عربيات ودوليات >اخبار عربية
بعد الصحف اللبنانية.. صحف مصر إلى الإغلاق!
الجمعة 25 03 2016 12:08
بعد إعلان ناشر صحيفة "السفير" ورئيس تحريرها طلال سلمان أن الجريدة وموقعها الإلكتروني سيتوقفان نهائيا عن الصدور اعتبارا من 31 آذار الحالي، وإصدار جريدة "اللواء" تعميماً إدارياً للموظفين موقع من رئيس تحريرها صلاح سلام تعلن فيه باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية، بدءاً من 15 آذار، يبدو أن أزمة الصحف وصلت إلى مصر.
فالصحافة المصرية في أزمة حقيقية. خبرها أصبح قديماً، ولن يضيف إليه شيئا إغلاق صحيفة هنا، وتحول أخرى الى موقع إلكتروني، أو اكتفاؤها بعدد أسبوعي، وتخلص اخرى من نصف العاملين فيها، وتأخر صرف الرواتب في بعضها وتخفيضها في أخرى، واضطرار الصحافي للعمل في وظائف عدة ليحصل على أجر كاف.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر، تراجعت الإعلانات وتفاقمت خسائر الصحف، التي لم تجد أمامها سوى خفض التكلفة، ابتداء من خفض الأجور والعاملين، مروراً بوقف الطبع، وصولا إلى التوقف الكامل. ولكن مع ظهور الإعلام الإلكتروني وانتشاره بمزاياه المختلفة، سواء في ما يتعلق بالسرعة الفائقة، او التكلفة الأقل، أصبح مصير الصحافة الورقية غامضاً، واحتمال اختفائها في المستقبل المتوسط أو القريب غير مستبعد.
وتعليقًا على قضية الصحف، تقول ليلى عبد المجيد، العميدة السابقة لكلية الإعلام في جامعة القاهرة، "هناك أزمة عاصفة في الصحافة الورقية في كل العالم. بعض الصحف اكتفت بالنسخة الإلكترونية، وبعضها أغلق نهائيا، والأزمة انتقلت الى العالم العربي ومصر". وتضيف عبد المجيد ان "السبب المباشر في ذلك هو الأزمة الاقتصادية التي أدت الى تقلص الإعلانات. ولكن السبب الأعمق هو التطور التكنولوجي، والطفرة في الاتصالات، بحيث أصبحت الأخبار والمعلومات تنتقل أسرع كثيرا من إيقاع الصحف الورقية. وللأسف لم تواكب الصحف التطور. فانهار التوزيع وانصرف القراء عن الصحف الورقية".
أمّا الناشر هشام قاسم يقول في حديثه الى "السفير" إن "أزمة الصحافة ليست مالية فقط، فجوانبها المهنية والسياسية واضحة. لقد أصبح الصحافي مرتبطاً بالمصدر أكثر من ارتباطه بالقيم المهنية، وبالجريدة. كما أن الحالة السياسية أدت الى حالة من عدم الإبداع في الصحافة"، مشدداً على ان الخروج من الازمة الحالية يحتاج الى جهد هائل. ويوضح ان "التحول من الصحيفة الورقية الى الصحيفة الإلكترونية، ليس حلا للأزمة القائمة، بل على العكس، قد يكون إعلان إفلاس. فقد يعني هذا التحول توفيرا في جزء من التكلفة، ولكنه أيضا يهدر مكاسب أكبر من الإعلانات".