عام >عام
"قصف" و"قنص" وتبادل اتهامات بين المرشّحين الصيداويين
الإنتخابات النيابية تؤجّج الشارع الصيداوي مع اقتراب الاقتراع
الخميس 12 04 2018 08:33هيثم زعيتر:
ارتفعت وتيرة الخطاب السياسي بين المرشّحين للإنتخابات النيابية عن المقعدين السنيين في مدينة صيدا، قصفاً وانتقاداً واتهامات متبادلة.
وثبت أنّ التنافس في الاستحقاق المقبل في هذه الدائرة التي ضمّت "عاصمة الجنوب" مع جزين، سيكون على أشدّه، في معركة سيسعى كل طرف إلى تحقيق هدفه بالفوز بمقعد نيابي، أو توجيه الرسائل إلى مَنْ أراد.
وتتوزّع المواقف بين المُعلَن عنها، أو المسرّب في لقاءات، أو ما يجري بعيداً عن الأعين والآذان، لكن ذلك يُنذِر بتأجيج الشارع، مع احتمالات انعكاسه تشنّجاً وإشكالات بين مناصري الأطراف المتنافسة، التي تتوزّع على 4 لوائح.
اللافت أنّ الانتقادات استعرت وتجاوزت خصوم السياسة، لتصل إلى حلفاء الأمس، وإنْ كانت في دوائر أخرى بين أفراد اللائحة ذاتها بتداعيات الصوت التفضيلي.
تبادل عدد من المرشّحين الاتهامات حول محاولات الحصار أو استباق النتائج، وصولاً إلى تسريب مضمون لقاء عُقِدَ في منزل المرشّح عن المقعد الكاثوليكي في قضاء جزين ضمن "لائحة صيدا وجزين معاً" الدكتور سليم خوري في المحاربية، خلال زيارة وفد من "حزب الله" برئاسة مسؤوله في صيدا الشيخ زيد ضاهر، قدّم إليه التهاني بمناسبة عيد الفصح المجيد.
ولفت الانتباه مختار بلدة قتالي إلياس الحاج (وهو عضو في "التيار الوطني الحر" في جزين) بالقول: "بدنا نقطع إيدين كل واحد بحط بهية (الحريري)".
وأيضاً كلام لرئيس بلدية كفرجرة مارون شلهوب يتطرّق فيه إلى ما سمعه خلال لقاءات رافق فيها النائب الحريري وانتقاد قاعدتها الشعبية لابتعادها عن "القوّات اللبنانية".
فماذا عن مواقف المرشّحين الصيداويين؟
النائب الحريري
* النائب بهية الحريري رئيسة "لائحة التكامل والكرامة" اعتبرت أنّ "صيدا اليوم أمام تحدّي المشاركة بكثافة في عملية الاقتراع في السادس من أيار، لتقول كلمتها ولترد بإرادة أهلها على كل محاولات المصادرة لقرارها والاستهداف لمشروع رفيق الحريري ممثّلاً في صيدا بـ"بهية الحريري" فقط، يحاربون بهية الحريري لأنّها رمز للإنفتاح، ورمز الإعتدال، ورمز للثقة، ورمز لتيار رفيق الحريري، ورمز لمشروع رفيق الحريري.. مشروع رفيق الحريري العيش المشترك وبناء الدولة، لأنّ هذا المشروع استطاع طيلة عقود الوقوف بوجه كل محاولات الهيمنة على صيدا، وفشلت وستفشل كل محاولة لإلغاء مشروع رفيق الحريري في صيدا لأنّه متجذّر فيها وفي وجدان وضمير الناس".
