فلسطينيات >داخل فلسطين
"إسرائيل" لن توافق على قواعد لعب جديدة مع حماس
الاثنين 19 02 2018 19:13العملية التي أصيب فيها أمس أربعة جنود قرب كيسوفيم كانت الحدث الأخطر عند الجدار منذ حملة «الجرف الصامد» والأولى مع مصابين منذ كانون الأول 2014 ـ حين أصيب بجراح خطيرة مقاتل من كتيبة الدورية البدوية بنار قناص.
رد الجيش الاسرائيلي أمس بقوة نسبية في غزة. ومع أن حماس لم تكن مسؤولة عن العملية بل منظمة لجان المقاومة الشعبية، فقد تعرضت للنار ماديا؛ حيث استغلت إسرائيل الفرصة ودمرت نفقا هجوميا حفر إلى أراضيها، وكذلك مواقع لإنتاج الوسائل القتالية. وكذلك لفظيا؛ فقد أوضح منسق أعمال الحكومة في المناطق (الفلسطينية) والناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأنها مسؤولة عما يجري في القطاع ومنه، ومن هناك فإن عليها الحرص بألا تنفذ من القطاع عمليات.
من حيث الحقائق، ليست الحجة الإسرائيلية عديمة الأساس. صحيح أن حماس لم تضع العبوة، ولكن كل نهاية أسبوع ومنذ تصريح الرئيس ترامب عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي تحث سكان القطاع للوصول إلى الجدار الفاصل والصدام مع قوات الجيش الإسرائيلي هناك. بل تدفع المنظمة أحيانا للمتظاهرين المال وتحرص على نقلهم بوسائل النقل. ويوم الجمعة أيضا كانت مظاهرات كهذه في أربعة اماكن أصيب خلالها 14 فلسطينيا أيضا.
سيظهر التحقيق في العملية بالتأكيد بأنه تحت رعاية المظاهرات، وضع على الجدار العلم الذي ربط بالعبوة. وكان هذا فخا كلاسيكيا («عملية جذب»، باللغة المهنية)، مما يلزم الجيش الإسرائيلي مراجعة نفسه في عدة أمور: هل تواتر الأحداث أدى بالقوات إلى عدم الاكتراث؟ لماذا لم يكن ثمة إخطار بالعملية المخطط لها؟ كيف حصل أن نقاط الرقابة لم تلاحظ وضع العبوة؟ وبالطبع، هل كانت محاولة إزالة العلم أمس، التي أدت إلى تفجير العبوة، قد تمت وفقا لكل الأنظمة؟
يخيل أن الجواب بالذات في النقطة الأخيرة إيجابي. إذ ستوجد دوما بالطبع أمور تحتاج إلى التحسين، ولكن الجيش الإسرائيلي ملزم بالوصول إلى كل نقطة فيها شيء ما مشبوه على الجدار، خوفا من أن يكون عبوة. هذا شرط ضروري لتنظيف النقطة وفتح المحور. صحيح أن هناك جملة تكنولوجيات يمكن استخدامها أثناء النشاط (ابتداء من المركبات غير المأهولة وحتى الرجال الآليين)، ولكن في نهاية المطاف لا بديل عن النشاط الكلاسيكي للجنود الذين يصلون إلى المكان، في هذه الحالة مقاتلو وحدة إزالة القنابل، بحراسة قوة من جولاني والمدرعات.
لن تعفي الأجوبة عن هذه الأسئلة التكتيكية الجيش الإسرائيلي من تقديم جواب لمعضلتين أكبر: هل يسمح للمتظاهرين بمواصلة الوصول إلى الجدار، وهل تغير شيء ما في سياسة العمليات في القطاع؟. يجب أن يكون الجواب عن السؤال الأول سلبيا، ليس فقط لأن المتظاهرين يستخدمون كمنصة للإرهاب: في لحظة ما، يمكن لمثل هذه المظاهرة أن تخرج عن نطاق السيطرة وتجر عشرات المصابين، الذين يشعلون القطاع.
كما أن الجواب عن السؤال الثاني يبدو سلبيا: فكل المؤشرات تدل على أن هذا كان حادثا وحيدا استغلت فيه فرصة موضعية. ورغم ذلك ردت إسرائيل بحزم كي توضح بأنها لن توافق على قواعد لعب جديدة. وستشهد الأيام القريبة المقبلة إذا كانت حماس قد رضخت بالفعل وتعمل على تهدئة الخواطر أم أن القطاع يعلق مرة أخرى في أيام قتالية متوترة.