لبنانيات >أخبار لبنانية
بعد استبعاد عقاب صقر... من هو المرشح الشيعي في زحلة؟
الاثنين 15 01 2018 11:31استطاع القانون الانتخابي الجديد أن يخلط الأوراق السياسيّة والتحالفات الانتخابيّة ويدخل أحزاب السّلطة والمعارضة في نفق مجهول لن تتمكّن الحسابات القديمة من إخراجها سالمةً منه، الامر الذي يدفعها اليوم الى البحث عن خطّة عمل جديدة تحفظ لكلّ فريق مقاعده النيابيّة حتّى قبل التفكير باكتساب عدد نوّاب أكبر في الندوة البرلمانيّة.
ومن بين الدوائر التي كانت وستبقى تشهد اشرس المعارك الانتخابيّة، زحلة التي تتميّز بقوس قزح طائفي وسياسيّ يتضمّن سبعة مقاعد نيابيّة تتوزّع بين الكاثوليك بمقعدين، مقعد واحد للارمن الارثوذكس، وآخر للروم الارثوذكس، فيما يحصل الموارنة والشيعة والسّنة كلّ منهم على مقعد واحد، ما يجعل المُنافسة حامية حتّى اللحظات الاخيرة قبل صدور النتائج، باستثناء المقعدين الشيعي والسّني حيث المفاجأة الكبرى.
في هذا السّياق، أكّدت مصادر زحليّة مُطّلعة على الملف الانتخابي في البقاع الأوسط، أنّ المعركة ستكون على أشدّها بين الأحزاب المسيحيّة في عروس البقاع. الكلّ يريد حصّة في زحلة دار السلام والمقاومة والنضال والكرامة، ولم يحسم خياراته وتحالفاته بعد على اعتبار انه سيخوض تجربة النسبيّة للمرّة الأولى، ما يدفع كلّ حزب وفريق الى درس خطواته بحذر ودقّة وهدوء قبل الكشف عن اوراقه الانتخابيّة. وذلك على عكس "حزب اللّه" و"حركة أمل" و"تيّار المستقبل" الذين درسوا القانون الانتخابي الجديد جيّداً ودخلوا اكثر في لعبة الارقام والحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، وتوافقوا "استراتيجيّاً" على صيغة شبه نهائيّة بشأن المقعدين السّني والشيعي.
وكشفت المصادر أنّ "حركة أمل جيّرت المقعد الشيعي في زحلة لحزب اللّه مُقابل حصولها على مقاعد أخرى في البقاع الغربي، في حين اتّفق الحزب مع المستقبل على عدم الدخول في معركة حول المقعدين السّني والشيعي، في خطوة لافتة ومفاجئة ستؤكّد ما هو بات واضحاً استبعاد النائب عقاب صقر نهائياً عن أوراق التيّار الازرق الانتخابيّة".
ولفتت الى أنّ "حزب الله هو من سيُسمّي المُرشّح الشيعي في زحلة، والذي سيكون من فعاليّات المنطقة الاجتماعيّة والاقتصاديّة القريبة منه والتي تؤمن بخيار المقاومة ونهجها، ولن يكون من الحزبيين بعكس ما هو الحال في دوائر بقاعيّة أخرى. ومن الاسماء المطروحة بشكل كبير وجديّ رئيس تجمّع المُزارعين في البقاع إبراهيم الترشيشي".
وتوقّفت المصادر عند كثرة الاسماء المُرشّحة عن المقعد الشيعي في زحلة، من أبرزهم رجل الاعمال رضا المصري، والذي يؤكّد في أكثر من مناسبة ولقاء على العلاقة القويّة التي يعتزّ بها مع آل سكاف وامكانيّة حصول تحالف بينهما، ليفرض نفسه كلاعب اساسيّ في المعركة الانتخابيّة المُنتظرة. بالاضافة الى الوزير والنائب السّابق محسن دلول الذي يطرح اسمه ايضاً على المقعد نفسه والذي قد يعطي "الراية" الى ابنه نزار، وغيرهما من الاسماء الاعلاميّة والفنيّة التي تعتبر المصادر ان فوز اي مستقل من دون دعم حزبي هو أمر صعب".
بدورها، أكّدت دوائر حزب اللّه أنّ "التحالف بين الثنائي الشيعي هو استراتيجيّ، والقانون النسبي سيضمن للحزب عدداً كبيراً من الأصوات يفوق الارقام التي حصدها في الاستحقاقات السّابقة، على اعتبار ان الأصوات الشيعيّة التي تتمثّل بحوالي سبعة عشر الف صوتاً سيصبّون في صندوق مُرشّح حزب الله للمقعد الشيعي في زحلة".
ونفت الدوائر، في تعليقها على التحالف مع النائب نقولا فتّوش، كلّ التسريبات المُتعلّقة بالتحالفات، مُشيرةً الى أنّ "الضياع المسيحيّ" يُصعّب مهمّة الحزب في اختيار حلفائه على صعيد زحلة، خصوصاً أنّه على علاقة جيّدة مع فتّوش وكذلك مع رئيسة الكتلة الشعبيّة ميريام سكاف والتيّار الوطنيّ الحرّ، والقرار النهائي خاضع للقيادة ولم يُحسم بعد". واعتبرت أنّ "عملية توزيع الأصوات مطروحة بدورها".
أوساط "المُستقبل" في البقاع الأوسط، لفتت الى أنّ "أعلى نسبة تصويت للسنّة عام 2009 كانت في زحلة، اذ يبلغ عدد النّاخبين عند الطائفة السنيّة حوالي الخمسين ألف ناخباً، يصوّت منهم أربعون ألفاً تقريباً. وانطلاقاً من لعبة الارقام والحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي وغيرها من التغييرات التي فرضها النظام النسبيّ، فإنّ التيّار قد يحظى بمقعدين في زحلة من بينهما المقعد السنيّ، وربّما الأرمني. وقد تعطيه التحالفات مقاعد نيابيّة أكثر الا أنّ الأمور لم تُحسم بعد".
وتضيف الأوساط "أما المقعد الشيعي لن يكون من حصّة المستقبل، والدخول فيه يشكل نوعاً من المُخاطرة على اعتبار ان الثنائي الشيعي يملك حوالي 29 الف صوت، قد يصب 21 الف منهم للمقعد الشيعي، في حين ان اصوات المستقبل ستمنح للمقعد السني بحسب الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، والعدد المتبقي لن يُنجح المُرشّح الشيعي".
ورأت أن "الامور تتجه نحو خمس لوائح في زحلة وفق التوقعات والتسريبات، وليس هناك اي اسماء واضحة حتى السّاعة وكذلك الامر بالنسبة الى التحالفات، والبحث لا يزال خجولاً حتّى السّاعة. مع العلم ان الاسم الوحيد الذي يحظى بالتأييد السياسيّ والشعبي والحزبي والثابت حتّى السّاعة هو النّائب عاصم عراجي (المرشح عن المقعد السنيّ) والذي نجح فعلاً في تأدية مهامه".