وشدّدت على أنّ "التواصل مع الناخبين ليس مرتبطاً باستحقاق، ولا مقتصراً على فترة انتخابات، لأنّنا تعوّدنا أنْ نكون إلى جانب الناس في كل الأوقات والمحطات نعيش هواجسهم وهمومهم وشجونهم ومطالبهم، وسعينا ونسعى لتجسيد تطلعات أهل المدينة، وتحقيق طموحات شبابها، وحمايتها من أي محاولات لمصادرة قرارها أو للسيطرة عليها من أي جهة كانت، ومتابعة تنفيذ مشاريعها الإنمائية، لكن الأهم من تحقيق الإنجاز هو حمايته، والإنجاز هنا ليس فقط مشاريع وإنماء وتنمية ووضع أُسُس لمعالجة الكثير من الأزمات التي تعانيها المدينة، بل هو أيضاً أنْ يبقى قرار المدينة لأهلها بكل تنوّعهم وإبقاء قرار المدينة داخلها وبيد أبنائها، وعندما ندعو الناس للاقتراع لنهج ومشروع رفيق الحريري ممثلاً ببهية الحريري، إنما ندعوهم للاقتراع لخط التنمية والنهوض ولخط حماية قرارهم وتطلّعاتهم بمدينة يعيشون فيها ويأمنون على مستقبل أولادهم فيها".
د. أسامة سعد
* أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد المرشّح ضمن "لائحة لكل الناس" أشار إلى أنّ "هناك محاولات كثيرة للإساءة إلى تيارنا الوطني العروبي، يقولون بأنّ أسامة سعد سيبيع مدينة صيدا، ونحن نقول لهم إنّ مَنْ يضع في رأسه فكرة أنّ صيدا للبيع يكون بذلك يسيء إلى صيدا وأبنائها، صيدا لم تكن يوماً للبيع، ولم يستطع أحد أنْ يفرض عليها إرادته، يستخدمون هذه اللغة خلال الإنتخابات في محاولة منهم لاستمالة الناس وتشويه الصورة، وإثارة العصبيات والغرائز، نحن علينا أنْ نعرف أنّ صيدا تستعيد دورها عبر انفتاحها لا عبر انغلاقها، صيدا تستعيد دورها عندما تؤكد على هويتها الأصيلة الوطنية الجامعة، صيدا لطالما كانت ملاذاً آمناً للجميع، وتيارنا الوطني القومي المقاوم لطالما كان منحازاً إلى الناس، ولديه تجربة نضالية طويلة، كلامنا ليس نظرياً، تيارنا دفع الدم، وكان إلى جانب الناس دوماً في التحرّكات كافة، وهو لطالما دعا منذ أيام الشهيد معروف سعد إلى إلغاء الطائفية السياسية من النظام".
وشدّد سعد على أنّ "مدينة صيدا خرجت بتظاهرات تضامناً مع الجزائر وفلسطين ومصر، والكثير من أهالي هذه المدينة قاتلوا في فلسطين واستشهدوا، نتكلّم عن مدينة قدّمت الكثير واستشهد فيها معروف سعد دفاعاً عن لقمة عيش الصيادين، نحن لا نتكلّم عن برنامج نظري، بل عن مشروع نضالي سيستمر إنْ كنّا داخل المجلس النيابي أم خارجه، في 6 أيار سنذهب لإيصال صوتكم إلى المجلس النيابي، ولن نكون ضمن أي كتلة من الكتل البرلمانية الموجودة، بل سنسعى لتشكيل كتلة تنطق باسم الناس، والشهيد معروف سعد كان شعاره "مَنْ اشتراك باعك"، ونحن ندعو أهلنا للمضي في النضال الشعبي إلى جانب النضال البرلماني لإيصال صوتكم".
د. عبد الرحمن البزري
* الدكتور عبد الرحمن البزري المرشّح ضمن "لائحة صيدا وجزين معاً" انتقد "تيار المستقبل" - دون أنْ يسمّيه - بالقول: "يبدو أنّ بعض القوى السياسية في صيدا لم تعتد على المنافسة الديمقراطية الحقيقية في الإنتخابات، لأنّها تعوّدت أنْ تكون جزءاً من تركيبة ناجحة سلفاً، وهي غير معتادة على أجواء التنافس الديمقراطي، لذلك تلجأ إلى رفع وترداد بعض الشعارات والعبارات، وذلك لتضليل الرأي العام اللبناني عن حقيقة جوهر الإنتخابات المرجو منها، وهو إعادة الحيوية والديناميكية إلى مدينة صيدا، وإزالة آثار تغييبها وتهميشها إنمائياً ووظيفياً واقتصادياً واجتماعياً، نتيجة لإدارتها غير السليمة وغير الصحيحة على مدى أكثر من عقدين".
