لبنانيات >أخبار لبنانية
الوزير معين المرعبي والسفير الصيني وانغ كيجيان: لبنان والصين شريكان تجمعهما المصالح المشتركة
الخميس 1 02 2018 20:38قال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي أن ما يجمع لبنان والصين هو علاقات الود والاحترام والمصالح الاقتصادية المشتركة، وأضاف أن مطار الرئيس رينيه معوّض في القليعات يستطيع أن يلعب دورا هاما في إطار مشروع "الحزام والطريق" الصيني. كلام الوزير المرعبي جاء خلال حفل غذاء أقامه البارحة رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبدالله في عدبل العكارية على شرف سعادة السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان احتفالا بافتتاح مختبر المعلوماتية في معهد تكريت الفني الرسمي في عكار بتمويل من الصين. وشارك في الاحتفال عدد كبير من الشخصيات وتحدث خلاله إضافة إلى الوزير المرعبي والسفير كيجيان والعبدالله، كل من رئيس بلدية تكريت الدكتور حاتم العلي ومقرّر فرع الشمال لرابطة التعليم المهني ومدير معهد تكريت الفنّي الرّسمي المهندس زياد الصانع. وحضر الغداء ايضاً عدداً كبير من الشخصيات منها: مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس دائرة عكار الاسلامية الشيخ مالك جديدة، ، المطران باسيليوس منصور ممثلاً بـ الاب انطوان الجمال، مدير مديرية عكار الاقليمية لامن الدولة العقيد ريمون ابو معشر، آمن عام بينو المقدم فادي الرز ،آمر فصيلة درك حلبا النقيب عبد العزيز دياب، عضو المكتب السياسي بتيار المستقبل الدكتور سامر حدارة، منسق عام تيار المستقبل في عكار المحامي خالد طه، رؤوساء اتحادات وبلديات عكار، وقدم من السعودية خصيصاً الاستاذ كميل مراد والمهندس الاستاذ محمد بشار العبدالله،رئيس جمعية التنمية االريفية الاستاذ جان موسى، الناشط السياسي روبير نشار.وقدم المتحدثون في حفل الغداء الاستاذ الصحافي منذر المرعبي.
وشكر الوزير المرعبي في كلمته علي محمود العبدالله على استضافته وعلى مبادرته في دعم التعليم في المنطقة وتأمين المساعدات اللازمة لطلاب عكار بهدف تنمية الموارد البشرية في المنطقة. أما السفير وانغ كيجيان فقال أن الصين تنظر إلى لبنان كشريك طبيعي في مبادرة "الحزام والطريق"، وأنها مستعدة دائما لدعم قطاع التعليم والبنية التحتية بشكل عام. كما تحدث علي محمود العبدالله فشكر السفير كيجيان على دعمه لمعهد تكريت، ووصف السفير كيجيان بـ "السوبر سفير" الذي يتميّز بنشاطه ومعرفته بأدق تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية الخاصة ببلدنا. وقال أن السفير تمكن خلال فترة قصيرة جدا من بناء علاقات احترام وثقة ومودة في كل المناطق اللبنانية التي زارها، وترك فيها بصمات الخير من جمهورية الصين الشعبية.
الوزير المرعبي
استهل وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي كلامه بشكر جمهورية الصين الشعبية على ما تقدمه من مساعدات للبنان في إطار دعم التنمية البشرية، مؤكدا أن الهبة التي تم تقديمها لمعهد تكريت الفني تأتي في اطار "تطوير التعليم المهني ودعم طلابنا والارتقاء بمعاهدنا لمستوى البلدان المتطورة". ولفت الى أنها ليست المرة
الأولى التي تدعم فيها الصين لبنان ولعلّ إنشاء وتجهيز المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار الوطني" بنحو 30 مليون دولار خير دليل على مدى اهتمام السفارة الصينية ودعمها للبنانيين.
ولفت المرعبي الى "أنه وبتوجيهات من دولة الرئيس الحريري، قام مقرّر فرع الشمال لرابطة التعليم المهني ومدير معهد تكريت الفنّي الرّسمي المهندس زياد الصانع بوضع خطة لتطوير المدارس المهنية، بهدف رفع مستوى التعليم وإيجاد فرص عمل للشباب. وأضاف أن الصانع "قام ببذل جهود جبارة لتحديد حاجات هذه المدارس خصوصا في مجال البناء والتجهيزات الخاصة بالمختبرات. وأن تنفيذ الأعمال بدأ في الصيف الماضي وأن الهيئة العليا للإغاثة تستمر في تلزيم إنشاء وتأهيل وترميم هذه المهنيات في محافظة عكار". وأثنى المرعبي على "أهمية دور ممثلي المؤسسات الصينية المعنية بمشاريع الإعمار، والجهات الرسمية اللبنانية، وتحديدا رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي أوعز بالاهتمام بالمرافق الرئيسية في شمال لبنان". وركز المرعبي على أهمية أوتوستراد الرئيس رفيق الحريري "الذي يصل محافظة عكار بالوطن كاملا، من خلال تأمين نقل منتجات المنطقة الاقتصادية ومرفأ طرابلس وبيروت وباقي المحافظات بالمعابر الحدودية الشمالية باتجاه سوريا والدول العربية وتركيا وبالأخص بمطار الرئيس رينيه معوض في القليعات". وشدد على أن هذا المطار قريب من مرفأ طرابلس، وأنه في القليعات تتلاقى خطوط المواصلات الجوية والبحرية و البرية، خصوصا وأن الأوتوستراد وسكة الحديد يمران بموازاة المطار".
