الإصدارات >فرسان فلسطين
صيدا تحتضن احتفالاً حاشداً في توقيع كتاب الإعلامي هيثم زعيتر بمشاركة الأحمد وعائلة الشهيد أبو عين
السبت 9 01 2016 10:12جنوبيات
تحول حفل توقيع كتاب "فرسان.. فلسطين" للإعلامي هيثم سليم زعيتر الذي أقيم في بلدية صيدا إلى مناسبة وطنية حملت جملة من الثوابت والتأكيدات، لجهة إقامته في يوم الشهيد الفلسطيني والتأكيد على ثوابت العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، التي تعمدت بالدماء المشتركة للشهداء، والمواقف التي أطلقت، وأيضاً مشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد وعائلة الشهيد الوزير زياد أبو عين (القادمة من فلسطين المحتلة).تقدم الحضور الحاشد رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" نبيه بري ممثلاً بعضو المكتب السياسي للحركة المهندس بسام كجك، وزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلاً بالسيد خالد علوان، قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن مصطفى مسلماني، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، النائب بهية الحريري وأمين عام "تيار المستقبل" في لبنان أحمد الحريري ممثلين بمنسق التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود، أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، النائب السابق أحمد عجمي، رئيس مجلس إدارة بنك عودة الوزير السابق ريمون عودة ممثلاً بمديرة "مؤسسة عودة" في صيدا دانا موسى، رئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف، الرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب محمد الزعتري، مسؤول "حزب الله" في منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر، نائب أمين عام "الحزب الديمقراطي الشعبي" غسان عبدو، السيد علي عبد اللطيف فضل الله، أمين سر فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، ممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الوطنية والإسلامية والفلسطينية ورجال دين وقادة أمنيون ورؤساء بلديات ودوائر وجمعيات وهيئات وفاعليات اجتماعية ونقابية وإعلامية ورجال أعمال ووفود.
رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي
* بداية النشيد الوطني اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت فتقديم من الفنان محمد عيد رمضان فكلمة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، فقال: ليست هذه المرّة الأولى التي أقول فيها كلمة في مناسبة توقيع كتاب للأخ والصديق العزيز الصحافي هيثم زعيتر ولعل حضوري في أكثر من مناسبة لأكثر من كتاب للأخ هيثم، جعلني ألتفت إلى حقيقة أنّ هم القضية الفلسطينية موجود لا بل متجذّر في وجدان الكاتب، الذي تميّز بغزارة الإنتاج حول موضوع قد يكتفي الكثيرون من الكتّاب بالمرور عليه في كتاب من ضمن نتاجهم الأدبي.
والحقيقة هي أنّ قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني قديماً وحديثاً، تحتاج إلى توثيق في مجلدات لا حدود لها، لأن الإجرام الذي يمارس ضد إخواننا في فلسطين أيضاً لا حدود له. لقد أمعن العدو الإسرائيلي وكيانه الغاضب في تغيير الحقائق، وإعادة كتابة التاريخ، حتى أصبح لدى أبناء جلدتنا الكثير من المفاهيم والمصطلحات المشوهة، التي نجح العدو في دسها في أدبياتنا.
وفي زمن تراجع فيه الكتاب، لسبب نعزوه ليس إلى قلّة الكتّاب، بل للأسف يعود بالدرجة الأولى إلى قلّة القرّاء في عالمنا العربي. وإنّه من المؤسف أنْ تكون أمة إقرأ لا تقرأ، وإنْ قرأت، تقرأ ما يمليه عدوّها على الإعلام هنا وهناك. إنّنا بأمس الحاجة في هذه الأيام إلى أنْ نقرأ كي نحث الكتّاب على توثيق واقعنا الذي سيصبح فيما بعد تاريخاً، حتى لا يأتي زمن نقرأ تاريخنا في ما كتبه عنا الآخرون.
كتاب فرسان فلسطين، كتاب ينضم إلى قافلة الكتب التي تصدح بالحق الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي في أرضنا الحبيبة في فلسطين.
