عربيات ودوليات >اخبار عربية
بكري: القاهرة ستنتقل لمرحلة جديدة من المصالحة الفلسطينية.. وسعي مصري لحل أزمة معبر رفح نهائيًا
بكري: القاهرة ستنتقل لمرحلة جديدة من المصالحة الفلسطينية.. وسعي مصري لحل أزمة معبر رفح نهائيًا ‎الاثنين 5 02 2018 09:24
بكري: القاهرة ستنتقل لمرحلة جديدة من المصالحة الفلسطينية.. وسعي مصري لحل أزمة معبر رفح نهائيًا


قال مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري: إن القيادة المصرية، لم ولن تتخلى عن المصالحة الفلسطينية أو حتى جمع أطراف المصالحة فتح وحماس، فالأمر تعتبره مصر "استراتيجيًا" ولصالح القضية الفلسطينية، ويعزز إقامة الدولة الفلسطينية، نافيًا في الوقت ذاته بعض الأنباء التي تحدثت عن أن القاهرة سترفع يدها عن المصالحة.

وأضاف بكري في حوار مع "دنيا الوطن": من المقرر، أن تقوم المخابرات المصرية في وقت لاحق من هذا الشهر، بتوجيه دعوات للفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، لبدء حوارات جديدة "تقييمية" للمرحلة السابقة، والبدء الفوري بتطبيق خطوات المصالحة اللاحقة.

المخابرات المصرية ما بعد اللواء فوزي

وعن أسباب رحيل اللواء خالد فوزي عن رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية، أكد بكري، أن فوزي عانى بسبب حالة مرضية، وتم اختيار اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس السيسي السابق لتسيير أمور المخابرات، وسيتم بعد ذلك تعيين رئيس جديد للمخابرات.

وأشار إلى أنه من المؤكد أن المصالحة ستسير في طريقها الصحيح، حتى بعد رحيل اللواء فوزي، لأنها مرتبطة بالرئيس السيسي والدولة المصرية بالأساس، ومصر تعتبرها مسألة توحيدية لكل الفلسطينيين، وبدون مصالحة فلسطينية حقيقية لن يكون هناك تسوية سياسية في المنطقة.

وأوضح أن أزمة معبر رفح ستُحل في وقت لاحق، وسيتم وضع آلية لها كي تحل بشكل نهائي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن مصر ستستمر في فتح المعبر بشكل متقطع قبيل الوصول للحل النهائي، كما أن التوافق الكامل بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، سيعجل من فتح المعبر بشكل كامل، خصوصًا وأن بند المعبر واضح بأن يتولى جهاز حرس الرئاسة التابع للرئيس محمود عباس إدارة الجهاز، كما هو منصوص في اتفاقية المعبر 2005، لذا هنا لا بد للسلطة وحماس أن يسرعا وتيرة تطبيق مخرجات المصالحة وهذا ينعكس ايجابًا على المواطن الفلسطيني.

وعن العلاقة بين الرئيسين المصري والفلسطيني، أكد أنها متينة وفي أوجها، والعديد من اللقاءات الثنائية عقدت بين السيسي وعباس، وكانت نتائجها طيبة وإيجابية، ولا يوجد أي شيء يعكر صفو تلك العلاقة إطلاقًا، بل بالعكس أبو مازن كلما يحدث أي تطور على مستوى المصالحة أو التسوية أو فيما يخص القرارات الأمريكية، يتوجه مباشرة إلى القاهرة ويتحدث عن كل شيء.

وفيما يخص العلاقة ما بين القيادة المصرية وحركة حماس، قال بكري: بغض النظر عن أي شيء سابق حدث بين مصر وحماس، فإن العلاقة جيدة نوعًا ما، خصوصًا وأن القاهرة طرف ضالع في المصالحة الفلسطينية، لذا فإن ذلك ساعد في كسر الجمود بين القيادة المصرية وحماس.

