عام >عام
ميلاد صامت على العائلات الفقيرة!
الأحد 24 12 2017 19:17رنا جوني
يعبر عيد الميلاد من قرب العائلات الفقيرة صامتا، لا مكان للفرح داخل المنزل، وحده سكون الفقر يخيم، وصوت وجع الحياة يطغى على صوت اجراس المدينة، التي تصطنع الفرح، يخيم ضباب المدافئ على اضواء الزينة، تكاد ان تكون الطرقات مقفهرة، تنام المدينة حين تستيقظ باقي المدن، لم تعد الفرح، لا يعرفون طريقا لصناعة الفرح، ربما نسيوا ان الفرح من شيم المؤمنين ايضا.
في الطريق الى الميلاد، تترائ لك صورة الحياة، اهالي في المتاجر يبحثون عن هدية، واخرين عن لعبة الفرح، عن لمحة سعادة،ولو مؤقتة، يهاحرون جميعا الى بلاد الفرح، يحجون بين اضواء اشجار مغدوشية، يفرحون بالنور المنبعث من بين الاغصان، يلتقطون صورة الفرح المؤقتة، وهم يتساؤلون لماذا لا نصنع الفرح في قرانا، لماذا نسوق للحزن والعزاء، ونحن من بيئة تعج بالاعياد، للاسف اعتاد الجميع على صناعة الحزن، ولم يتعودوا على اجترار الفرح ولو من الضوء، وحدها موسيقى الميلاد المتهادية في اجواء حي الراهبات تذكر بالفرح، بالامل، بعيدا عن صراع الفقر والقهر والوجع الذي يغرق بها الناس..
تنتطفئ الاضواء، يتزايد دخان المدافئ، ترتفع اجراس بابا نويل فيصرخ الاطفال فرحا بالهدية، ثوان وتنته القصة، لتعود المدينة الى سبات حزنها... وماذا بعد