في هذه المناسبة، نكرّر تضامننا مع الانتفاضة في فلسطين، كل منّا من موقعه، مقاومون ومسؤولون وسياسون وأدباء وعامة، كي تبقى القضية متجددة فينا كم جيل إلى جيل، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
بإسمي وبإسم بلدية صيدا أرحّب بكم جميعاً، وأخص بالترحيب عائلة الشهيد الوزير زياد أبو عين القادمة من فلسطين، أهلا وسهلا بكم في مدينتكم صيدا.. والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
* ثم كلمة عائلة الشهيد زياد أبو عين ألقاها نجله طارق، فقال: لم تكفِ حروف اللغة لأجل من استشهد لأجل الحرية، هؤلاء الشهداء سطروا بدمائهم الحرية لفلسطين، إنني أمثل والدي الأسير المحرر والوزير الشهيد زياد أبو عين الذي كان سيكون مكاني يدافع عن حقوق شعبه، لولا أن طالته يد الغدر الصهيونية واغتالته باعتقادها بأنها ستسكت صوت الحق وصوت الحرية.
الاعلامي هيثم زعيتر
* ثم تحدث الإعلامي هيثم زعيتر فقال: أيها الحفل الكريم.. أشكر لكم حضوركم.. كل بإسمه ومَنْ يمثّل وصفته، وأخصُّ أهلنا القادمين من أرض فلسطين إلى مدينة صيدا توأم الروح مع فلسطين المحتلة.
نلتقي في يوم الشهيد الفلسطيني، شهيد الثورة الفلسطينية، وهنا اسمحوا لي أنْ أعتبر كل شهيد سقط على درب فلسطين هو فلسطيني، ويستحق أنْ ينال شرف الوفاء من أهل فلسطين لما قدّم من تضحيات جسام، وهنا في "عاصمة العودة" إلى فلسطين مدينة صيدا، منذ ثورة العام 1936، مروراً بالمالكية، ووصولاً إلى يومنا هذا، قدّمت الكثير من التضحيات الجسام من مسؤولين وحزبيين وعسكريين ومناضلين، وما زالت صيدا تؤكد الوفاء والعهد لأقدس القضايا.
نلتقي في يوم الشهيد في ذكرى الشهداء الذين ننحني لهم جميعاً بإجلال لأنّهم قدّموا التضحيات الكبار، وهنا هل مَنْ قدّم تضحية من أجل فلسطين، ولا ينتمي إلى فلسطين كجنسية هو فلسطيني، هذا سؤال سألتني إياه إحدى الفتيات، أريد أنْ أذهب إلى فلسطين لأعرف وهي لبنانية وأفتخر بأنّها أيضاً مسيحية لأعرف ما هذا الوطن الذي استشهد والدي من أجله وحُرمتُ منه.
نقول للجميع وبصراحة وحتى لا ندخل في أتون الزواريب والأزقة أنّ الفلسطيني هو الفلسطيني واللبناني والعربي والمسلم والمسيحي والأممي ومن قدّم التضحيات من أجل فلسطين فنحن لا نريد الدخول لا في مذاهب ولا في زواريب لأنّ مذهبنا هو مذهب فلسطين العباءة التي تطال الجميع والخيمة والنبع الذي يرتوي منه الجميع، أحزاباً، تنظيمات، فصائل، ودولاً، فمَنْ لا تكون عباءته خيمته فلسطين يسقط ويتهاوى وتمر عليه الذكريات كما ولّت من عيون سابقة.
في ذكرى الوفاء للشهداء في "فرسان فلسطين" الذي بدأ مع الشهيد محمد الدرة، الذي فجّر ثورة في الانتفاضة الثانية والشهيد فارس عودة جنرال الانتفاضة، كانت نقطة تحوّل مع الشهيد الفتى محمد أبو خضير هذا الفتى الذي كان يؤدي الصلاة وصلاة الفجر وفي الليالي الأخيرة من شهر رمضان اختطفته الصهاينة حرقوه وأشربوه البنزين وعذّبوه وأشعلوا فيه النيران مرتكبين مجزرة، يتغنّون بأنّهم تعرّضوا لمحرقة على أيدي النازيين، علماً بأنّهم هم مَنْ دبّرها.
