لبنانيات >أخبار لبنانية
رسالةٌ إلى سيِّدي الإمامِ موسى الصدر إمامِ الأمَّةِ وباعثِ الأملِ والمقاومةِ فيها
رسالةٌ إلى سيِّدي الإمامِ موسى الصدر إمامِ الأمَّةِ وباعثِ الأملِ والمقاومةِ فيها ‎السبت 17 03 2018 20:09
رسالةٌ إلى سيِّدي الإمامِ موسى الصدر إمامِ الأمَّةِ وباعثِ الأملِ والمقاومةِ فيها

العميد الدكتور تيسير عبَّاس حميَّة

 

يا سيِّدي الإِمامْ 
يا زهرةَ الحريةِ للأنامْ
يا سيِّدَ العلماءْ
وأيقونةَ الفقهاءْ
ونورَ الحكمةِ للحكماءْ...

علمتنا المروءةَ والشهامة
ومحاربة البغيِ والبغاء 
ووجهتِ أفكارَنا نحوَ القضية
فانتصرنا.....

يا سيِّدي الإمام ...
لقد دحرنا بني صهيونْ
وانتصرنا
وحررنا أرضَ الجنوب 
ومحقنا أبالسةَ اليهود 
وانتصرنا....
رغم تآمر العربان......

لو عدتَ اليوم. 
لاحتفينا معكَ بالقِطاف....
والنَّصر....
وأنتَ الذي زرعتَ فينا 
إنجيلاً وقرآناً وأنبياء
فحققنا الإنتصار ....

يا سيِّدي الإمام ...
إنا نشكو إليكَ تفككَ بلادِنا
وتشرُّدَ أطفالِنا 
وقسمةَ الأوطان 
والظلمَ والخِذلان
ونحنُ في تراجعٍ مُخيف
وفسادٍ مُريع
وطائفيةٍ مَقيتة
وعبوديةٍ....
وانقسامْ....

يا سيِّدي الإمامْ....
علمتنا المقاومة
والجهادَ بِلا مُساوَمة
وأيقظتَ هذا الشرق من ركودِه
ونفضتَ عنه جُمودَه
وغبارَ الجاهلية
وجمعتَ النَّاس على الحبِّ
والمجدِ والعلمِ والحضارة 
في أوطانِنا العربية.....
وألَّفتَ بينَ قلوبِنا
فتحاببنا وبنينا الحضارة 
وقاتلنا الجهل والأعداء 
وانتصرنا...

يوم تركتنا يا سيِّدي الإمام 
كانَ في أوطانِنا ماءٌ وكهرباء.....
وها نحنَ اليومَ
بلا ماءٍ.... ولا كهرباء
بلا كرامةٍ.... وبلا إباء ....

ويوم تركتنا
كان في هوائِنا الصَّفاءُ والنَّقاء.....
واليومَ اجواؤنا مُلوَّثة
وكلُّ ذراتِ الهواء.....
تركتنا والحبُّ في فيافينا
بعد أن زرعتَ في نفوسِنا الحبَّ والوَفاء
والجهادَ وروحَ المقاومةِ ومحاربةَ الفساد....
واليوم استشرى الفساد 
في كل ربوعِنا وتلالِنا
وفي جميع إداراتِنا
في الصباحِ والمَساء .....

دعوتَنا للعلمِ والإبداع 
وللحضارةِ والتفوقِ والتميز
والسيرِ على دربِ الأنبياء 
وقد سمِعنا وأطَعنا
فعملنا وتعلَّمنا وأبدعنا......

لكننا اليوم.....
حاربنا كلَّ إبداعٍ وتفوق... 
وضربنا كلَّ فكرٍ نيِّرٍ
 يسيرُ على نهجِك
ويقتدي بهديِك
بعد أنْ حاربنا الكفاءات
وقتلنا العلماء
وسجنَّا الأبرياء ......
وحاربنا كلَّ دعواتِ التطوير
وكل َّوسيلةٍ للتغيير...

وقد مُنعنا حتَّى مِنَ الدُّعاء
وصارَ النَّاسُ أَسارى
وهمْ اليومَ في سُباتٍ عميق. ..
نِيامٌ نِيام....
وهم يُجلَدونَ في كلِّ يومٍ ألفَ جَلدة
ويُضربونَ بِحَدِّ الجهلِ ألفَ مَرَّة 
وهم لا يشعرون...
وما لجرحٍ بميتٍ إيلام.....
وهمومُنا والأَحزان
تملأُ الكون َبالآلام
والسماءَ تصرخُ من حولِنا
والأنام.... 

