عام >عام
معركة صيدا ـ جزين حسابات كبيرة في دائرة صغيرة
معركة صيدا ـ جزين حسابات كبيرة في دائرة صغيرة ‎الأحد 8 04 2018 09:59
معركة صيدا ـ جزين حسابات كبيرة في دائرة صغيرة

محمود زيات

تُصلح حركة السير المزدحمة على خط بيروت ـ صيدا وبيروت ـ جزين، مع كل عطلة اسبوعية تسبق موعد الانتخابات، لتكون احد مؤشرات السخونة الانتخابية التي تطغى على مدينتين اتسمتا بانخراطهما في الحياة السياسية منذ نشوء الكيان اللبناني، فالزمن زمن انتخابات صعبة ومعقدة في حساباتها وحساسة في دلالات نتائجها.
تنشط الماكينات الانتخابية على خط  تعزيز الوضع الانتخابي للقوى الحزبية والتيارات السياسية المنخرطة في المعركة ـ المنازلة  في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين، من خلال صلات واسعة يجريها كل طرف، لتأمين قوة تجييرية مضافة، تمكنه من اجتياز الامتحان الصعب، وفق ما يُجمع متابعون لانتخابات الدائرة الاولى في الجنوب، في ضوء ارتسام تحالفات انتخابية خالصة، ابتعد معظمها عن كل الاعتبارات السياسية والايديولوجية والعقائدية، تُرجمت بلوائح انتخابية انتجتها «المصلحة الانتخابية، طالما ان المعركة هي معركة حواصل ومعه «الصوت التفضيلي» الذي من شأنه ان يخلط الكثير من الحسابات حتى داخل اللائحة الواحدة، باستثناء «التعليمة» التي عادة ما تأتي الى الناخب قبل ساعات قليلة من موعد البدء بالاقتراع، فاي فريق لن يكون في موقع الكشف عن تكتيكاته الانتخابية، التي تراعي جملة من الحسابات حملها قانون الانتخاب القائم على النسبية والصوت التفضيلي.
الاجواء المتابعة للحركة الانتخابية في جزين، تتحدث عن ان تحالف «التيار الوطني الحر» مع «الجماعة الاسلامية» في صيدا، شكل له احراجا مع جمهوره الجزيني الذي اطلق سلسلة تساؤلات عن المصلحة في بناء تحالفات بعيدة عن الواقع الاجتماعي والسياسي للجمهور المسيحي، لكن الامر لن يصل الى حالة عامة داخل صفوف «التيار»، ولم تظهرتصدعات داخل جسمه الانتخابي، مع ان حالة تعاطف من بعض «الجمهور العوني» مع «القوات اللبنانية» التي حوصرت انتخابيا من حليفها في ما كان يُعرف بقوى الرابع عشر من آذار وحليفها في «ورقة معراب» الذي وقفت بجانبه في معركة البلدية في جزين وحمته من السقوط .
الوضع نفسه مع بعض مرشحي صيدا، حيث ترفع النائب بهية الحريري من منسوب خطابها الانتخابي، وتقوم بجهد يصفه «المستقبليون»  بـ «الاستثنائي» لتعزيز الصلة مع جمهور عُرِف عن ولائه السياسي للدكتور عبد الرحمن البزري، منذ  ايام والده النائب الراحل الدكتور نزيه البزري، بهدف اضعاف البزري ـ الابن في صيدا وبخاصة في «الصوت التفضيلي»، الصورة تكاد تكون مشابهة لوضع «تيار المستقبل» مع «الجماعة الاسلامية» التي وجدت الطريق الى تحالف انتخابي بديل عن التحالف مع «المستقبل» الذي اقفل ابوابه باحكام امامها، فتوجهت الى خيار التحالف مع «التيار الوطني الحر».
