تفقد الأمين العام ل "تيار المستقبل" أحمد الحريري منطقة إقليم الخروب، وجال في عدد من بلداتها، مطلعا على أوضاعها وشؤونها الإنمائية والخدماتية والمعيشية، يرافقه النائب محمد الحجار وعضو المكتب السياسي رفعت سعد، منسق هيئة شؤون التواصل الشعبي محمود القيسي والمنسق العام جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال.

استهل الحريري جولته من بلدة الدبية، حيث شارك في الفطور الصباحي الذي أقامته مصلحة المرأة في منسقية جبل لبنان الجنوبي في التيار، في حضور عدد من سيدات الاقليم، تخللته كلمة لمنسقة المصلحة رويدة الدقدوقي التي أشارت الى أن "للمرأة قيمتها في المجتمع، حيث إن صلاح المجتمع كله يبدأ من صلاح المرأة لما لها من فضل عظيم في تربية وتنشئة الجيل المقبل"، في حين نوهت عضو لجنة حقوق المرأة في المنسقية آمنة الحاج بما يقوم به الرئيس سعد الحريري من أجل "تحصين دور المرأة وتعزيز حضورها ووجودها".

أما الحريري فاعتبر أن "هذا اللقاء هو لتكريم المرأة، لان الجهد الذي تقمن به في الإقليم وكل لبنان هو جهد أساسي، ففي انتخابات 2009، التزمت صناديق النساء لائحة الرئيس سعد الحريري اكثر من صناديق الرجال، ويجب الاستمرار في الهمة عينها، فالمعركة المقبلة مهمة جدا". وأشار إلى أن "الرئيس سعد الحريري اثبت انه ضرورة دولية واقليمية ومحلية لتثبيت الاستقرار، وهو طوال 12 عاما عانى الكثير، ورغم ذلك أبى إلا ان يعود الى لبنان، لأن الثقة التي اوليتموه إياها هي التي ابقته ثابتا في هذه المسيرة التي تعمدت بالدم والمآسي، وبالطعنات الجانبية، لكن كنا كلما وقعنا، وقفنا من جديد، بفعل إيماننا بناسنا وإيمان ناسنا بخط رفيق الحريري، وايماننا بالناس التي تحبنا كبير جدا، الناس التي زرعت فيها رفيق الحريري، باقية على مواقفها رغم الإشاعات والكلام الصادر من هنا وهناك".

وقال: "منطقة إقليم الخروب هي منطقة استراتيجية بالنسبة للتيار، ونحن سنرفع رؤوسكم وسنكون وإياكم شركاء حقيقيين في تقرير المصير السياسي للمنطقة. ومع صدور نتائج الانتخابات النيابية في 7 أيار، سنعلن أن 7 ايار سيكون يوما مجيدا لتكريس الاعتدال في البلد، يوما مجيدا ليعود "تيار المستقبل"، تيار رفيق الحريري، تيارا وطنيا عابرا للطوائف، تيارا نرفع رأسنا به ونقتدي به حتى النهاية، لذلك يجب ان نذهب الى المكان والعنوان والشعار الذي يشبهنا، فنحن لا نقلد احدا، فارفعوا رؤوسكم لكي تمتثل الناس بالتيار وبخط الحريري".

من الدبية، انتقل الحريري إلى بلدة المطلة، حيث زار رئيس بلديتها ارنست عيد في منزله، وعقد لقاء مع عدد من اهالي البلدة، في حضور رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول ورؤساء بلديات الاتحاد واعضاء المجلس البلدي ومخاتير والأب حنا عيد.

ونوه رئيس بلدية المطلة بدور "أحمد الحريري في الوقوف الى جانب المطلة، وكان آخرها متابعته مشروع تأهيل مدخل المطلة من جهة بلدة حصورت"، مؤكدا أن "أبناء اقليم الخروب والشوف سنبقى موحدين، وكلنا دين واحد، دروز ونصارى ومسلمين، وسيبقى الشوف والاقليم الصورة المثالية للعيش المشترك، ولبنان الذي نريد".

ورد الحريري بكلمة أكد فيها أن "مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هي مسيرة وطنية وليست فئوية"، وأشار الى أن "إحدى أهم تقاطعات اغتيال رفيق الحريري، كانت لأنه خرج من الفئوية الى رحاب الوطن كله"، لافتا الى ان "الرئيس الشهيد لم يكن يفرق بين مسلم ومسيحي، وكان المعيار الذي يضعه دائما هو الكفاءة".

وشدد على أن "التيار سيخوض الانتخابات النيابية وعينه على تثبيت الاستقرار في لبنان، وانطلاقا من أن التيار عابر للطوائف ومن أن كتلة "تيار المستقبل" المقبلة ستكون كتلة منوعة وليست فئوية"، مؤكدا أن "الرئيس سعد الحريري عاد لأنه حاجة دولية واقليمية ومحلية لتثبيت الاستقرار والاعتدال في البلاد".

