عام >عام
النائب الحريري رعت اطلاق "حضانات التدخل المبكر " في "المواساة"– صيدا بمشاركة السعودي
الحريري: "مصنع" للطاقات البشرية يحاكي الحاجات ويتدخل مبكرا لتلبيتها
السبت 14 04 2018 10:16جنوبيات
برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري أطلقت جمعية المواساة في صيدا "حضانات التدخل المبكر" ضمن مشروع تعزيز المواطنية الفاعلة بالتوجيه والتدريب PACCT المندرج في اطار برنامج أفكار 3 الممول من الاتحاد الأوروبي وبإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية OMSAR وتنفيذ مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وجامعة الحكمة بالتنسيق مع نقابة اصحاب دور الحضانات في لبنان .
جاء ذلك خلال حفل اقيم في قاعة الجمعية في صيدا بحضور رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ومشاركة رئيسة النقابة هنا جوجو وعدد من اعضاء النقابة وجمع من الخبراء في مجال التربية المختصة وحشد من ممثلي المجتمع المدني والأهلي في صيدا والجوار، وكان في استقبالهم رئيسة جمعية المواساة عرب كلش ومديرة الجمعية مي حاسبيني واعضاء الهيئة الادارية .
ويهدف برنامج التدخل المبكر لتحسين وسائل الاتصال وتطوير مهارات الأطفال اللغوية من خلال التدريب القائم على اللعب والتعلم والحوافز، ويتضمن المشروع تدريب 50 حاضنة اطفال من صيدا والجوار ومن جنسيات مختلفةمن قبل اخصائيين على برامج التدخل المبكر للأطفال دون عمر 5 سنوات الذين يعانون من اضطرابات في اللغة والتواصل والتوحد واعداد برنامج وانشطة تخدم الهدف الرئيسي .
مي حاسبيني
بعد ترحيب من هدى نقوزي، تحدثت مديرة الجمعية مي حاسبيني فاعتبرت ان "هذا النشاط التربوي هو محطة جديدة من محطات جمعية المواساة المتعددة والمتنوعة والتي رعت وترعى اطلاقها النائب السيدة بهية الحريري"، منوهة بدورها وجهودها في تييسير مشاريع وانشطة المجتمع المدني في هذه المنطقة.
وقالت: "محطة اليوم فيها الكثير من العاطفة المقرونة بالشعور بالمسؤولية تجاه اطفال من فئات عمرية مبكرة، فالسنوات الأولى من عمر الطفل هي الأسرع في مراحل النمو ولا سيما اللغوي، واضطرابات التواصل مشكلة تؤرق المربين وترتب تبعات اجتماعية واقتصادية على العائلة يمكن تجنبها اذا شخصت باكرا وتم التدخل فيها، وان جمعية المواساة التي تضم الى خدماتها "قسم العلاجات المساندة، العلاج النفسي الحركي، الانشغالي، الفيزيائي،علاج اضطرابات التواصل والنطق، تمتلك ايضا المهارة لتشخيص ادق الحالات وتتعامل معها بجهوزية تامة لأن فريق عملها متكامل، من حادقات واخصائيين معالجين واطباء اطفال واطباء اختصاص، ومستشارين اعلاماً في التربية والعلاجات الخاصة، والعام 2018 بالنسبة لنا حافل بالمشاريع الرائدة في الجمعية والتي ان دلت على شيء فانما تدل على الثقة التي نحظى بها امام المجتمع المحلي والدولي والتي تحققت نتيجة شفافية ودقة في التنفيذ، ومشاريعنا تختلف بمواضيعها واهتماماتها من مناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي بالشراكة مع المجلس الدانماركي، مشروع تأهيل سيدات من جنسيات مختلفة في مجال الطبخ والعناية بالأطفال لمواجهة الصعوبات المعيشية ودعم اسرهن ماديا، مشروع الجمعية الطبية الدولية الذي يواكب الحالات الصحية للمرضى ويتكفل بكلفة العلاح ومصاريفه وهذا ينفذ في المركز الصحي، وصولا الى تأمين مكان آمن لأطفال الأسر المنفصلة، ليلتقي الأم أو الأب بالطفل، فاقترحنا على دار الافتاء تقديم مركزنا ليكون مكاناً آمناً كغرفة جلوس ومطبخ صغير تحضن فيه الأم ولدها بحالة أسرية، وقدمنا هذا المكان المجهز، وهناك حالات كثيرة يكون لتدخلنا فيها كمجتمع مدني اثر ايجابي، لقد عاهدنا انفسنا على الريادة ومواكبة كل تطور من شأنه النهوض بالمجتمع، ونحن نعمل تربوياً ونعمل على تذليل الصعاب لبناء اجيال سوية تواجه التحديات وتؤسس لمستقبل يحاكي أمالنا".
