فلسطينيات >داخل فلسطين
أسرار استهداف جنود الاحتلال الأطراف السفلى للفلسطينيين
أسرار استهداف جنود الاحتلال الأطراف السفلى للفلسطينيين ‎الأحد 29 04 2018 21:46
أسرار استهداف جنود الاحتلال الأطراف السفلى للفلسطينيين


 

كان عدد الجرحى الفلسطينيين الذين أصابتهم نيران القناصة الصهيونية خلال مسيرات الاحتجاج أيام الجمع الماضية على الحدود بين غزة والكيان، كبيرا بشكل غير عادي، وكانت غالبية الإصابات في الأطراف السفلى للمحتجين.

ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة كان 17 -على الأقل- من المشاركين في هذه الاحتجاجات قد أصيبوا برصاص القناصة الإسرائيليين، كلفتهم جميعهم أطرافهم.

ووفقا لمحامين وأسرة أحد المصابين، رفضت السلطات الصهيونية السماح بنقل ثلاثة مصابين، على الأقل، إلى الضفة المحتلة حيث كان من الممكن حصولهم على رعاية طبية تنقذ أطرافهم من البتر.

شغوف برياضة العدو

محمد العجوري فتى فلسطيني شغوف برياضة العدو سطع نجمه في هذه الرياضة وحصل على ميداليات ولديه طموحات للمنافسة في الخارج.

أصابت العجوري (17 عاما) رصاصة إسرائيلية في رجله اليمنى أثناء مشاركته في تلك الاحتجاجات الشهر الماضي. واخترقت الرصاصة الرجل وهشمت عظام الساق، وحاول الأطباء إنقاذ الرجل، لكن عدوى انتشرت سريعا به وأجبرت الأطباء على بتره من فوق الركبة.

لا يزال العجوري، الراقد بغرفة ضيقة بمخيم جباليا للاجئين في غزة، يبتسم وهو يتذكر الميداليات التي حصل عليها في سباق 400 متر، ويقول "أنا سريع جدا وأحب العدو وكنت أأمل في السفر للضفة الغربية وأشارك في منافسات عالمية".

دراج محترف

علاء الدالي (21 عاما) هو الآخر رياضي طموح كان يحلم بالخروج من غزة، وكان بوصفه دراجا محترفا يتدرب طوال العام للمشاركة في المنافسات الآسيوية، غير أن رصاصة اخترقت ركبته اليمنى عندما كان يحاول مساعدة أحد المصابين الآخرين في مسيرات 30 مارس/آذار الماضي.

قال علاء، وهو يحدق في السقف بغرفة في مستشفى في مدينة غزة، إنه نظر إلى رجله بعد اختراق الرصاصة ركبته ورأى أحلامه تتبدد. رصاصة واحدة سببت ضررا فادحا "قلتُ في نفسي هذه ليست رصاصة إنها عبوة متفجرة صغيرة".

وأجرى الأطباء عمليات عدة لإصلاح أوعيته الدموية من أجل إعادة جريان الدم إلى الرجل، لكن وبعد خمس عمليات قرروا بترها.

كلتا الرجلين

ويوسف الكرنز (19 عاما) أُصيب في كلتا رجليه في مسيرة 30 مارس/آذار الماضي، وتم بتر رجله اليسرى عندما كان في انتظار تصديق إسرائيل له على السفر والعلاج في الضفة الغربية وقال الأطباء إنه مهدد بفقدان رجله الأخرى.

وفي 16 أبريل/نيسان الجاري حكمت المحكمة الإسرائيلية العليا بأن الكرنز لا يشكل تهديدا أمنيا لإسرائيل وسمحت له بالعبور وحده إلى الضفة الغربية. ويرقد الكرنز حاليا بأحد مستشفيات الضفة دون أي مرافق، ويقول إنه يرغب في السفر لتركيا أو ألمانيا لتأهيله لتركيب رجل صناعية، لكنه لا يملك، لا هو ولا أسرته، التكاليف المطلوبة لذلك، ويأمل في أن توفر له دولة أجنبية رجلا صناعية.

وكانت الأمم المتحدة قالت إن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة، كما أشارت منظمات حقوق الإنسان إلى حالات أطلق فيها الجنود الإسرائيليون النار على أشخاص عزل لا يشكلون أي تهديد فوري.

تستهدف الأطراف

عمر شاكر مدير إسرائيل-فلسطين بمنظمة هيومن رايتس ووتش في نيويورك قال إن نشر إسرائيل القناصة وتخطيطها الدقيق وعدد الإصابات الكبير في الأطراف السفلى يعني أن هناك سياسة إسرائيلية تستهدف هذه الأطراف.

ووصفت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات طبية الأضرار التي تلحق بأطراف المحتجين بأنها شديدة على غير العادة، وقالت منظمة أطباء بلا حدود من باريس إنها سجلت مستوى حادا من تحطيم العظام وتمزيق الأنسجة المرنة والتسبب بجروح كبيرة بحجم كف اليد.

وتقول المنظمات الطبية أيضا إن الأطباء بغزة لا يستطيعون في كثير من الأحيان التعامل مع مثل هذه الإصابات الصادمة لأن المستشفيات هناك مكتظة وتعاني من نقص كبير في الكوادر المطلوبة.

وقال مدير إحدى العيادات المتنقلة التابعة لـ"أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية صلاح حاج يحيى إن الوضع في أفضل المستشفيات بغزة يشبه وضع المستشفيات في السبعينيات، مضيفا أنه إذا استمرت الحال كما هي فإن غالبية الإصابات ستكون نهايتها البتر.

وللمبتورة أطرافهم في غزة خيارات قليلة لإعادة التأهيل، إذ لا يوجد أطباء لإجراء عمليات جراحية لتهيئة الطرف المبتور لتركيب طرف صناعي به، ويقول الفنيون بمركز الأطراف الصناعية الوحيد بقطاع غزة إنهم يواجهون شحّا حادا في المواد الأولية لإنتاج أطراف صناعية، بالإضافة إلى نقص شديد في الكهرباء.

المصدر : وكالات