وبيّن أنه سيتم الإعلان عما يجري في سيناء، وتقييم فترة الثلاثة شهور التي وضعها الرئيس المصري لدحر المنظمات المسلحة في سيناء، كما أن القوات المسلحة، حققت نتائج جيدة في سبيل ذلك، والرئيس بنفسه يُشرف على العمليات للجيش والشرطة هناك.

استقبال بنس وقضية القدس

واعتبر النائب مصطفى بكري، أن موقف مصر من قضية القدس واضح وصريح، ولا يمكن أن تقبل بمشاريع ترامب التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، بل موقف الرئيس السيسي يتماهى مع موقف الرئيس عباس، ومصر قالتها: إن ما يقبله الفلسطينيون هي معه، وما دون ذلك لا يمكن أن يقبل، والدليل على ذلك المشروع الذي تقدمت به جمهورية مصر العربية إلى مجلس الأمن ومعها الدول الأعضاء، والذين رفضوا القرار الأمريكي بالقدس.

وتابع: موقف مصر، في مجلس الأمن، عكر صفو العلاقة المصرية- الأمريكية، وبدأت واشنطن بمهاجمة القاهرة على إثر ذلك، وكذلك مصر قالت: إن صفقة ترامب، إذا لم ترتكز إلى حقوق الشعب الفلسطيني، فلن تقبل لكن السلطة الفلسطينية طالبت بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

واعتبر بكري، أن من يقول: إن مصر لم تدعم فلسطين بعد قرار ترامب، ذلك (أفاك) فكيف لا وأن مصر هي من تقدمت بمشروع لمجلس الأمن وصوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار ترامب، وحشدت العالم لصالح القضية الفلسطينية، لذا موقف القاهرة ثابت ولم ولن يتغير إطلاقًا، متسائلًا: "أقول لأولئك الذين يهاجمون مصر.. هل تريدون منا أن نقوم بحملة عسكرية ضد الولايات المتحدة مثلًا؟"

وتابع: انظروا لمؤتمر الأزهر، الذي عقد مؤخرًا في القاهرة، كيف حشدت به مصر العالم كله من كافة الطوائف والأديان والمعتقدات لصالح فلسطين وقضايا الأمة، والرئيس الفلسطيني أبو مازن أثنى على موقف مصر، وألقى خطابًا مميزًا على منبر الأزهر، ونقول دائمًا: القدس ليست فلسطينية، بل هي مصرية عربية إسلامية مسيحية عالمية.

وعن أسباب عدم مقاطعة الدولة المصرية لزيارة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد أن شيخ الأزهر أحمد الطيب قاطع ولم يستقبل بنس، وكذلك بابا الإسكندرية تواضرس قاطع ولم يستقبل بنس، والسيسي بدوره استقبل نائب ترامب ونقل له موقف مصر الرسمي وموقف الدول العربية جمعاء من قرار ترامب بالقدس، وهذا أمر جيد، خصوصًا وأن إيصال الرسالة لترامب ستضعه في موقف صعب أن كل الدول العربية والعالم يرفض قراره، وهذا يوازي قرار المقاطعة.

انتخابات الرئاسة المصرية

وعن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مصر الشهر المقبل، أكد البرلماني بكري، أنها استحقاق دستوري كل أربع سنوات، وهناك من طلب بمد فترة الرئيس لتصبح ست سنوات بدلًا من أربع سنوات، لكن الرئيس السيسي رفض ذلك جملة وتفصيلًا، ودعا لتطبيق القانون والسير على الدستور فقط، وأن يكون من حق الرئيس أن ينتخب فترتين متتاليتين 4+4، لذا فمن حق الرئيس الترشح لهذه الانتخابات وخوضه، ولا يعنيه من يترشح أمامه أو من انسحب أو من استمر بالترشح.

وأوضح أن الرئيس السيسي أمامه الآن، منافس وحيد هو موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد، والانتخابات التي ستجري في 26 آذار/ مارس المقبل، ستكون بمثابة انتخاب لشخص يقود البلاد لفترة مهمة في تاريخ مصر، يحقق فيها مشاريع مصر السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وفي ظل أوضاع صعبة جدًا تمر بها المنطقة، لاسيما بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القدس، إضافة لاستعداد الأخير لطرح ما أسماها (صفقة العصر)، وفي ظل انحياز أمريكي كامل مع إسرائيل، إضافة إلى التصلب الإسرائيلي الواضح فيما يخص حل الدولتين، وما يجري من صراعات إقليمية وتحديدًا في سوريا واليمن والعراق وليبيا.

