عام >عام
قــشــلـة صــيـــدا تـــنـــفـــض الــغـــبـــار عــــنـــهـا
الاثنين 29 01 2018 09:01صيدا - ثريا حسن زعيتر:
وأخيراً وبعد عقود مرت على قشلة صيدا الأثرية التي تقع بين "سوق الكندرجية" و"قصر دبانة" وبالقرب من قلعة صيدا البحرية، نفضت عنها غبار الإهمال والنسيان، الذي كانت تعيشه، وفتحت أبوابها الحديدية التي كانت مقفلة بالأصفاد..
تأخر التنفيذ على الرغم من أن عقد الاتفاق السابق الذي وقع بين مجلس بلدية صيدا الأسبق و"المؤسسة الثقافية الايطالية" عبر مجلس الإنماء والإعمار في العام 1997، نص على إعادة ترميمها وصيانتها من جديد، بما يتناسب مع موقعها التاريخي، بحيث تتحول إلى معلم أثري أو محترف بلدي، يشكل حلقة وصل هامة بين المعالم السياحية والأثرية قرب مرفأ صيدا ومدخل المدينة القديمة، وصولاً إلى القلعة البرية، وبقي الكلام حبراً على ورق.
اليوم فقد استعادت القشلة في صيدا مجدها، وبدأت تستعيد رونقها، حيث بدأ العمل بالترميم منذ العام 2016، وبتمويل من الحكومة الإيطالية، وتحت إشراف مجلس الإنماء والإعمار وبلدية صيدا الحالية، وكان من المفترض أن يسلم المبنى في شهر حزيران 2018، لكن ظهرت أمور إنشائية استدعت تعديلاً يقتضي تمديد المهلة.
سير العمل
يسير العمل على قدم وساق في الطبقات الثلاث للمبنى المؤلف من عقود وقناطر، حيث لم يكن هناك من أعمدة في مرحلة بناء القشلة، لكن اعتمدت فيه الجدران الحاملة من الأساس إلى الأعلى.
والمبنى المهجور منذ سنوات عدة، كان قد استعمل من قبل الدولة اللبنانية كسجن في العام 1943، ثم جرى إشغاله من قبل مهجرين، ما أدى إلى تغيير معالم المبنى بشكل كبير، حيث تبين أن هناك تغييرات كثيرة من حيث الإضافة على المشروع بإسمنت مسلح مكان الحجر الرملي، الذي بني به المبنى أساساً، وورقة إسمنتية فوق الحجر الرملي، ما أدى إلى تغطية الحجر القديم، وكذلك غطت ورقة كلسية الأحجار الرملية في الطابق الثاني.
وخلال العمل ظهرت تفاصيل كثيرة لم تكن ظاهرة في المبنى سابقاً، مثل الفتحات القديمة التي لم تكن واضحة أثناء وضع تصميم المشروع، فقام المتعهد بإجراء بعض التعديلات من أجل المحافظة على المبنى كما بالأساس.
وواجه المتعهد صعوبات متعددة، خاصة في الواجهة الجنوبية للمبنى، لأن هناك جداراً كان بالأساس عائداً لمبنى ملاصق دمر خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982، وهذا الجدار حالياً مفصول عن مبنى القشلة ويتم العمل على إشراكه به.
أما الطبقة الثانية، فيتم توريقها بورقة إسمنت مسلح، لأن الحجر فيه بنيَ خلال الفترة التي بدأ فيها اعتماد الورقة الإسمنتية، لكن يلحظ المشروع المحافظة على المبنى كما كان لجهة السقوفيات والجسور (من الخشب)، كما أن هناك بقايا باب حديدي وقضبان نوافذ تعود إلى الفترة التي كان فيها المبنى يستخدم كسجن، سيتم الإبقاء على بعضها بهدف الإشارة إلى تلك الفترة.
مراكز وقاعات
وستحول بلدية صيدا المبنى إلى مركز حرفي تراثي، يتضمن مشاغل ومعارض وغرف منامات وقاعة محاضرات، ليستفيد منه أبناء المدينة.
يتألف المشروع من 3 طوابق بمساحة تقريبية لكل دور منها بحوالى 800 متر مربع، بالإضافة إلى ساحة داخلية بمساحة 290 متر مربع.
ويشمل الدور الأرضي 23 غرفة، بينها 9 خارج نطاق العمل، وهي تشكل جزءاً من المحال التجارية الداخلة ضمن حدود المبنى والمفتوحة نحو الخارج.
أما بالنسبة إلى الغرف المتبقية، فتتوزع وفق الآتي: 5 محال لعرض وبيع المنتوجات اليدوية، كافتيريا للعموم، إضافة إلى المدخل والاستقبال والخدمات العامة:
- الطابق الأول: يشمل 10 غرف مخصصة للأشغال اليدوية، و6 غرف مخصصة للمعارض مفتوحة فيما بينها، وغرفة لبيع الكتب، إضافة إلى غرف للخدمات العامة.
- الطابق الثاني: يشمل مكتبة عامة ومتطلباتها، من مستودع وغرف للقراءة، قاعتي محاضرات، 4 مكاتب و6 غرف نوم بمساحات مختلفة، مع خدماتها من مطبخ مشترك وغرفة طعام.
- وللسطح أيضاً، كما للساحة الداخلية نصيب في خدمة المشروع، وفي الهواء الطلق سيتم تثبيت النافورة وفق التصميم الدمشقي، وسط الساحة الداخلية. فيما على السطح خصصت مساحات للمعارض وأماكن جلوس للعموم، ومساحات خارجية مخصصة للمحاضرات، كلها مغطاة بخيم مثبتة ومكسوة لتناسب الأحوال الجوية، إضافة إلى غرف للخدمات العامة.
كما تم في المشروع مراعاة حركة ذوي الاحتياجات الخاصة.
إعادة الرونق إلى الحجر الرملي بإزالة الطبقة الإسمنتية عنه
العمل جارٍ على إعادة مدخل قشلة صيدا كما بني سابقاً