فلسطينيات >داخل فلسطين
إلى متى تبقى ساحات الخارج حكراً على "الموساد" لتنفيذ اغتيالاتهم؟
إلى متى تبقى ساحات الخارج حكراً على "الموساد" لتنفيذ اغتيالاتهم؟ ‎السبت 28 04 2018 13:21
إلى متى تبقى ساحات الخارج حكراً على "الموساد" لتنفيذ اغتيالاتهم؟


اغتيال "الموساد" الصهيوني للعالم الفلسطيني فادي محمد البطش في ماليزيا، في 21 نيسان /أبريل الجاري، أعاد إلى الواجهة ملف الاغتيالات التي يقف خلفها جهاز "الموساد" الصهيوني، والمتواصلة منذ النكبة الفلسطينية، والتي طالت عشرات القادة والعلماء والكتاب والمفكرين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، في العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية. وعلى مدار العقود الماضية، لم تتوقف عمليات الاغتيال على يد "الموساد"، وقد رصدت "إسرائيل" لتلك العمليات أجهزة ومعدات ومتخصصين وأموالا، لإدراكها أنها جزء من الحرب الدائمة والمفتوحة في استراتيجيتها المعلنة والمستترة ضد الفلسطينيي والعرب، داخل الوطن العربي وفي الساحات الخارجية على امتداد القارات مستبيحة سيادة الدول وقوانينها، ومستظلة بغطاء سميك من الإدارة الأميركية وغيرها من الدول الاستعمارية الحليفة للكيان الغاصب. ورغم عدم إعلان العدو بشكل صريح وواضح مسؤوليته عن الكثير من هذه العمليات، لكنه في الغالب لا ينفي القيام بها، كما أن أصابع الاتهام كثيراً ما توجه إليه. ثم يعود ويعترف بجرائمه وبالأساليب التي اعتمدها من خلال أوراقه المستترة التي يكشف بعضها بعد مرور السنوات. وهذا المخطط هو حلقة في مسلسل الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف إلى جانب قادة العمل الوطني الفلسطيني المقاوم، العلماء والكتاب والمفكرين من الدول العربية والإسلامية، وبخاصة أولئك الذين يضعهم العدو في خانة الدول المعادية، ومن بينهم اللبنانيين والسوريين والعراقيين والمصريين والإيرانيين وغيرهم، وذلك من أجل إحباط أي محاولة لامتلاك العرب ناصية العلم والتكنولوجيا والتقدم وعرقلة مساعيهم للحصول على أية إمكانيات تخدم تطوير مجتمعاتهم وتقدمها، وتعزز من قدراتهم التكنولوجية في إطار الصراع الدائر بين كيان العدو ومن يقف معه ويدعمه، وبين قوى الأمة الحية التي تسعى لتطوير قدراتها وامتلاك ما يمكنها من مجابهة العدو الغاصب. وخلال العام الجاري 2018 جرت سلسلة من عمليات الاغتيالات التي تثير الشكوك حول وقوف جهاز الموساد "الإسرائيلي" خلفها، طالت العديد من علماء الجسم العلمي العربي، وهم: - م. هشام سليم مراد، طالب لبناني تخصص فيزياء نووية، اغتيل في فرنسا بتاريخ 28-2 -2018 - حسن علي خير الدين، طالب لبناني في كندا، اغتيل بتاريخ 25-2-2018 بسبب أطروحة الدكتوراه حول سيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي، والتي هُدِّد قبلها إن استمر في بحثه حول اليهود. - م. ايمان حسام الرزة، نابغة فلسطينية وجدت جثة هامدة بمدينة رام الله بتاريخ 25-3-2018، وتعمل مستشارة في الكيمياء، ابتزّها ضابط مخابرات "إسرائيلي" قبل مقتلها بمدّة وجيزة. - د. م. فادي محمد البطش، دكتور مهندس في الهندسة الكهربائية، اغتيل فجر السبت 21/ 4 /2018 أثناء توجهه لصلاة الفجر في ماليزيا، وهو حاصل على جائزة أفضل باحث عربي. بهذا الخصوص، يرى الباحث الاستراتيجي بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، حسين علي بحيري، أن استهداف "إسرائيل" للعلماء العرب على مدار التاريخ، يعود إلى وجود استراتيجية صهيونية ترتكز على مجموعة من السياسات والأدوات الخاصة باغتيال العقول العربية سواء بطريق مباشر عبر تتبع العلماء واغتيالهم، أو بطريق غير مباشر عن طريق تقديم جميع محاولات الإغراء والاحتواء لهؤلاء العلماء وإعادة تأهيلهم بما يخدم المصالح "الإسرائيلية". ويتابع: "هذه الإجراءات تم استخدامها للحفاظ على تفوق "إسرائيل" في شتى المجالات في إطار الدعم الأمريكي لها، الأمر الذي شجعها على الاستمرار في تبني سياسة الاغتيالات ضد العلماء العرب، فقد وصل الأمر بـ"إسرائيل" بالضغط على الدول الغربية لتحديد فرص طلاب دول العالم الثالث لرفض انضمام أي طلاب عرب في الدراسات ذات الصفة الاستراتيجية، ورفض إلحاقهم بالمستويات الدراسية الخاصة بتخريج علماء الذرة والصواريخ"... ورغم تعاون العديد من الدول الغربية مع كيان العدو وتقديم كل أشكال الدعم له، فقد ضربت "أجهزة العدو" الصهيوني بعرض الحائط، سيادة هذه الدول، ونفذت فيها جرائم الاغتيال التي طالت العديد من القادة والعلماء الفلسطينيين والعرب، ومن بينها لبنان، تونس، مالطا، فرنسا، بريطانيا، اليونان، الإمارات العربية المتحدة، وليس آخرها كندا وماليزيا. ومن اغتيال غسان كنفاني والقادة الثلاثة في بيروت.. إلى أبو إياد وأبو جهاد ومحمد الزواري في تونس.. إلى الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا.. واللائحة تطول.. وآخرها العالم فادي البطش في ماليزيا. إن هذه الحرب الصهيونية المفتوحة على القادة والعلماء والمفكرين الفلسطينيين تستدعي رداً مناسباً، ليس من قبل الفلسطينيين المستهدفين بالعمل الإجرامي، فحسب، وإنما من قبل الدول التي تحولت مدنها وعواصمها إلى ساحات مفتوحة لعصابات القتل الصهيونية، وهي المطالبة بوقف هذا المسلسل الإجرامي وتعقب عصابات الاغتيال الصهيونية التي تستبيح هذا البلد وذاك... وإلا فإن أيادي المقاومين الذين يحرصون على حصر عملياتهم وميدان فعلهم فوق الأرض الفلسطينية المغتصبة والمحتلة، لديهم كل القدرات والطاقات للنيل من قادة العدو ومجرمي جيشه وأجهزته الأمنية في كافة الميادين والساحات.  

المصدر : وكالة ااقدس للانباء