وذكر أن الحكومة المصرية، حاولت مساعدة بعض الشخصيات المعارضة من أجل مساعدتها للدخول في الانتخابات الرئاسية، ومع ذلك المعارضة ترفض الانتخابات، وأعلنت مقاطعتها، ونقول صراحة: إن الانتخابات قائمة والشعب المصري وحده هو من يختار من يمثله. 

وتابع: السيسي له رؤية سياسية مميزة، وله إنجازات محسوبة طوال أربع سنوات، وله استقلالية في القرار الوطني المصري، بعيدًا عن التبعية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فرأيناه يجلس مع ترامب وبوتين وماكرون وماي ووازن في علاقاته مع الجميع لخدمة مصر وأمنها.

وتوقع بكري بأن يحقق السيسي نجاحًا كبيرًا في الانتخابات المقبلة على غرار فوزه بانتخابات الرئاسة 2014 بنسبة 96%، لما يتمتع به من شعبية لدى المصريين، ومشروعه الذي جاء به إلى كرسي الرئاسة يلقى دعمًا كبيرًا في البلاد.

وعن إمكانية، أن تكون الانتخابات "محسومة" لصالح السيسي على حساب منافسه موسى مصطفى موسى، قال إن الشعب هو من يحدد ذلك، ولا يمكن لأي أحد أن يُملي على الناخب المصري من ينتخب.

وحول ما حدث مع المرشحين المحتملين السابقين، فقد أكد أن الفريق أحمد شفيق أعلن أنه لا يريد أن يرشح نفسه للانتخابات، وأن الوقت الحالي هو وقت "اصطاف وطني"، كما أن الفريق سامي عنان تجاوز القانون، ولم يأخذ إذن من القوات المسلحة كي يترشح للانتخابات، وبالتالي لن يتمكن من خوض الانتخابات بناءً على ذلك، كما أن المرشح الثالث خالد علي قال إن الحكومة هي من عملت له التوكيلات، ثم انسحب.

وأضاف: أما المُعارض حمدين صباحي أفاد بأن الدولة من عملت له التوكيلات، لكنه خرج وأكد أنه لا يرغب بأن يتقدم للترشح مرة أخرى بعد أن خاض الانتخابات ولم ينجح، فيما السيد البدوي رئيس حزب الوفد، أعلن أنه سيخوض الانتخابات ثم أكد أنه وحزبه سيؤيدان السيسي بالانتخابات المقبلة.

وعن مصير الحكومة الحالية 

أكد أنه بمقتضى القانون وما ينص عليه الدستور المصري، فإنه عقب إعلان فوز أحد المرشحين بالانتخابات المصرية، تقدم الحكومة استقالتها، ويقوم الرئيس الجديد بطرح اسم رئيس الحكومة الجديدة على مجلس النواب المصري، وإذا وافق البرلمان، يقوم رئيس الحكومة بالتشكيل الوزاري، ويعود لمجلس النواب كي يعرض برنامج حكومته، واذا حصلت على تأييد البرلمان تنال الثقة وتباشر فورًا عملها قانونيًا ودستوريًا.

لا تصالح مع الإخوان وقطر وتركيا

ونفى بكري جملة وتفصيلًا، فكرة تصالح الدولة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين، لافتًا إلى أن الجماعة ارتكبت جرائم بحق الشعب المصري، ولا يمكن التصالح معها بأي حال من الأحوال، كما أنه نفى أن تتصالح الدولة المصرية مع قطر أو تركيا في الوقت الحالي، وأن العلاقة معهما لا تزال سيئة، لأنهما على حد تعبيره يعملان ضد الدولة المصرية.

المصدر : دنيا الوطن