اليوم أصبحت المحكمة العسكرية جيدة وممتازة ويجب إعادة النظر بعملها لأن العدالة تحققت، ولكن منذ شهرين ونيف كانت يجب ان تلغى هذه المحكمة وان يعدل عملها، فعلا نعيش في بلد الغرائب والعجائب.

هل سيعود اللواء اشرف ريفي عن إستقالته من وزارة العدل؟ لانه إستقال أصلا بسبب عدم طرح موضوع إحالة الوزير السابق ميشال سماحة إلى المجلس العدلي على طاولة مجلس الوزراء، المعلومات تشير إلى انه سيعود عنها، بما أنه اصلا لم يتوقف عن توقيع الامور الضرورية، ولا عذر لبقائه خارج الوزراة اليوم بما أن ما كان يطالب به بإعادة سماحة إلى السجن تحقق.

العدالة في لبنان إستنسابية، منذ أسابيع خرج سماحة من السجن لانه قضى محكوميته، وهو عاد اليوم إلى السجن لان قسما كبيرا من السياسيين اللبنانيين رفضوا خروجه، لأن ما ارتكبه بالأصل يستحق حكما دسما، ما يعني ان القضاء في لبنان يعيش تحت سقف السياسة وتدخلاتها، وهذا الأمر ليس بجديد ولكنه اليوم يتظهر إلى الجميع بوضوح.

الممسكون بالمحكمة العسكرية وجدوا ان ترك سماحة خارج السجن سيفلت المحكمة من أيديهم بما ان الصرخة ارتفعت بضرورة إلغائها، وهم فضلوا التضحية بسماحة بدلا من التضحية بالمحكمة العسكرية كلها وصلاحياتها، لكي يبقى الوضع قائما كما هو، ولكن التضحية بالنسبة لهم كانت العدالة بالنسبة لغيرهم.