عربيات ودوليات >اخبار عربية
قتلى في غارات روسية بريف دمشق والأكراد يعدّون لانتزاع منبج من داعش
الجمعة 8 01 2016 11:15
وافق النظام السوري على ادخال مساعدات انسانية الى بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، بعدما انتشرت صور سكانها وقد برزت عظامهم من شدة الجوع في وسائل الاعلام العالمية، مثيرة صدمة وتنديدا واسعا من المدافعين عن حقوق الانسان. واعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر امس تلقيهما موافقة الحكومة السورية على ادخال مساعدات انسانية في اقرب وقت الى ثلاث بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد ومضايا في ريف دمشق.
وجاء في بيان مكتب الامم المتحدة «ترحب الأمم المتحدة بالموافقة التي تلقتها اليوم من الحكومة السورية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا والفوعة وكفريا وتعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة».
كما اكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك ان «اللجنة الدولية للصليب الاحمر حصلت على موافقة لايصال المساعدات الى مضايا والفوعة وكفريا»، مشيرا الى انه «من المرجح ان تكون قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وأشار الى ان المباحثات جارية حتى الآن حول التوقيت «وهناك بعض النقاط التي يجب توضيحها»، لافتا الى ان «المساعدات لن تصل قبل يوم الاحد».
ونقلت الامم المتحدة عن «تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل اثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص».
وأوردت مثالا من مضايا اذ قالت «وردتنا معلومات في الخامس من كانون الثاني 2016 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عاما بسبب الجوع، في حين ان اسرته المكونة من خمسة اشخاص ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد».
وفور سماعهم بالانباء، اطلق «بعض الاشخاص في مضايا الرصاص في الهواء فرحا»، وفق ما قال معاذ القلموني (25 عاما)، وهو صحافي من سكان مضايا، عبر الانترنت.
مضايا تموت جوعا
وشغلت مضايا خلال الايام الماضية وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الدولية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور واشرطة فيديو لاشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد وقد برزت عظامهم من شدة النقص في المواد الغذائية. على موقع تويتر، اعرب كثيرون عن تضامنهم مع مضايا وانتشر هاشتاغ #مضايا-تموت-جوعا. وكتب احدهم «نحن في القرن الواحد والعشرين ما زال الانسان يموت جوعا تبا لهذا العالم».
وعلق آخر «الحرب تظهر وحشية الانسان (...) كيف يموت الانسان جوعا في هذا الزمن!».
وكان كشيشيك قال «هناك نقص في كل شيء (في البلدة). منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء او مياه». وتابع «يستجدينا السكان من اجل حليب للاطفال (...) لأن الامهات غير قادرات على الرضاعة».
وروى سكان تمكنت وكالة فرانس برس من الاتصال بهم هاتفيا ان الغذاء المتبقي يتمثل بالاعشاب او المياه المملحة.
وقالت مؤمنة ( 32 عاما) «لم يعد هناك ما نأكله، لم يدخل فمي منذ يومين سوى الماء (...) حتى اننا بتنا نأكل الثلج الذي يتساقط علينا، أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا».
وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق منذ اكثر من سنتين، لكن الحصار على مضايا تم تشديده قبل نحو ستة اشهر.
وهي واحدة من اربع بلدات سورية تم التوصل الى اتفاق بشأنها في ايلول بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة ينص على وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات ويتم تنفيذه على مراحل عدة.
وبموجب الاتفاق، تم الاسبوع الماضي اجلاء اكثر من 450 مسلحا ومدنيا من الزبداني ومضايا المتجاورتين ومن الفوعة وكفريا الخاضعتين لحصار فصائل معارضة.
وكان من المقرر بعد انتهاء عملية الاجلاء السماح بادخال مساعدات انسانية واغاثية الى البلدات المحاصرة، الا ان الامر لم يحصل.
وبحسب بيان الامم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت الى مضايا كانت في 18 تشرين الاول. وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين.
واكد كشيشيك ان «الحل لا يكمن في ايصال المساعدات مرة واحدة، ففي اماكن كهذه تركت من دون مساعدات لأشهر او حتى سنوات، تحتاج لايصال الاغاثة بانتظام لضمان حصول السكان على الغذاء الكافي لهم ولعائلاتهم».
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عناصر النظام والمسلحين الموالين له زرعوا منذ ايلول «الغاما في محيط مضايا، وفصلوها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة لمنع أي عملية تسلل منها وإليها».
وأسفر الحصار المفروض على مضايا، بحسب المرصد، عن وفاة «23 شخصاً بينهم أطفال ونساء، قضى عشرة بينهم بسبب النقص في المواد الغذائية، وآخرون جراء الألغام أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع اعشاب عند أطراف المدينة».
قتلى في ريف دمشق
وعلى صعيد آخر، افاد المرصد السوري عن مقتل «عشرة اشخاص على الأقل بينهم مواطنتان في عربين في ريف دمشق وستة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال في زملكا في الغوطة الشرقية قرب دمشق جراء قصف مكثف من طائرات حربية يرجح أنها روسية». واشار الى سقوط «عدد كبير» من الجرحى.
وتعد الغوطة الشرقية معقل الفصائل المعارضة في محافظة ريف دمشق، وغالبا ما تتعرض مع محيطها لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف.