وفي موضوع تأهيل مدخل المطلة، قال: "قمنا بواجبنا تجاه اهلنا في المطلة، فنحن سعينا، حيث كان هناك مكرمة من دولة الامارات العربية المتحدة التي جعلت هذا المسعى حقيقة في المطلة وغيرها من المناطق. هناك 83 مشروعا في مختلف المناطق مع دولة الامارات".

ثم انتقل إلى بلدة بسابا حيث التقى مع رئيس بلديتها مايز مشموشي والأعضاء ومختار بسابا عبدالحليم العاكوم، واستمع الى شرح عن أوضاع وهموم وشجون ومطالب البلدة وحاجاتها في الوزارات والإدارات.

من بسابا، توجه إلى بلدة عانوت، حيث لبى دعوة عضو مكتب منسقية جبل لبنان الجنوبي ايهاب عمار، إلى غداء تكريمي أقامه على شرفه في دارته، في حضور نائب رئيس "تيار المستقبل" النقيب سمير ضومط، عضو المكتب السياسي محمد الكجك، المهندس محمد ياسين، وكيل داخلية الحزب الاشتراكي في اقليم الخروب سليم السيد، عضو المكتب العام للجماعة الاسلامية في جبل لبنان الشيخ احمد عثمان وعدد من رؤساء البلديات.

ثم انتقل إلى بلدة شحيم حيث زار رئيس البلدية السفير زيدان الصغير في دارته، في حضور رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، رئيس رابطة مخاتير الشوف محمد شعبان، وعدد من مخاتير وفاعليات واهالي البلدة.

وحيا الصغير "الرئيس سعد الحريري على الجهود التي يبذلها لتحريك الاقتصاد اللبناني والخطوات التي قام بها في بيروت وبعثت الامل في نفوس اللبنانيين"، مؤكدا أن "شحيم الكريمة والمعطاءة ستكون كريمة لمن يكون كريما معها ومعطاء لها"، وعرض المشاريع الملحة للبلدة التي يمكن للتيار المساعدة بها.

ورد الحريري بكلمة قال فيها: "نعتز بوجودنا في منزلكم الكريم، نحن نزور علما من اعلام لبنان لانك كنت تمثل لبنان في العديد من الدول كسفير وتحمل معك هموم البلد كله وليس هموم طائفة من هنا وطائفة من هناك. مشروعنا يموت في اللحظة التي يصبح فيها غيرنا مثلنا الأعلى، ف "حزب الله" لن يكون في يوم من الأيام مثلنا، لا هو ولا غيره من الأحزاب في الطريقة التي يعملون بها بالنسبة للوظائف وغيرها، لأن ما يميزنا في هذا البلد هو مشروعنا الوطني الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي اللحظة التي يتحول فيها "تيار المستقبل" الى تيار فئوي نكون بذلك نقتل رفيق الحريري مرة ثانية".

وأوضح أن "الحريرية السياسية هي من أنهت الحرب الأهلية"، وشدد على أن "تكريس مفهوم المزرعة يمنع بناء الدولة التي أرادها رفيق الحريري. لذا، نحن نتابع مع الشيخ سعد والدكتور محمد الحجار قدر الامكان، ولكن لا يفكرن احد اننا سننجر الى خطاب او طريقة تعامل الغير، فنحن لدينا ثوابتنا والمبادىء التي نؤمن بها".

وختم: "نعيش اليوم في لحظات يرتفع فيها منسوب المذهبية في كل المنطقة العربية، ولكن هذا لا يعني اننا سننجر خلفها ونصبح جزءا منها، فالحرب اليوم علينا وعلى الفكر القريب من "تيار المستقبل" وما يمثله. نحن واياكم قادرون على تمرير هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها والسير إلى الأمام".

واختتم الحريري جولته في برجا حيث عقد لقاء مع رئيس البلدية نشأت حمية واعضاء المجلس البلدي ومخاتير وفاعليات.

وشكر حمية للحريري اهتمامه وزيارته برجا وتلبيته الكثير من المطالب، ثم سلمه مطالب البلدة في كتاب أبرزها متابعة انشاء مركز معاينة ميكانيكية في البلدة ومركز للامن العام وتجهيزات للدفاع المدني وانشاء فصيلة لقوى الامن ومجمع المدارس وغيرها من المطالب. وكانت كلمة للمختار أحمد الغوش عن الانتخابات النيابية المقبلة وتمثيل برجا.

بدوره أشار الحريري إلى أنه "تقرر لقاء للجنة المتابعة مع الرئيس الحريري ليسمع منكم مباشرة وكي لا تشعروا بالغبن"، لافتا إلى أن "تيار المستقبل" لديه شركاء وليس لوحده في هذه المنطقة، شركاء التيار هم منذ العام 1992 ونحن واياهم في خندق واحد، لذا نريد ان يكون التعاون مشتركا لاعطاء برجا حقها، ونحن من ناحيتنا سنؤمن اللقاء مع الرئيس الحريري لتتكلموا معه بشكل شفاف وصريح، ونتمنى ان يصغي الجميع اليكم كما سنسمعكم نحن".

وختم بالحديث عن المشاريع الانمائية، موجها التحية لشهداء برجا الذين وقفوا بجانب صيدا والمنطقة.