لبنانيات >أخبار لبنانية
الرواية الكاملة لـ «البقايا البشرية» في طرابلس
الرواية الكاملة لـ «البقايا البشرية» في طرابلس ‎السبت 9 04 2016 11:03
الرواية الكاملة لـ «البقايا البشرية» في طرابلس


تكشفت أمس تفاصيل عملية دفن بقايا طبية وبشرية مختلفة بمحاذاة جبانة باب الرمل في طرابلس، على نحو لم يبدد مخاوف الأهالي الذين صدموا بهذه «الجرأة» على الصعيدين النفسي والصحي في محيط منازلهم، خصوصا بعدما تبين أن من بين البقايا التي عثر عليها أعضاء بشرية لمواطنين اجريت عمليات استئصال لهم من امراض الزائدة والكلى وأمراض خبيثة وولادة، وبتر أطراف.
أمس، اخليت البورة في محيط جبانة باب الرمل بطريقة سريعة من كل هذه البقايا، من دون معرفة الجهة التي نقلت تلك البقايا وكيفية نقلها وباشراف اي جهة امنية او طبية، والاهم من ذلك إلى أين تم إرسالها، وهذا أمر زاد من قلق الطرابلسيين لجهة إمكانية أن تكون هناك صفقة ما ابرمت تحت جنح الظلام لحماية المتورطين في هذه الفضيحة، التي تتقاسم المسؤولية فيها دائرة الاوقاف الاسلامية وبلدية طرابلس والقوى الأمنية.
وفي التفاصيل التي أكدتها كل المصادر المتابعة لهذا الملف، فإن البقايا الطبية والبشرية التي عثر عليها تعود لأحد المستشفيات في طرابلس، والذي أقر بدوره، بأنه سلم هذه البقايا إلى أحد الاشخاص وهو متعهد في إحدى جمعيات دفن الموتى التي تعمل تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، بناء لبروتوكول معه يقضي بدفن هذه البقايا وفق الشريعة الاسلامية، انطلاقا من مفاهيم دينية تحرم حرقها أو رميها.
وتفيد المصادر أن المسؤول عن عملية الدفن يعمل منذ نحو 15 عاما في هذا المجال، حيث كان سابقا يقوم بدفنها في جبانة الغرباء في طرابلس، قبل أن يختلف مع المسؤولين هناك ويغير وجهته قبل نحو اسبوعين باتجاه قطعة ارض محاذية لجبانة باب الرمل وتعود ملكيتها إلى بلدية طرابلس، وهي تقع في محاذاة أحياء سكنية.
وأشارت المصادر إلى أنه بعد كشف الأمر، حضرت القوى الامنية ومسؤولون في البلدية ودائرة الاوقاف، إضافة إلى طبيب مكلف من وزارة الصحة، وجرى تطويق المكان خصوصا بعد رفض الاهالي نقلها من دون معرفة وجهتها او المسؤول عنها، لكن عملية النقل تمت ليلا من دون معرفة الآلية التي اعتمدت او النهاية التي توصل اليها المحققون، وهو ما اعتبره الاهالي تهربا من تحديد المسؤوليات ومعاقبة المستهترين بحياة المواطنين، خصوصا أن وزير الصحة وائل أبو فاعور كان طلب فتح تحقيق سريع وشفاف.
واوضح المختار ربيع مراد ان «ما حصل يشكل فضيحة لا تقل عن تلك التي حصلت قبل ايام خلال عملية الطمر»، مطالبا المسؤولين «بالكشف عن كل التفاصيل وتحديد المسؤوليات ومعاقبة الفاعيلن حتى لا يتكرر مثل هذا امر».
من جهته، نقل عن مسؤول جمعية إكرام الموتى تأكيده ان «عملية الدفن تتم وفق الشريعة الاسلامية، وان ما ظهر من اكياس في باب الرمل هو بفعل فاعل قام ليلا بالدخول الى الارض ونبش الاكياس المطمورة لإحداث ضجة اعلامية».

المصدر : السفير