هنا جوجو
وتحدثت نقيبة اصحاب دور الحضانات هنا جوجو فباركت "هذه الخطوة الحضارية في منطقة صيدا آملة بالمزيد من الخطوات خاصة ونحن في عصر يتعرض فيه اطفالنا لمزيج من الأساليب التعليمية التقليدية والحديثة، وللتأثيرات السلبية للاحتكاك بالتكنولوجيا الحديثة فأصبح دور الأهل في المنزل والحاضنة في الحضانة مضاعفاً لكبح هذا التيار الذي يجرف كل الأطفل بدون اي رقابة".
وقالت: "ان وجود مراكز وحضانات مثل هذه الحضانة يمكن ان يوجه الحاضنة والأهل الى كيفية التعامل مع الأطفال في حال عجزهم عن ذلك، وتساعد ايضا على الكشف المبكر لحالة الطفل والتدخل السريع لمعالجتها، وتعطي الأساليب الملائمة لكيفية التعاطي مع كل طفل وحسب الظروف التي يمر بها خلال مرحلة الطفولة المبكرة التي تمتد منذ الولادة ولغاية ست سنوات حتى يتسنى له ان ينعم بحياة مدرسية رغيدة وختمت بتوجيه الشكر الى جمعية المواساة على هذا الاهتمام بتهيئة المكان الخاص باحتضان الطفل مهما كانت حالته وظروفه في هذه المنطقة، السباقة بالاهتمام بالجيل الجديد، واملت ان يكون هناك في العاصمة بيروت وباقي المناطق مراكز مماثلة تهتم بموضوع الدمج بكل تفرعاته".
د. ريما حرز
ثم تحدثت الخبيرة بالتربية المختصة الدكتورة ريما حرز عن التدخل المبكر واهميته واصول وكيفية الدمج في الحضانات ليكون اكثر من وقائي بشكل يساعد الفرد والمجتمع والوطن كله، وشددت على اهمية العمل كفريق في برامج التربية المختصة بالتعاون مع الأهل، وعرضت لكيفية مساعدة الطفل المتأخر بالنطق حتى لا يكون متاخراً عن اترابه وحتى لا يتأثر لاحقا نفسيا وانفعاليا واجتماعيا واكاديميا.
وقالت: "اصبحنا نرى الكثير من الصعوبات التعليمة وصعوبات النطق واصبحنا نرى نسبة التربية الخاصة في المدارس اكبر بكثير من نسبة الاطفال في اي مكان اخر.. لذلك يشكل برنامج التدخل المبكر امرا اساسياً لمواكبة الطفل من الأسرة التي لها دور كبير في العمل مع الطفل واسرته لذلك لدينا في قسم التربية المختصة برنامجين: الخطة الفردية التربوية للطفل، والخطة الفردية للأسرة وعلى اهمية التقويم والتشخيص الصحيح وبناء على اختصاص بهذا المجال، لمعرفة نقاط قوة الطفل ونقاط ضعفه واين يمكن مساعدته وكيف عبر خدمات نفسية للطفل نفسه وارشادية للأهل ودعم مجتمعي".
المهندس السعودي
وكان لرئيس البلدية المهندس محمد السعودي كلمة هنأ فيها جمعية المواساة على هذه الخطوة الرائدة وقال: "شهادتي بجمعية المواساة مجروحة، وانا اتوقع ان تصبح جمعية المواساة جامعة ان شاء الله بالطريقة التي تعمل وتتطور فيها .. اتمنى لكم التوفيق والتقدم" .
النائب الحريري
بعد ذلك تحدثت النائب الحريري، فأثنت على دور جمعية المواساة على صعيد المشاريع والبرامج التربوية والمجتمعية والأنشطة الهادفة التي تقوم بها، معتبرة ان المواساة هي مصنع للطاقات البشرية يحاكي الحاجات ويتدخل مبكرا لتلبيتها.
