"بلد الحرية الإعلامية والكلمة الحرّة".. هكذا يصفون لبنان! وعلى رغم ذلك، تُعاني وسائل الإعلام فيه، وخصوصًا الصحف من أزمات ماديّة، انتشرت بشكل واسع أخيرًا، مع إعلان عدة صحف عريقة بدء التركيز في عملهم على المواقع الالكترونية، وبالتالي التخلّي عن النسخ الورقية. هذه الأزمة لم تقتصر على لبنان، ففي بريطانيا، أعلنت صحيفة "اندبندت" عن نشر النسخة الورقية الأخيرة من صحيفتها هذا الشهر، وفي الولايات المتحدة الاميركية اكتفت كلّ من "نيوزويك" و"كريستيان ساينس مونيتور" بالنسخة الالكترونية.

في هذا السياق، سيطرح وزير الإعلام رمزي جريج قضية توقف بعض الصحف اللبنانية عن الصدور بالصيغة الورقية في جلسة مجلس الوزراء اليوم. وهو أكد  على ضرورة طرح هذا الموضوع في المجلس في سبيل إيجاد حلّ لاستمرار عمل الصحافة وخصوصًا المكتوبة، مشددًا على أنه "سيتمّ العمل على تأمين حلول دائمة وغير موقتة، والحصول على دعم مستمرّ على المدى البعيد، وليس القريب فقط".

وأشار إلى أنه سيلتقي قريبًا كلاّ من رئيس تحرير صحيفة "السفير" طلال سلمان ورئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام لدراسة المشاكل التي تواجههم وبالتالي البحث في طرق الحل.

وعن أسس الحلّ ووسائله، أشار جريج إلى أنه "من الممكن زيادة رساميل الصحف، أو إدخال بعض المؤسسات في القطاع الخاصّ"، مشددًا على "أهمية استحداث ريجي إعلانات موحدة".

ولفت إلى أن هذه القضية لا تقتصر على لبنان فقط، ففي دول العالم كافّة يجري البحث الدائم في أساليب دعم الصحافة، مضيفًا إن "أصحاب الصحف في لبنان هم من الصحافيين، أمّا في دول العالم فيكونون من أصحاب الرساميل".

أمّا عن شاشات التلفزيون في لبنان، فكشف جريج أنهم "يواجهون المشاكل أيضًا، فسوق الإعلان يتقلّص، كما أن هناك مضاربة من الفضائيات"، قائلًا إن "وسائل الاعلام المرئية حاولت التوصل الى اتفاق مع شركات الكابل للحصول على نسبة عائدات منها، إلّا أن لا شيء جديدًا حتى الساعة".

من ناحية أخرى، رأى وزير الاعلام أن "عودة الاستقرار الاقتصادي تُساهم أيضًا في تأمين مدخول أكبر، وقد تُريح وسائل الاعلام كافّة"، مؤكدًا أنه "لا يمكن للبنان أن يكون موجودًا من دون صحافة".