنفس، وبالتالي اشتراك الرئيس سعد الحريري في مجلس الوزراء بعدما حصل على الشروط التي طلبها. وصدر بيان مجلس الوزراء وفيه مقررات النأي بالنفس وعدم الدخول في الصراعات العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج.
انما تم القول التدخل في شؤون الدول العربية، لكن المقصود فعليا دول الخليج العربي، وبخاصة السعودية في حربها على اليمن.
قرار مجلس الوزراء
صدر قرار مجلس الوزراء، وبالتالي اعلن الرئيس سعد الحريري البيان شخصيا طالبا من وزير الاعلام ملحم رياشي عدم إذاعة البيان بل قرر شخصيا إذاعة البيان، واعتبر ان هذا البيان موجه الى السعودية وموجه الى دول المنطقة والعالم لكن أراد توجيه رسالة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن الرئيس سعد الحريري حصل على شروطه وبالتالي، سقطت اخبار محاولة اغتياله التي اخترعها ثامر السبهان ومديرية المخابرات السعودية ولم يعد احد يتحدث عن محاولة اغتيال الرئيس سعد الحريري. كذلك سقط شعار قطع اذرع ايران في لبنان وبقي وزراء حزب الله داخل الحكومة رغم ان السعودية لم تكن راضية كليا عن هذا الامر.
أخيرا يمكن رسم الموقف على الشكل الآتي : ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو على عداوة كاملة مع الرئيس سعد الحريري، ولا يعترف بعودته عن الاستقالة، رغم اجبار واشنطن الوزير عادل جبير على اظهار ان السعودية مرتاحة لدور الرئيس الحريري حاليا في لبنان والتسوية فيه، وانه مركز لـ 17 ديانة سماوية وان لبنان بلد الثقافة والسعودية حريصة على ذلك، لكن الخلاف العميق قائم بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الحريري اذ ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يترك خطوة الا وسيحاول إلحاق الأذى بالرئيس سعد الحريري. انما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بات يعلم تماما ان واشنطن وباريس هما على أهبة الاستعداد، إضافة الى انذار مستشارة المانيا ميركل الى السعودية، في شأن تدخل السعودية في السياسة اللبنانية الداخلية، كما ان وزير الخارجية الألمانية قال كلاما قاسيا في شأن القرار السعودي باستدعاء الرئيس الحريري، اذ اعتبر أنه قرار طائش، ما أدى الى سحب السعودية سفيرها من المانيا وتقديم مذكرة احتجاج، وأوقفت السعودية عمل سفارتها في المانيا طالبة الاعتذار من وزير الخارجية الألماني، الذي عاد وكرر في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية الشهيرة والموثوق بها أن موقف السعودية، وبالتحديد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كان موقفا طائشا غير مدروس ولا سابق مثيل له بين الدول على المستوى الديبلوماسي وعلى مستوى العلاقات بين دولتين مستقلتين، مهما كان هنالك من نفوذ للمملكة العربية السعودية على الحريري الذي يملك الجنسية السعودية.