وشدد المرعبي على ″أن مطار القليعات سيرفد مشروع "طريق الحرير"، الذي يمتد من الصين باتجاه دول العالم، بإمكانيات لوجستية استثنائية نظراً لموقعه المميز. وسيشكل للبنان ومحافظة عكار رافعة اقتصادية واستثمارية نادرة قل نظيرها، خاصة لما تخلقه من فرص عمل هائلة". وأضاف: "أكثر من جهة أجنبية أبدت اهتماما كبيرا بهذا الأمر وأهمها الأصدقاء الصينيون الذين يعملون على تحقيق رؤية تنموية اقتصادية عظيمة للعالم بأسره، وعلينا أن نتعاون معهم لتحقيق آمالنا التي طال انتظارها". وختم المرعبي بشكر كل من السفير الصيني وانغ كيجيان ورجل الأعمال علي محمود العبدالله على مبادرته وشعوره بأهمية تطوير التعليم، وتأمين المساعدات العينية اللازمة لدعم طلاب عكار.
السفير كيجيان
وقال السفير كيجيان في كلمته: "لمسنا كل الترحيب والمودة التي يكّنها أهل عكار تجاه الصين والسفارة الصينية في لبنان بكامل طاقم عملها. ونحن نقدر عاليا منطقة عكار وأهلها وكل الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة فيها. وأودّ في هذه المناسبة التأكيد على نقطتين، أولا نحن مستعدون دائما لدعم قطاع التعليم المهني في عكار، وهذا ما تجسّد في دعم معهد تكريت الفني. عندما عُرض علينا دعم الاحتياجات المتعلقة بالتجهيزات في المعهد، وافقنا على الفور لأننا نعرف جيدا أهمية التنمية البشرية ودعم الطلاب وانعكاس ذلك على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في لبنان بشكل عام. وانطلاقا من هذه القناعة، قدمنا مجموعة من الكومبيوترات لهذا المعهد، للمساهمة في تطوير التعليم المهني وتحديدا في المجال التكنولوجي لكل الطلبة والمتدربين. ثانيا، الصين تنظر إلى لبنان كبلد صديق وعزيز وهو أيضا شريك طبيعي ومهم للصين خصوصا في "مبادرة الحزام والطريق" ونحن مستعدون دائما لدعم البنية التحتية في لبنان بكافة أوجهها".
علي العبدالله
أما العبدالله، فقال: "لا شك أن التنمية البشرية هي البوابة الأولى والأساسية لتطوير هذه المنطقة التي تعاني اقتصاديا واجتماعيا من غياب التنمية الاقتصادية، وأمام هذا الواقع أمامنا حلين، إما الاستمرار بالشكوى أو
المبادرة مع أصدقائنا إلى وضع يدنا في يد أصدقاء لبنان مثل الصديق الوفي سعادة السفير وانغ كيجيان وإضاءة شمعة أمل. وهنا أودّ التوجه إلى سعادة السفير كيجيان وطاقم السفارة ومن خلفهم جمهورية الصين الشعبية لأوجه لهم تحية احترام، لا لأشكرهم على اهتمامهم ببلدة تكريت فحسب، بل على ذهنية تعاطي الصين من خلال السفارة مع مختلف المناطق اللبنانية".
وختم سائلا: "هل فعلنا كل ما في وسعنا لمواكبة وتعزيز العلاقات مع الصين؟ نحن نعتقد أن أمامنا جهودا كبيرة ومن واجبنا العمل على تطوير قدراتنا خصوصا لجهة جذب الاستثمارات الصينية وتحضير البيئة المناسبة لجذب السياّح الصينيين. ومن جهة أخرى علينا تحضير بنيتنا التحتية في كافة المجالات تحضيرا لهذا المشروع لأن الشمال هو نقطة وصل طبيعية على خارطة مشروع الحزام والطريق".
الدكتور حاتم العلي
وألقى رئيس بلدية تكريت الدكتور حاتم العلي كلمة خلال الاحتفال تحدث خلالها عن أهمية الدور الذي تلعبه جمهورية الصين الشعبية في تنمية الموارد البشرية وأهمية دورة المعلوماتية في التنمية الاقتصادية. وأعرب عن أمله في الاستفادة من التكنولوجيا إلى أقصى الحدود لمواكبة التطور السريع في الصين والاستفادة من الدعم الكبير الذي تقدمه الصين. وشدد العلي على أهمية اهتمام المؤسسات الرسمية بالطاقات التعليمية الفنية التي يزخر بها لبنان.
زياد الصانع
أما مدير معهد تكريت الفنّي الرّسمي المهندس زياد الصانع فأعرب عن أمله في مواصلة تطوير التعليم المهني والتقني ونوّه بدعم أصدقاء لبنان وفي مقدّمتهم جمهوريّة الصّين الشّعبيّة. وقال أن علينا أن نتعلم من شعبها كيف تكون التنمية، وكيف ننهض بمجتمعاتنا. وشدّد على أهمية تشغيل مطار القليعات والمباشرة بإنتاج النّفط والغاز لأنهما سيؤمنان أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وقال: "قمنا بإعداد خطّة للنّهوض بالتعليم المهني والتقني في عكّار من خلال اللقاء التنموي الّذي أسّسه معالي الوزير الصديق معين المرعبي، وهذه الخطّة بوشر بتنفيذ المرحلة الأولى منها، بدعم كبير من دولة الرّئيس سعد رفيق الحريري".