وبعد استشهاد محمد أبو خضير كان الشهيد الوزير زياد أبو عين في طليعة المشاركين في تقديم التعازي في بلدة شعفاط لوالد الشهيد محمد أبو خضير، ثم استشهد الوزير زياد أبو عين الذي كان باستشهاده نقطة تحوّل، وانطلقت المقاومة الشعبية لأنّ الخطوط الحمر زالت، لذلك نشاهد ما يجري الآن من هبّة أو حراك أو انتفاضة أو مقاومة شعبية يسميها كل ما يردي، لكنّها المقاومة على طريق تحرير فلسطين وليس مصادفة أنْ يكون مجموع العمليات الفدائية في أقل من 3 أشهر، 146 عملية ربما أشهر كثيرة لم تمر فيها مثل هذه العمليات في تاريخ الثورة الفلسطينية.
اليوم من مدينة صيدا عاصمة العودة إلى فلسطين نؤكد في إجماع ووجود القوى الفلسطينية كافة أنّ الزمن الماضي قد ولّى منذ أنْ كلّف الأخ عزّام الأحمد في نيسان 2010 بمهمة الإشراف على الملف الفلسطيني، ومنذ أنْ عيّن الأخ أشرف دبور سفيراً فوق العادة لفلسطين ليكون أوّل سفير بعدما كان التمثيل بمستوى ممثلية أصبحنا نشاهد كافة الأطياف الفلسطينية إلى كافة الفصائل في "منظّمة التحرير الفلسطينية" والتحالف والقوى الإسلامية و"أنصار الله" يلتقون تحت البيت الفلسطيني وفي وفد موحّد يتشاورون ويتحدّثون، فتختلف وجهات النظر، لكن القاسم المشترك هو فلسطين، ومع وجود الأخ عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية أيضاً تم التوافق على أنْ تترك الخلافات المركزية جانباً وتترك بعيداً عن الساحة الفلسطينية في لبنان.
هذا هو النموذج الفلسطيني، لكن ما نشهده من فترة يسعى إلى الفتنة. الفتنة بأدوات متعدّدة، وليس مصادفة أنْ يكون مخطّط الإرهاب والموساد والخلايا التفجيرية هو ذات بنك الأهداف لأنّ "المايسترو" هو الذي يحدّد، للمصادفة أنْ نعود لنسمع بعض النغمات بأنّ فلسطين هي لطائفة أو مذهب، وأنّ تحريرها يتصل على هذا الجانب أو ذلك، فلسطين هي قضية مركزية للعرب والمسلمين، وفي أبعادها بعد اعتراف الفاتيكان دولة ذات بُعد مسيحي، لأنّ فلسطين البلد الوحيد الذي تلتقي فيه مختلف الرسالات، لنصلّي كما نصلّي في مكة وفي المدينة وفي القدس سنصلّي مع وحدة إسلامية ومسيحية لأنّ العدو لا يفرّق بين مسلم ومسيحي ولا يفرّق بين مذهب وآخر.
ما أريد التأكيد عليه هو أنّنا بدأنا نسمع بعض "التوتيرات" التي تُعيدنا بالذاكرة إلى ما جرى قبل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، تسعى إلى التفرقة بين الفلسطيني واللبناني والسني والشيعي، وليس مصادفة أنْ تكون متواترةً ومتوازية مع صدور بعد البيانات من جهات كانت أجندة وكانت تحمل بندقية القتل، وخاصة ما جرى هنا في مدينة صيدا بين العام 1991 و1993، يوم اغتيلت كوادر حركة "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" فإذا بنا نسمع مجدّداً بعض التلميحات من هذه الخلايا التي نعرف أنّها مرتبطة بمشاريع تآمرية.
الكل دائماً يتحدّث عن مخيّم عين الحلوة، مخيّم عين الحلوة هو عاصمة التمسّك بالعودة إلى فلسطين، ونحن ليس غريباً أنْ يكون النموذج في التعاطي مع الملف الفلسطيني في عهد قائد الجيش العماد جان قهوجي أسلوباً فريداً ومختلفاً، والجميع لاحظ منذ أنْ تسلّم رئيس فرع مخابرات الجنوب العميد خضر حمود كيف هو النموذج في التعاطي، الذي يُريح بأنّ التعاطي مع الملف الفلسطيني لا يكون تهديداً ولا وعيداً بل تنسيقاً وتشاوراً لأنّ القضية الفلسطينية تسعى إلى التأكيد على نقاط التلاقي وليس التفرقة.