الحقائق والارقام التي تغيب... أو يُغَيِّبها «المتفائلون» في اللوائح ، تتمثل بالواقع الحقيقي  للقدرات التجييرية التي يمكن لاي من الاطراف تأمينها، فبعض الاوساط يُسَوِّق  لقدرة تجييرية تفوق بكثير الـ 25 الف صوت، فيما تعدد اللاعبين وتوزعهم على اربع لوائح، ثلاث منها تتمتع بعناصر قوة، وفق ما ترى اوساط متابعة للملف الانتخابي في صيدا وجزين، يطيح بهذا التفاؤل، خاصة وان التقديرات الموضوعة على عدد المقترعين في الدائرة  قد لا يتجاوز الـ 65 ألف ناخب، وبالتالي فان الارقام الموضوعة ستكون ارقاما انتخابية لاشاعة اجواء تفاؤلية لدى الماكينات الانتخابية والجمهور، وتضيف.. يبقى التسليم بقدرة كل الاطراف في مواكبة العوامل والتأثيرات والقنوات التي تعزز من الوضع الانتخابي، باستثناء ما هو متعلق بالمزاج الشعبي الذي لم يُختبر بعد، منذ آخر انتخابات نيابية جرت قبل تسع سنوات، وهي ورقة ستبقى مستورة على طاولة القوى والتيارات الحزبية والسياسية، لحين الانتهاء من فرز الاصوات. حسابات كبيرة في دائرة صغيرة.
القوى السياسية المُثقَلة بهواجس مرتبطة بالمزاج الشعبي المتحرك في المدينتين، والذي لم يُختَبَر منذ تسع سنوات غنية بالتحولات والتعقيدات، مع خارطة وتحالفات مُربَكة ومُربِكة في آن، ستكتشف في السابع من ايار، خبايا القانون الذي صنعته ايديها المتشابكة مع ايدي بقية القابضين على السلطة السياسية، لتتأكد انها كانت امام امتحان صعب، وستُغدِق موجات من الحنين الى القوانين الوافدة من صفقات سياسية تُعقد في عواصم خليجية لدول «صاحبة مونة» على لبنان واللبنانيين!، لانها تضمن البقاء على المسرح السياسي... والحفاظ على النفوذ، داخل السلطة... وخارجها.
اربع لوائح في صيدا ـ جزين .. والحاصل يتجاوز الـ 13 ألف ناخب
في الدائرة الاولى (صيدا ـ جزين) تتنافس على المقاعد الخمسة للدائرة ( مقعدان سنيان في صيدا، ومقعدان مارونيين ومقعد كاثوليكي في جزي) اربعُ لوائح :
الاولى :تضم تحالف أسامة سعد (امين عام التنظيم الشعبي الناصري)، إبراهيم عازار، عبد القادر البساط ويوسف السكاف.
الثانية: لائحة «تيار المستقبل»، وتضم بهية الحريري، حسن شمس الدين، أمين رزق، إنجال الخوند وروبير الخوري.
الثالثة: تضم تحالف «التيار الوطني الحر» و«الجماعة الاسلامية» أمل أبو زيد، زياد أسود، سليم خوري، بسام حمود وعبد الرحمن البزري.
الرابعة: تضم مرشح القوات اللبنانية عجاج الحداد، جوزف نهرا وسمير البزري.
وتتنافس اللوائح الاربع في الدائرة التي يبلغ عدد ناخبيها  120898. على خمسة مقاعد، مقعدين سنيين في صيدا وفي جزين مقعدين مارونيين في ومقعد كاثوليكي .
 المسلمون 72054: سنة 52343، شيعة 19058، ودروز 616.
 المسيحيون 48329: موارنة 34766، كاثوليك 10105، وأرثوذكس 1740.
في صيدا: 61676 ناخب: سُنّة  50900، شيعة 6672، كاثوليك 1578، موارنة 1323 وأرثوذكس 303.
في جزين : 59222): موارنة 33443، شيعة 12413، كاثوليك 8527، سُنّة 1443،  ودروز 578.
وتضع الماكينات الانتخابية تقديرات عن نسبة المقترعين، بحيث تتجاوز الـ 65 بالمئة، مع زيادة قد تحدثها كثافة الاقتراع لدى اللبنانيين المغتربين الذي سيقترعون في سفارات الدول المتواجدين فيها، ورجحت ان يتجاوز الحاصل الانتخابي الـ 13 ألف صوت.

المصدر : الديار