لبنانيات >صيداويات
موقف سياسي اسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود
الجمعة 23 03 2018 20:30جنوبيات
ان كل مسلم يشعر بالذل والإهانة عندما يرى من يدعي تمثيل بلاد الحرمين ذليلا مهانا امام مجنون اميركا ترامب، الذي يأخذ مالنا وينهب ثرواتنا، ويتعمد خلال ذلك ان يوجه اهانة لم توجه لممثل دولة او شعب قبل ذلك: هذا المال بالنسبة اليكم يساوي ثمن حبة فستق... وهو نفسه كان قد قال: السعودية عندها مال كثير، سنحلبها وعندما ننتهي من حلبها سنذبحها، ما الذي يجعل واحدا مثله يملك هذا المال وعنده هذه القوة ان يقف هذه الوقفة الذليل.
باختصار انه نقص الايمان الذي ينتج عنه تشوه في الافكار والعقول، بسبب قلة الايمان يستطيع الاميركي ان يقنعنا ان القوة عنده، والقوة عند الله، وان الرزق من عنده، والرزق من عند الله، وان العزة تأتي من واشنطن وهي من عند الله ... الخ.
عندما وقف الصحابي المغمور ربعي بن عامر بثيابه الرثة امام رستم قائد جيوش كسرى قبيل القادسية بعزة وكرامة وهمة نفس عالية: يقول: نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من يشاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الآخرة ومن جور الاديان الى عزة الاسلام... عندما كان ينطق هذه الكلمات فانه كان يحمل عزة الاسلام كلها لأنه كان يؤمن بقوة الله ولأنه يؤمن بل يوقن ان الله وعدنا بسقوط كنوز كسرى وقيصر لننفقها في سبيل الله وكان يوقن ان النصر قادم.. لقد كان الفارق وقتها بين المسلمين والفرس كالفارق اليوم بيننا وبين الاميركان من حيث القوة والانجازات الحضارية والمدنية، ولكن قوة الايمان جعلتنا اقوى ممن يملك الجيوش والقوة المادية.
والفارق كبير بين المشهدين: محمد بن سلمان بسبب نقص الايمان لا يؤمن بقوة الله وبنصره ولا يؤمن بزوال اسرائيل، فهو يزحف على بطنه للتطبيع معها والخضوع الى سياستها، ولا يؤمن ان المؤمنين اخوة والا لعلم يقينا ان الايراني ليس عدوا بل هو صديق وحليف يدعم المقاومة ويؤمن بزوال اسرائيل، وان الذي زرع هذه الفكرة في رأسه ورأس غيره هو الاميركي نفسه الذي يبتزه ويسرق ماله وكرامته ودينه في وقت واحد.
كثير من الاعراب و... {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا...} اصبحوا يؤمنون بأن العدو اصبح هنالك، في طهران، وان اسرائيل صديق وحليف محتمل... الاميركي هو الذي يحدد من العدو ومن الصديق ومن الحليف ومن الخصم، وليس الاسلام والعقيدة والتجربة ووضوح الرؤية.
هنا قضيتنا: نقص الايمان، بل انعدامه، اوصلنا الى هذا...