في مدينة صيدا نقدّم أخلص التبريكات إلى الشهداء، إلى الأسرى المناضلين، ويسرّني أنْ يكون في حضور هذا التوقيع الأخ عزام الأحمد، الذي له الكثير في ملف القضية الفلسطينية، وهو صمّام الأمان لها، وأيضاً عائلة الشهيد زياد أبو عين، الذي كان فريداً في كافة مراحل نضاله منذ أنْ كان طفلاً وشاباً وصولاً إلى اعتقاله في الولايات المتحدة الأميركية، وعندما التقيتُ بوزير العدل الأميركي رمزي كلارك لأسأله لماذا دافعت عن زياد أبو عين قال لأنّ الاحتلال الإسرائيلي يريد أنْ يُفشِل مخطّط توجّه الفلسطينيين إلى الدول الأوروبية والأجنبية حتى لا يحملوا جنسيات أخرى.
وبالتالي فإنّ زياد أبو عين في كافة مراحل حياته كانت له نقاط تحوّل عديدة، يوم سُلّم إلى الكيان الصهيوني من الإدارة الأميركية لم تتمكّن الكنيست الإسرائيلي من التغطية على ذلك إلا بإعلان هضبة الجولان في العام 1981 وعندما صدر الحكم بحقه كان اجتياح لبنان في حزيران 1982 وعندما أُفرج عنه أُعيد اختطافه وأُفرج عنه في عملية تبادل "النورس" في العام 1985 ثم أُعيد اعتقاله وتعرّفتُ إليه من خلال مواكبتي للانتفاضة الفلسطينية الثانية في صفحة الانتفاضة في "اللـواء" حيث كان مقرّباً جداً من المناضل مروان البرغوثي الذي اعتُقِلَ في دارة الشهيد زياد أبو عين، وعندما تسنّت لي المناسبة لأزور أرض الوطن في العام 2009 كان هناك فضلٌ للشهيد زياد أبو عين بأنّه حقّق لي أمنيةً أنْ تطأ قدماي للمرّة الأولى أرض القدس المباركة، وإنْ رفض الاحتلال السماح لي بدخولها يومها كنّا برفقة الأخ "أبو ماهر"، حاولت تدوين مذكّراته في كتاب الأوائل، لكن حالت الظروف دون أنْ يكون فارساً من الفرسان الأوائل إلى أنْ استشهد فوثّقنا سيرته في فرسان فلسطين.
أحبّتي جميعاً "فرسان.. فلسطين" ليس إلا أقل الوفاء للتضحيات للشهداء والجرحى، شهداء قدّمتهم مدينة صيدا رؤساء ووزراء ورجال دين وسياسة وأمن وإعلام ومناضلين في دم مشترك لبناني فلسطيني أحوج ما نكون إلى تضامنه وتضافره في هذا الوقت بالذات حتى نستحق وطناً إسمه فلسطين مهد الرسالات السماوية.
اسمحوا لي أنْ أقدّم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صمّام أمان المصالحة الفلسطينية صاحب المهام الجسام المتعدّدة الأخ الصديق العزيز عزام الأحمد الذي له بصمات سيسجّلها التاريخ في تاريخ القضية الفلسطينية.
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد
* بعدها تحدث عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد: الأحبة أهالي صيدا بشكل خاص وفاعلياتها وممثّلي المؤسّسات الأمنية والمدنية، ورئيس بلدية صيدا، أشعر بالفخر والاعتزاز كلّما قدمت إلى صيدا، ومستحيل عليَّ أنْ أدخل لبنان دون أنْ أزور صيدا وألتقي بفاعلياتها وشخصياتها وأيضاً مع أهلنا في مخيّمات الصمود والعطاء.