من جانبهم، أفاد ناشطون بوقوع ستة قتلى بينهم طفلان وعشرات الجرحى جراء غارات روسية وقصف صاروخي على مدينتي دوما وزملكا بريف دمشق الشرقي، كما سقط جرحى بغارات مماثلة على مدينة عندان بريف حلب الشمالي.
وذكر الناشطون قيام الطيران الروسي بغارات على بلدة إبطع ومدينتي نوى والشيخ مسكين التي تشهد استمرارا للاشتباكات العنيفة بريف درعا.
وتواصلت الاشتباكات في مدينة الشيخ مسكين بين قوات النظام والمعارضة على جبهات اللواء 82 وكتيبة النيران والمساكن العسكرية وسط غارات جوية عنيفة ومكثفة من الطيران الروسي.
كما أفاد اتحاد التنسيقيات بسقوط قتلى من قوات النظام جراء محاولتهم اقتحام الجبهتين الغربية والشرقية الفاصلتين بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق الغربي.
وفي ريف دمشق الشمالي، قصفت قوات الأسد أطراف مدينة التل الغربية بقذائف المدفعية الثقيلة دون سقوط أي إصابة.
من جهتها، ذكرت «شبكة شام» أن اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة المرج بالغوطة الشرقية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف على منطقة الاشتباكات والبلدات المجاورة مثل بلدة دير العصافير.
وقالت الشبكة إن هذه الاشتباكات والمعارك خلفت عددا من القتلى والجرحى في مدينة دوما، بينهم أطفال ونساء، وذلك جراء قصف منازل مدنيين بصواريخ عنقودية محرمة دوليا، تلتها غارات جوية من الطيران الروسي.
وفي حلب، أعلن جيش الثوار التابع لقوات سوريا الديمقراطية عن بدئه لمعركة السيطرة على مدينة منبج بالريف الشرقي، والواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة. وفي حمص، أفاد ناشطون بأن حركة أحرار الشام عينت الشيخ «أبو عمر الغوطة» قائدا لها في حمص خلفا للشيخ «أبو راتب الحمصي» الذي اغتيل مساء الثلاثاء الماضي.
وذكرت شبكة «مسار برس» أن قوات الأسد جددت قصفها بقذائف الهاون والدبابات على منازل المدنيين في مدينتي تلبيسة والحولة وبلدة تير معلة في ريف حمص الشمالي، وتزامن ذلك مع حدوث اشتباكات متقطعة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على جبهات تيرمعلة.
أما في الريف الشرقي فقد أفاد مراسل «مسار برس» بأن الطيران الحربي الروسي شن امس عدة غارات بالصواريخ الفراغية على مدينة تدمر وبلدة القريتين.
وفي دير الزور، شن الطيران الروسي غارات جوية عنيفة على محيط مطار دير الزور العسكري، كما شن طيران القوات النظامية غارات جوية على حيي الصناعة والحويقة.
وفي الحسكة، نفذت وحدات الحماية الشعبية الكردية حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشباب للتجنيد الإجباري في ناحية الهول شرق المدينة.
وقتل الأربعاء تسعة أشخاص على الأقل جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على دمشق، فيما قتل 17 آخرون جراء قصف جوي وصاروخي لقوات النظام على الغوطة الشرقية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بطريرك روسيا يدافع
في غضون ذلك، دافع بطريرك موسكو وعموم روسيا للكنيسة الارثوذكسية كيريل عن حملة الضربات الجوية في سوريا وذلك في مقابلة بثت يوم الميلاد حسب التقويم الروسي.
وقال لقناة روسيا الاولى الرسمية «انها حرب عادلة طالما انها تشن دفاعا عن النفس». واضاف «كل هذا هو تحرك للدفاع عن النفس. بالامكان التأكيد بقوة انها حرب عادلة».
يذكر ان الكنيسة الارثوذكسية الروسية وصفت الضربات الروسية الجوية عندما بدأت في سوريا بانها «حرب مقدسة».
وفي الشهر الماضي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن أدلة ظهرت في سوريا في الآونة الأخيرة تشير الى أن روسيا إما أسقطت قنابل عنقودية في سوريا أو أمدت القوات الجوية السورية بدفعة جديدة منها أو الاثنين معا. ونفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم هيومن رايتس ووتش.
لكن جماعة جمع المعلومات عن الصراعات التي تتألف من مدونين استقصائيين روس نشرت امس صورا ولقطات فيديو مصدرها وسائل إعلام ووزارة الدفاع الروسية قالت إنها تظهر هذا النوع من القنابل في قاعدة حميميم الجوية في سوريا التي تستخدمها الطائرات الروسية.
وقال ضابط مناوب في وزارة الدفاع إن الوزارة لا تستطيع التعليق على التقرير لأن يوم الخميس عطلة رسمية.
وقالت جماعة جمع المعلومات عن الصراعات في تقريرها إن روسيا باعتبارها خليفة للاتحاد السوفيتي ملزمة باتفاقية جنيف التي تحظر الهجمات بلا تمييز التي تضر بالمدنيين.
وقالت الجماعة إن الصور ومقاطع الفيديو تظهر وجود قنابل عنقودية على الطائرات الروسية الموجودة في سوريا.