الحملات الانتخابية على أشدها قبل اقل من عشرة ايام من عمليات الاقتراع في اول استحقاق انتخابي منذ تسع سنوات، وقبل يوم واحد من اقتراع المغتربين خارج لبنان .
ويتنافس الـ٥٨٣ مرشحا في ١٥ دائرة على ١٢٨ مقعدا نيابيا، حيث ان معظم المقاعد اصبحت شبه محسومة وان خمسين بالمئة من المرشحين الذي سيفوزون معروفون، والمعركة تدور على ٣٨ مقعدا نيابيا في جميع أنحاء البلاد .
ففي دائرة الشمال الاولى، وهي معقل تيار المستقبل، سيخسر هذا التيار عددا من المقاعد بعد ان كان فاز بالمقاعد السبعة في انتخابات عام ٢٠٠٩.
اما في دائرة الشمال الثانية، طرابلس المنية والضنية، فتتنافس ٨ لوائح، وهي لكل من تيار المستقبل، النائب نجيب ميقاتي، اللواء المتقاعد اشرف ريفي، فيصل كرامي، مصباح الاحدب، والجماعة الاسلامية، ولائحة كلنا وطني، وأُخرى برئاسة كمال الخير والتيار الوطني الحر.
ومن المتوقع ان يفوز تيار المستقبل بمقعد المنية، وواحد من مقعدي الضنية الاثنين، فيما يؤول المقعد الاخر للمرشح جهاد الصمد، وهناك غموض حول النتائج النهائية في هذه المنطقة .
ويتوقّع فوز رئيس الحكومة سعد الحريري بثلاث مقاعد في طرابلس ومقعدين في المنية الضنية ليصل مجموع مقاعده في هذه الدائرة الى ٥ مقاعد، وستحصد لائحة ميقاتي اثنين على أقل تقدير، كما من المحتمل ان يفوز ريفي بمقعد واحد، اضافة الى مقعدين للوزير السابق فيصل كرامي، كما ان هناك اربعة مقاعد متأرجحة في مدينة طرابلس .
اما في دائرة الشمال الثالثة، اي البترون والكورة وزغرتا وبشري، فالظاهر أن المنافسة ستكون حامية، وهناك أربعة مقاعد من أصل عشرة مقاعد متأرجحة، ويتنافس ثلاثة مرشحين محتملين الى رئاسة الجمهورية في العام ٢٠٢٢ في الدائرة نفسها .
اما في دائرة جبل لبنان الاولى اي كسروان وجبيل، حيث يترأس العميد المتقاعد شامل روكز لائحة مزيج من الخصوم والحلفاء، فهناك أربعة مقاعد من أصل ثمانية متأرجحة.
وفي دائرة جبل لبنان الثانية اي المتن، يواجه التيار الوطني الحر منافسة حادة وهو يحاول الدفاع عن مقاعده الستة التي فاز بها في انتخابات ٢٠٠٩، حيث هناك ثلاثة مقاعد يتركز التنافس حولها .
اما في دائرة جبل لبنان الثالثة اي بعبدا، فان تحالف التيار والثنائي الشيعي يحصد أربعة مقاعد من اصل المقاعد الستة في هذه الدائرة، ويواجه هذا التحالف الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية وخليطا من الكتائب والمستقلين وكلنا وطني. ويتوقع الاشتراكيون الفوز بمقعدين واحد درزي وهو هادي ابو الحسن، وثانٍ ماروني لبيار ابو عاصي وزير الشؤون الاجتماعية الحالي.
وفي دائرة جبل لبنان الرابعة اي الشوف وعاليه، فان حصة الاسد ستكون للائحة الاشتراكي والمستقبل ويمكن ان تفوز بتسعة مقاعد من اصل ١٣.
اما في دائرة الجنوب الاولى، اي صيدا وجزين، فهناك احتمال كبير بفوز السيدة بهية الحريري واسامة سعد عن المقعدين من الطائفة السنية، مع إمكانية ان تفوز لائحة الحريري او لائحة سعد بمقعد ماروني في جزين، والمقعدين المارونيين الآخرين سيكونان من حصة التيار الوطني الحر. اما لائحة الكتائب والقوات فحظوظها معدومة في هذه الدائرة.
في منطقة الجنوب الثانية اي صور والزهراني، حظوظ اللائحة المنافسة للثنائي الشيعي ضعيفة جدا حيث من المتعذر عليها الحصول على عشرين الف صوت كي تؤمن حاصلا انتخابيًّا.