هذه المدينة التي يُحفر إسمها في كل عقل فلسطيني، وهنا أود أنْ أكرّر بالنسبة لنا لم تكن يوماً ما الفلسطينية الجنسية، وإنما هوية نضالية واعتقد بأنّ هذه الولادة عُمّدت في صيدا عاصمة الجنوب عاصمة الصمود والتضحيات، عاصمة التلاحم الفلسطيني اللبناني العربي عاصمة صدق الانتماء التي أعطت نموذجاً حيّاً لوحدة المعركة ووحدة المسيرة والمستقبل لامتنا العربية ..
اليوم، ونحن هنا في صيدا نحيي كفلسطينيين في كل أنحاء العالم يوم الشهيد، الشهداء الذين سقطوا على طريق الحرية وهم يناضلون من أجل تحقيق أهداف ثورتنا وشعبنا وأُمّتنا العربية في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، كم تعرّضت صيدا لهجمات الكيان الصهيوني، لكن صيدا لم تستسلم، ولكن ونحن عندما بدأنا ثورتنا في 1-1 الـ65 تعلّمنا من قادتنا، وفي طليعتهم سيد الشهداء "أبو عمّار"، الذي كان يردّد نحن نسير بكم في حرب طويلة الأمد حرب الشعب الفلسطيني الطويلة الأمد التي لا تعرف الكلل ولا الملل مهما كان التعب والتضحيات، نسير في طريق ملتوي ومتعرج مليء بالأشواك وبحقول الألغام ..
اليوم، ونحن نستمر في شلال الدم الذي لم يتوقف منذ أكثر من نصف قرن، وكما قال أبو عمّار سابقا "مَنْ يتعب .. يعطيني إبنه أو حفيده لتستمر المسيرة حتى نحقّق الأهداف كاملة" ..
وقبل أيام ومع الهبّة الشعبية نحن قلنا عنها هبّة شعبية بسبب الطريقة التي انفجرت بها بشكل فجائي رغم أنّها امتداد للمقاومة الشعبية .. دخل قبل أيام أحد السفراء الغربيين في رام الله خاطبني، واستخدم كلمة هبّة مثل الانتفاضة، ودخلت بالفعل معجم اللغات لأنّهم شاهدوا طريقة جديدة وأسلوباً جديداً، وكما قال "أبو مازن" عندما مورست الضغوط إقليمية ودولية عليه حتى يُدين العمليات التي تجري ضد المدنيين قال هؤلاء الشباب والفتية والفتيات في ربيع العمر، أعمارهم أقل من عمر السلطة الفلسطينية التي أُقيمت بعد اتفاق أوسلو..
الانتفاضة الثانية في ظل أوسلو لو جمعنا عدد الشهداء ما بين 82 و94 وحسبنا عدد الشهداء داخل فلسطين ما بين 94 حتى الآن بنفس الفترة أضعاف مضاعفة من الشهداء، معنى ذلك أنّ مَنْ اعتقد باتفاق أوسلو توقّف النضال كان مخطئاً أو جاهلاً..
الهبّة الأخيرة سبقتها انتفاضة الأقصى وقبلها انتفاضة الأسرى وقبلها انتفاضة عام 97 النفق، أي إنّ المسيرة النضالية تواصلت ولم تتوقّف لحظة واحدة وشلال الشهداء لم يتوقف ونحن نحتفل اليوم بإحياء ذكراهم، وتأتي أيضاً مصادفة نحتفل بتوقيع كتاب جديد للأستاذ هيثم زعيتر احتلت فيه مسيرة الشهيد زياد أبو عين حيّزاً كبيراً. زياد أبو عين الذي استشهد أمام كاميرات فضائيات مختلفة من أنحاء العالم، وهو يقاتل والجنود الصهاينة يحاولون شنقه، وسقط أرضاً ويقول هذه أرضنا وليست أرضكم ..