وغمز البزري قائلاً: "نذكّر بعض الذين يلجأون إلى الخطب السياسية المضللة، مدّعين أنّهم مُحَاصرون، ومتناسين أنّهم هم مَنْ حاصروا صيدا إنمائياً واقتصادياً واجتماعياً، وهم من أكبر المستفيدين في مرحلة ما بعد الطائف، كونهم كانوا شركاء في الحكم لسنوات طويلة، وأنشأوا تيارهم السياسي في تلك المرحلة، وتمكّنوا من إدارة شؤون البلد لسنواتٍ دون منازع من خلال شراكات وتحالفات، كان يضمنها الخارج الإقليمي أكثر من الرأي العام المحلي الداخلي".
د. بسام حمود
* المسؤول السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود المرشّح ضمن "لائحة صيدا وجزين معاً" أكد أنّ "الجماعة، وإنْ كانت إسلامية التوجّه، إلا أنّ خطابها يشمل جميع أطياف وأبناء المدينة، انطلاقاً من قيم الإسلام الشمولي الذي يعلّمنا الانفتاح على الجميع واحترامهم"، مشدّداً على أنّ "هدف الجماعة هو أنْ تقدّم الخير لصيدا، وهذا هدف يشترك فيه جميع المرشّحين ويتنافسون من أجله، وهذا أمر محمود، أما التجريح فممنوع، ومهما كانت نتائج الإنتخابات، فإنّ اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية".
وجدّد الدكتور حمود التأكيد أنّ "الجماعة ستعمل دائماً على خدمة المدينة وأبنائها بكل ما تستطيع، وهذا ليس بغريب عنها، فالأمر غير مقتصر أو متعلّق بالإنتخابات على الإطلاق، فصيدا تشهد وجود العديد من المؤسّسات التي أنشأتها الجماعة في مختلف الميادين الخدماتية والثقافية والاجتماعية والدينية".
شمس الدين
* من جهته، المحامي حسن شمس الدين المرشّح ضمن "لائحة التكامل والكرامة"، لفت إلى أنّ "كل الوقائع والمعطيات التي سبقت ورافقت وأعقبت إعلان اللوائح في دائرة صيدا جزين تتقاطع عند حقيقة واحدة هي أنّ هناك مَنْ لم يكن يريد لبهية الحريري أنْ تنجح في تشكيل لائحة تخوض بها الإنتخابات، والمفارقة أنّ هؤلاء لا يقتصرون على طرف واحد، كما ظهر من خلال بعض التسريبات الصوتية، لكن العجيب أنْ يلتقي طرفان يُفترض أنّهما في لائحتين متنافستين ويتّفقان على محاصرة بهية الحريري، وإطلاق الوعيد والتهويل لمن ينتخبها!".
سمير البزري
* مرشّح "تجمّع 11 آذار" ضمن "لائحة قدرة التغيير" سمير البزري شدّد على أنّ ترشّحه في صيدا "ضد الإقطاعية السياسية، وفي جزين لمواجهة الإلغاء والتفرّد والاستئثار من أجل أنْ يأخذ الشباب دوره في الحياة النيابية، فنحن نرفع صوت الشباب وأحلامهم لمستقبل أفضل، فهم أساس التغيير، ومن الطبيعي أنْ نتعرّض لحملات شرسة من كل الأطراف، ونحن على يقين بأنّنا سنواجه تحديات كثيرة وصعوبات أكثر في ظل التركيبة السياسية التقليدية والرجعية والتحالفات الإنتخابية الغريبة العجيبة، فنحن نسعى إلى وصل ما انقطع والتطلّع إلى المستقبل من أجل الإنماء والازدهار والسير بالإتجاه الصحيح، فنريد أنْ تكون الإنتخابات عرساً للديمقراطية والحرية وتقريب المسافات وطَيّ صفحة الماضي الملتبس، فقد مللنا الإقطاعية السياسية وسياسة التهميش والإلغاء، حيث حان وقت التغيير".