فلسطينيات >داخل فلسطين
تعرَّف على مستقبل "نتنياهو" بعد التوصيات بمحاكمته
تعرَّف على مستقبل "نتنياهو" بعد التوصيات بمحاكمته ‎الخميس 15 02 2018 18:55
تعرَّف على مستقبل "نتنياهو" بعد التوصيات بمحاكمته


بدأت ملامح المستقبل الغامض لرئيس وزراء (العدو) "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، تتكشف شيئا فشيئا، وبدأت الحلبة السياسية "الإسرائيلية" الاستعداد لحقبة جديدة لزعيم جديد قد يخلف نتنياهو، بعد توصيات الشرطة "الإسرائيلية" بمحاكمة الأخير بتهمه الفساد وتلقي الرشاوى وخيانة الأمانة في ملفات ألف وألفان.

نتنياهو أعلن وكما كان متوقعاً مواصلة عمله في منصبه بقوة التفويض من الشعب والتصدي لمؤامرة تحاك ضده لإسقاطه منذ فترة دون أي مبررات، باستثناء الرغبة في تحقيق ما عجزت عنه صناديق الاقتراع.

فتوصية الشرطة بمحاكمة نتنياهو لا تتعدى في قيمتها القانونية التوصية، وهي لا تلزم المستشار القضائي باتخاذ إجراءات عقابية بحقه، لكنها تحتاج لعدة خطوات لكي تغلق القضية بالإدانة أو البراءة.

ومن هذه الإجراءات ما يلي:

١) بعد تسلم المستشار القضائي للتوصية بلائحة الاتهام يحتاج من ثلاثة إلى أربعة أشهر لدراسة التوصيات، علماً أنه على اطلاع ومواكبة لعملية التحقيق التي جرت في الأشهر الماضية.

٢) إذا اعتمد المستشار القضائي التوصية وقدم لائحة اتهام ضد نتنياهو، فمن حق الأخير الاستماع، وهذا يستغرق بالعادة وقت طويل، من خمسة إلى ستة أشهر.

٣) صدور لائحة اتهام ضد نتنياهو ما لم يدان أمام القضاء، لا تُلزِمه قانونياً بترك منصبه.

إذن فإن توصية الشرطة بمحاكمة نتنياهو لن تنهي حكمه، وأمامه عام كامل قانونياً للعمل دون أي تهديد، ولديه سوابق بأن قُدمت لوائح اتهام لشخصيات رسمية (مثل عيزر ڤايسمان) ثم تبرأ في القضاء وأصبح رئيساً (للكيان).

بذلك قانونياً نتنياهو رئيساً للوزراء طوال فترة العام، وسياسياً فهو عمر الحكومة الحالية، لكن فرصه في رئاسة الحكومة القادمة منخفضة جداً نظراً لاحتمالية امتناع الليكود عن خوض الانتخابات بقيادة مرشح يخضع للمحاكمة بضغوط داخلية من الليكود، وخارجية من الجسم اليميني في الحلبة السياسية الصهيونية.

لكن هذا كله مرتبط في موقف الأحزاب التي تشكل ائتلافاً في الوقت الحاضر خاصة "البيت اليهودي" على وجه التحديد، فهل تبقي الدعم لنتنياهو في مرحلة الاستماع أو تقديم لائحة اتهام ضده، إلى جانب نشاط المعارضة وقدرتها على تحشيد الشارع "الإسرائيلي" بالضغط على نتنياهو، الذي يعتبر حساس جداً للرأي العام، وأحد أهم عوامل الصفقة الأخيرة مع "حماس" - "شاليط" كان الضغط الجماهيري لإتمام الصفقة .

فتوصيات الشرطة لن تنهي حكم نتنياهو وتطيح فيه مباشرة، لكنها أنهتها في المستقبل القريب مرحلياً لفترة زمنية مرتبطة في الإدانة والبراءة، والتوصيات شوشت على نتنياهو وخدشت ما تميز به عن كل القيادات "الإسرائيلية" في اليمين بقدرته على امتلاك التفويض الداخلي والمؤهلات لقيادة العلاقة الخارجية مع الولايات المتحدة والمنظومة الدولية من خلال التوازن بين الحفاظ على مصالح "إسرائيل".