نحن قلنا يجب أنْ نستمر بالمقاومة الشعبية ونبحث عن أساليب وأسباب تجمع الصف الفلسطيني في مواجهة العدو فكانت مجابهة جدار الفصل العنصري مجابهة الاستيطان الدفاع عن الأرض الفلسطينية وكان أحد روّادها زياد أبو عين، بل أعطاها المعنى الصحيح وتأجّجت في ظل قيادته لهذه المقاومة الجدار والاستيطان عنوانا بارزا كان في مقدّمة الصفوف على رأس كل التظاهرات في مختلف المواقع والتصدّي لقطعان المستوطنين وجنود الاحتلال وشاهدتم كيف سقط في رام الله وهو يقاتل بما يمتلك بصوته أعطى البُعد الحقيقي لأنْنا تعلّمنا أنّ حرب الشعب الطويلة الأمد ليست بحاجة فقط للبندقية والصاروخ بل للحجر والعصي والذراع لا امتلك السلاح امتلك يدي أقاتل بها امتلك صوتي وسقط شهيدا حتى اللحظة الأخيرة من استشهاده، وأذكر عندما الرئيس "أبو مازن" عائلة الشهيد زياد قالوا نريد أنْ نكمل المسيرة، نريد برنامج زياد بزراعة أشجار الزيتون في الأرض الفلسطينية التي نفتخر بها، والتي تمثّل عنواناً للتاريخ الفلسطيني، لتاريخ فلسطين وأرضها، نقول الزيتون الرومي يعمّر مئات وآلاف السنين ونحن ننغرس في أرضنا مثل شجرة الزيتون التي أصبحت بالنسبة لنا عنوانا للصمود وعنوانا للإصرار والتصدّي وسقط الشهيد زياد وأقول نعم رفاقه وإخوته حفظوا الأمانة .. هؤلاء الفتية عندما يذهبون ماذا يبقى في أيديهم سكين أو مفك سيارة أو يتمكّن من قيادة سيارة يدهس فيها جنود الاحتلال أو المستوطنين من ابتكارات كل شخص قام بهذا العمل ليس بغض النظر عن انتماءاتهم التنظيمية طالما أنّ معظمهم ينتمون إلى فصائل العمل الوطني الفلسطيني لكنهم تصرفوا بشكل فردي بسبب الثقافة التي تربّوا عليها واليوم إسرائيل تحاول عقابنا على المناهج الدراسية التي تدرس في المدارس الفلسطينية ..
نحن مثل طائر الفينيق كلما كبرت المؤامرات وازدادت التضحيات سنخرج من تحت الرماد لنجدّد الحياة مرّة أخرى ونبقى نقاتل إلى أنْ نحقّق أهدافنا في الحرية والاستقلال، وإلى أنْ يتمكّن شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية من رفع علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس.
محمد أبو خضير وعلي دوابشة وزياد أبو عين وشلال الدم الذي لا يتوقّف أمانة في أعناقنا أنْ نستمر في المسيرة حتى تحقيق هدفنا في الحرية والاستقلال وأقول أيضاً لأهلنا في لبنان والشعب اللبناني الشقيق وربما نشعر بأنفسنا إنّنا لبنانيون كما نحن فلسطينيون طبعا ليس المقصود بشكل المفهوم الحرفي للكلمة، ولكن نقول قبل قليل كنا نقول كيف الفلسطيني واللبناني كانوا نموذجا في تعزيز إيماننا في أمتنا العربية ..
رغم المؤامرات التي تحاك على لبنان من كل حدب وصوب ولكن اللبنانيين لم ينحرفوا قيد أنملة عن انتمائهم الفلسطيني والعربي وللحرية والعدالة والدفاع عن الحق، نقول لهم كما كنتم أوفياء سنكون ونحن لنا تاريخ موحد نحن شعب واحد سنستمر بالمسيرة معا ندافع عن لبنان وحرية لبنان وسيادته واستقلاله كما ندافع عن حرية فلسطين واستقلال فلسطين وسنبقى يدا واحدة لان مستقبلنا واحد ونقول كنتم مضيافين لأشقائكم الفلسطينيين عندما خرجوا مجبرين من أرضهم نحن واثقون إنكم ساهمتم في إرضاعهم على الاستمرار في النضال وعلى حقهم في العودة إلى وطنهم وإنْ شاء لله نسير معا حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال الكامل..
بعد ذلك قدم الإعلامي زعيتر دروعاً إلى الأحمد وعائلة الشهيد أبو عين والسعودي.
وقدمت عائلة الشهيد أبو عين دروعاً إلى السفير أشرف دبور والسعودي والإعلامي زعيتر.
ثم وقع زعيتر كتابه "فرسان فلسطين" للحضور.