وقالت: "قبل عشرين عاماً عند تأسيس الهيئة الوطنية لدعم المدرسة الرسمية في لبنان.. كان الهدف الأول هو استحداث دور الحضانة في المدرسة الرسمية.. تحقيقاً لأبسط أشكال العدالة التربوية.. وفي ذلك الحين لم يكن لدى وزارة التربية ميزانية لدور الحضانة.. فعملنا على تأمين المواد التعليمية الغالية الكلفة للحضانات في المدارس الرسمية.. وعندما بادرنا إلى العمل في مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة.. وبالتّعاون مع جامعة الحكمة.. عبر الهبة الكريمة "أفكار 3" الممولة من الإتحاد الأوروبي.. وبإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية "OMSAR" في برنامج تعزيز المواطنة بالتوجيه والتدريب في مشروع يهدف إلى تحسين القدرات المالية والإدارية للجمعيات الأهلية.. بغية إقامة وتعزيز شبكات تواصل فيما بينها ومع السلطات المحلية والقطاع الخاص في أربعة مناطق لبنانية.. هي محافظة الجنوب.. منطقة صيدا وجوارها وجزين.. ومنطقة إقليم الخروب.. ومحافظة البقاع.. ومحافظة عكار.. وتم تدريب حوالي الـ١٥٠ جمعية.. وكانت جمعية المواساة إحدى الجمعيات العشرين التي فازت بتمويل تنفيذ مشاريعها المقدّمة.. وليس غريباً على جمعية المواساة في صيدا أن تكون قد اختارت موضوعاً لمشروعها هو حضانات التّدخل المبكر.. وهي التي عُرفت منذ تأسيسها بالتّدخل المبكر لكفالة اليتيم.. والتّدخل المبكر لرعاية المسنين.. والتدخل المبكر للصحة المدرسية.. والتدخل المبكر للتدريب والتأهيل المهني المعجل"..
واضافت: "إن المجتمعات الناهضة والمجتمعات القوية هي المجتمعات التي تملك إرادة التّدخل المبكر في اكتشاف مواطن الخلل والقوة لدى عموم أطفالها.. فنحن بحاجة إلى تدخّل مبكر لاستيعاب العثرات الخلقية والصحية لحمايتها وتعزيز قدراتها ومعالجتها.. وأيضاً نحن بأمسّ الحاجة إلى التّدخل المبكر لاكتشاف طاقات أطفالنا ومواهبهم.. لأنّ عدم التّوجيه الصحيح.. يستدعي منّا فيما بعد تدخلاً متأخّرا لإعادة استيعاب الطاقة وقلما ننجح .. لأن بناء الشخصية واكتشاف المواهب والعثرات يجب أن يبدأ من دور الحضانة، وإنني أحيّي نقابة أصحاب دور الحضانات في لبنان.. لأن تعزيز هذه النقابة ورفعة تدخّلها تساهم في حسن توجيه أطفالنا تربوياً ومهنياً وابداعياً ورياضياً واجتماعياً.. وتساهم أيضاً في نقل المعارف الحديثة إلى كلّ الأسر.. ولأن خير ناقل للمعرفة هم الأطفال..وإنني أتوق إلى أن أضع بين أيديكم خلاصة توجّهات شاباتنا وشبابنا قبل دخولهم مرحلة التعليم العالي.. وقبل دخولهم إلى سوق العمل.. وإنّني خلال تولي مهام وزارة التربية وضعتُ ميزانية خاصة من خارج الوزارة لاستحداث بطاقة هوية إبداعية لكلّ طالبات وطلاب المدرسة الرسمية في كلّ لبنان.. في المقابل كنّا نعمل عِبرَ هبة كريمة من المملكة العربية السعودية على تأمين تسجيل كلّ طلاب المدرسة الرسمية في كلّ لبنان.. وتأمين الكتاب المدرسي لكلّ طلاب لبنان.. مقابل تحديد الهوية الإبداعية والمعرفية لكلّ طالب من طلاب المدارس الرسمية.. وأيضا أطلقتُ مع ميكروسوفت برنامج بريد ألكتروني لكلّ طلاب المدارس الرسمية.. لتعميق التّواصل بين الدولة وطلاب المدرسة الرسمية.. وأعترفُ أمامكم بالفشل.. لأنّه لم يكن معي جمعيات كجمعية المواساة تحمل همّ التّدخل المبكر ومعها نقابة أصحاب دور الحضانات في لبنان..واني أهنىء جمعية المواساة على اختيارها هذا الموضوع.. الذي ينسجم مع تاريخ المؤسسة العريق.. والذي يشبه صيدا.. وتاريخها.. وأخلاقها.. وقيمها.. وإرادتها بالتّكافل والتضامن والتكامل مع جوارها وكلّ لبنان"..
ثم انطلقت ورش العمل التدريبية التي يتضمنها المشروع تحت اشراف اخصائيين.