وفي دائرة الجنوب الثالثة، اي بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، من المتوقع ان يسيطر الثنائي الشيعي ايضا، حيث يؤكد هذا التحالف انه سيفوز بالمقاعد الـ١١ في هذه الدائرة، لكن هناك منافسة مع المرشح شادي مسعد ومرشح الحريري عماد الخطيب.
ومن المتوقع ان تشهد دائرة البقاع الاولى اي زحلة معركة قاسية، حيث من المتوقع ان يفوز فيها وجوه جديدة، وان يفوز تحالف التيار الأزرق بثلاث مقاعد، دون تحديد نوعية المقاعد، وإذا نجح المستقبل في توزيع أصواته بالتنسيق مع الأرمن الأرثوذكس فان الاثنين سيخرجان منتصرين، وهناك حظوظ مقبولة لفوز المرشحين من التيار الوطني الحر سليم عون واسعد نكد، كما ان القوات اللبنانية تجهد للحصول على مقعد كاثوليكي، في الوقت الذي تعمل فيه ميريام سكاف للفوز بمقعد وهي بحاجة الى ١٥ الف صوت من اجل ذلك، اما المرشح نقولا فتوش على لائحة حزب الله وامل، فيملك املا اذا ما حصلت على نصف او اكثر من المقترعين الشيعة وعددهم ٢٧ الف، لكن الفرق بين الرابح والخاسر لن يكون اكثر من الف صوت.
اما في دائرة البقاع الثانية اي البقاع الغربي وراشيا، فيعمل تيار المستقبل للفوز على اقل تقدير بثلاثة مقاعد، كما ان المرشح هنري شديد المدعوم من الحريري يأمل ان يخرج من السباق منتصرا، هذا ويجهد رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يعتمد على حضور شيعي قوي في المنطقة لدعم المرشح محمد نصرالله على لائحة عبدالرحيم مراد حيث ان حظوظه للفوز بمقعد من المقاعد السنة معقولة، وتوجد منافسة حادة بين ايلي الفرزلي المرشح على لائحة مراد والدكتور غسان سكاف على لائحة المستقبل، اما حظوظ امين وهبة فهي ضعيفة مقابل المرشح نصرالله في الوقت الذي سيحافظ وائل ابو فاعور على مقعده، ومن المحتمل ان تتقاسم اللائحتين الأساسيتين المقاعد في هذه الدائرة.
وفي دائرة البقاع الثالثة اي بعلبك-الهرمل، سيفوز الثنائي الشيعي بجميع المقاعد الشيعية، وتنحصر المعركة على المقعدين السنيّين والمقعد الماروني، ولكن اذا كانت نسبة الاقتراع ضئيلة فمن المحتمل ان يخسر الثنائي الشيعي مقعدا شيعيا .
وفي دائرة بيروت الاولى من المتوقع ان تكون عتبة التصويت ما بين خمسة آلاف الى تسعة آلاف مقترع وهذا مرتبط بالإقبال على التصويت، وتأمل لائحة كلنا وطني بنفس نتائج الانتخابات البلدية عام ٢٠١٦، مع اعتقاد البعض ان المقارنة تختلف عن النيابية، ويتنافس ميشال فرعون ونقولا صحناوي على المقعد الكاثوليكي، حيث سيكون الفرق بين الخاسر والرابح ضئيلا جدا، بينما التنافس على المقعد الماروني بين نديم الجميل ومسعود الاشقر، ومقاعد الأرمن الأربعة ومقعد الأقليات، يحسمه أصوات الطاشناق والتيار الوطني الحر والمستقبل ولديهم قوة انتخابية يمكن ان تخولهم الفوز بهذه المقاعد .
اما في دائرة بيروت الثانية فالتنافس الحقيقي سيكون بين لائحتين أساسيتين واحدة برئاسة الحريري واُخرى تابعة للثنائي الشيعي، بينما تعمل لائحتان أخريان للحصول على مقاعد من وجوه جديدة، والمعروف ان هناك تسع لوائح في هذه الدائرة تمثل عدة اتجاهات، ومن المتوقع ان يحصد المستقبل ما لا يقل عن خمسة مقاعد من اصل ١١ مقعدا ، كما ان حظوظ المرشح عدنان طرابلسي بالفوز جدية، ويبدو ان المقعدين الشيعيين سيكونان من نصيب حزب الله وحركة امل، اما حظوظ فؤاد مخزومي والصحافي صلاح سلام فهي ضعيفة