وتقاتلنا....
وتحاربنا....
وتفانينا....
وكفَّرْنا بعضَنا....
وصلبنا الأتقياء.... 
وسبينا الشرفاء....
وأهنا كلَّ نزيه
وقتلنا بعضَنا والأشقَّاء 
ثم ذرفنا الدمعَ والدِّماء
بعدَ انْ تعالتْ صيحاتُنا ....
بالبكاء....

ولم نُقِمْ للحقِ وزنا .....
ولا للعلماء
وأبينا صعودَ المجد 
ومنعنا نعمةَ السماء
بعد أن سادَ قارون
وعلا فرعون....
وتسلَّطَ الأغنياء. ....
وسيطرَ الأَغبياء. ..

يا سيِّدي الإمام 
لو عدتَ اليوم. ...
لبدأتَ منْ جَديد.... 
ثورةَ الأنبياء ....
ولأفنيتَ من أحيائِنا 
كلَّ رخيص ِالكلام. .....
وكلَّ شعاراتِ التطبيلِ والتزمير 
ورايات ِالتغيير. ...
والعباراتِ الجوفاء. .... 
ولعُدتَ للعملِ على إصلاحِ النفوس 
ولأمرتَنا بالسيرِ
على طريقِ الأنبياء. ....
ومحاربةِ الجهلِ وظلامِ الاغبياء
والمتاجرينَ باسمِ الدين....
وباسمِ العلمِ والرِّياء
والمتاجرينَ باسمِ القضية
في الأرضِ والسماء. .....

ولحاربت الحقدَ فيهم والمكرَ والغباء
والذين يلهثونَ وراء المال .....
والجاهِ والسلطان...... 
وعطايا الأغنياء ....
والسلطةِ الصَّماء. ....

يا سيِّدي الإمام 
قد عشت فينا بالوئام. ...
فأعطيتنا الحبَّ والوَفاء
والحنانَ والإباء. ..
ونفختَ في أرواحِنا
النبلَ والرَّجاء 
وآمالَ الأتقياء.....
وحاربتَ فينا الطائفيَّة البغضاء 
والمذهبيةَ الشحناء. ...
وكلَّ أشكالِ العصبية.....
وزرعتَ فينا الحبَّ والتسامحَ والإنفتاح 
في المساجدِ والكنائسِ الغناء
في الأرضِ والسَّماء
وفي بيوتِ الطَّهارةِ والعِبادة
وفي السِّرِ والخَلاء
وحررتَ بنيكَ والأمَّة جمعاء
وهذِهِ الأوطان 
من نير العبودية
ولأورثتنا كرامةَ الإنسان...

يا من علمتنا الحبَّ والحنان. . ....
وإمامةَ العقل
ونبذَ الجاهلية......
وكيفَ تُحرِّرُ الأوطان. . 

واليوم...
بلادُنا بِلا ماء ......
بِلا كهرباء .....
بلا حبٍ... بلا وفاء.....
بلا كرامةٍ بِلا إباء. ...
وبلا أوفياء......
والناسُ عَطشى كيومِ كربلاء 
وراياتُنا حزينةٌ سوداء. ....

عُدْ إلينا يا سيِّدي الإمام ....
وأخرجنا مما نحن فيه
من ذُلٍ وهَوان 
وجهلٍ ومهانَة 
ومن رخصِ الخيانة. ...
وأخرجنا من ظلامِ الجهلِ وظلمةِ الفكر.. ..
وعدمِ حملِ الأمانة 
وأنتَ الذي بِكَ انتصَرَتِ المُقاومة 
وسادَ أطفالُ الحِجارة 
بل سادَ أبطالُ الحضارة. ....

عُدْ إلينا يا سيِّدي الإمام. ....
عُدْ إلينا. ....
وأنِرْ طريقَنا. ....
فقد سادَ الظُّلمُ
وساءَ النَّاس
وخيَّمَ الظَّلام....
عُدْ إلينا. ... 
فالنَّاسُ عَطشى 
للبطولةِ في عينيك
والمجدِ بينَ أطرافِ عباءَتِك
والسيرِ وراءَ قدميك. ...
عُدْ إلينا 
يا سيِّدي الإمام...