في جولة سريعة في أي مستشفى في لبنان يمكن ملاحظة عشرات مرضى السرطان الذي يخضعون لعلاجات ولعمليات جراحية، وفي كل عائلة في لبنان بات هناك شخص مريض بالسرطان ونسبة هذا المرض ترتفع في لبنان بشكل كبير وغير مسبوق، لماذا؟
ما يحصل هو اننا بتنا نعيش في بيئة مسرطنة، وهذا المرض الخبيث بات يعيش بيننا ونتنشقه ونتناوله يوميا الى حين تمكنه بخبث من دخول الجسم واختراق ونهش الأعضاء، وللأسف يتم اكتشافه في مراحل متقدمة جدا، وبات لا يفرق بين طفل وشاب ورجل وكهل.
هواء لبنان وخصوصا مدينة بيروت ملوث، وإذا نظرت الى بيروت من مكان مرتفع لا يمكنك ان تراها بسبب الغيمة السوداء التي تطوقها يوميا حتى في ايام الشتاء، وبين المنازل بات هناك معامل تحمل تراخيص مثل معامل الكهرباء ومعامل الإسمنت التي تبث سمومها بشكل متواصل وتصيب اللبنانيين بسرطان الجهاز التنفسي.
الشعب اللبناني يعيش بين مطامر النفايات في الجديدة وفي برج حمود والكوستابرافا والناعمة وحبالين، وباتت مكبات النفايات اليوم في كل بلدة ومدينة وحي، ولا يمكن ان ننسى كم بقيت النفايات في شوارعنا ومنازلنا، فهذه النفايات تتسبب بأمراض سرطانية بسبب تنشقها وبسبب وصولها الى المياه الجوفية.
المياه التي نشربها ملوثة لان المياه الجوفية في لبنان وصلت اليها المواد السامة التي رميت في المكبات، كما ان الرقابة على شركات تعبئة المياه ظرفية وليست دائمة، وهذه الامور هي من مسببات السرطان.
الطعام الفاسد والمواد الغذائية المزورة، فيوميا نسمع بأخبار ونشاهد صور مخيفة لما يباع في المطاعم والمتاجر ليأكله المواطن، فاللحوم هي من ابرز مسببات السرطان في الأمعاء، فكيف لو كانت ايضا منتهية الصلاحية كما يحصل في لبنان؟
الخضار الذي نأكله من سهل البقاع مروي بمياه آسنة اي مياه المجارير الآتية من نهر الليطاني، والامور لا تتوقف على المجارير في الليطاني إذ ان نسبة تلوثه لا تسمح بوضع اليد فيه لأكثر من ثانية واحدة، لان كل المصانع والشركات ترمي المواد السامة فيه، والخضار ينمو وهو يحمل مواد مسرطنة.
فعلا بتنا نتناول السرطان يوميا بطرق مختلفة، ونتجرعه على دفاعات ونصاب به، وهل تسألون لماذا هناك في كل عائلة شخص يموت من المرض الذي يقول له اللبناني "من هيداك المرض"؟.