مقالات مختارة >مقالات مختارة
المرأة الجنوبية أثبتت جدارتها في شتّى المجالات ومنها في البلدية
الاستحقاق البلدي.. المشاركة النسائية بين "الكوتا" والحسابات العائلية والحزبية؟!
عضوات المجلس البلدي: كانت تجربة ناجحة بامتياز ونشجّع النساء على خوض الاستحقاق المقبل
المرأة الجنوبية أثبتت جدارتها في شتّى المجالات ومنها في البلدية ‎الأربعاء 13 04 2016 07:15
المرأة الجنوبية أثبتت جدارتها في شتّى المجالات ومنها في البلدية
كثافة نسائية للاقتراع في الانتخابات البلدية في العام 2010

ثريا حسن زعيتر

أثبتت المرأة الجنوبية جدارتها في المجالات التي تتولّاها، فهي الأم التي تربّي الأجيال، وشريكة الرجل في متاعب الحياة... وهي التي خاضت الاستحقاقات النيابية والبلدية والاختيارية بجدارة، والآن مع الحديث عن تشكيل لوائح تبرز دعوات إلى أْن تُخصّص لها "كوتا" نسائية، وهو ما يثير الكثير من علامات التساؤل؟
ومردّ ذلك إلى أنّ لوائح شطب الناخبين تشير إلى أنّ أعداد الإناث تفوق أعداد الذكور، وبالتالي عند اختيار اللوائح يكون البحث عن تمثيل المرأة بنسب مئوية، إنْ تم اعتماد ذلك، حيث إنّ الكثير من المجالس البلدية تخلو من التمثيل النسائي، على الرغم من أهمية أنْ تتمثّل بشكل صحيح، نظراً إلى أنّ العديد من المشاريع والنشاطات يجب أنْ تلحظ المرأة والطفل، والنساء أدرى في هذا المجال...
وأيضاً عند الاقتراع، تكون المرأة في بعض الأحيان عرضة إلى التشطيب، خاصة إذا كانت سجلاتها أساساً من خارج البلدة، فتثير غضباً لدى بعض النساء، وقد تكون ضحية اختيار بديل، دون النظر إلى دورها وكفاءتها وتضحياتها وتقديماتها...
وهناك مَنْ يخشى من أنْ تُضم إلى اللائحة عند الترشيح نساء غير متزوجات، حتى لا يحصل شغور بتمثيلهن لدى زواجهن من خارج البلدة، وبالتالي يتم نقل سجلاتهن إلى نفوس أزواجهن، وهو ما جرى في أكثر من مجلس بلدي جنوبي...
"لـواء صيدا والجنوب" يلتقي عدداً من النساء اللواتي خضن تجربة العمل البلدي في أيار 2010، والتي تنتهي ولايتها في أيار 2016، لاستخلاص العبر من تجاربهن، والوقوف على آرائهن بشأن إمكانية الترشّح من عدمه، ونصيحتهن إلى المرأة: هل تخوض ثمار الترشّح للانتخابات البلدية؟ وهو ما نسعى إلى تسجيله من خلال هذه الانطباعات...

تجربة ناجحة

* لقد أثبتت المرأة الجنوبية جدارتها في كثير من الحقول التي شغلتها، وتولّت مناصب هامة وحسّاسة، ومنها في المجالس البلدية، حيث كانت صاحبة القرار في كثير من الأمور... عضو المجلس البلدي في الزرارية - قضاء صيدا هيام خليل عبد الخالق، هي المرأة الوحيدة في المجلس البلدي، قالت: "ترشّحتُ للانتخابات البلدية من قِبل حركة "أمل"، وكنتُ السيدة الوحيدة على اللائحة التي فازت في الانتخابات، واستفدتُ من عملي كمدرّسة، ما زاد من علاقاتي الاجتماعية، وقد نجحنا في المجلس البلدي بالعمل كفريق متعاون، وما أعطانا دفعاً هو تعاون ونشاط رئيس البلدية الدكتور عدنان جزيني، الذي له فضلٌ كبيرٌ بالانجازات التي حققها المجلس البلدي الحالي، وهي كثيرة، وتشمل أكثر من جانب، بافتتاح الملعب الرياضي، ومعالجة أزمة النفايات، وافتتاح المركز الثقافي، وإنجاز إصلاح البنى التحتية، وتأمين اشتراكات الكهرباء التي أصبحت على مدار الساعات الـ 24".
وأضافت: "نحن نعمل سوياً كخلية نحل، وكان التركيز عملي على المجال الثقافي والتربوي، خاصة متابعة الطلاب المتفوّقين والمحتاجين، وتأمين منح دراسية لهم".
وختمت عبد الخالق بالقول: "لن أُعيد تجربة الترشّح إلى المجلس البلدي، فأنا من عائلة صغيرة جداً، وبالتالي بين الاهتمام بمنزلي ومواصلة التعليم في المدرسة، والاهتمام بالفرن الصغير الذي افتتحته، لم يعد لديّ الوقت الكافي، وسأترك هذا المنصب للسيدات في البلدة لأنّه يجب أن يكون في المجلس البلدي عنصر نسائي وهكذا يتم تبادل الأدوار بين نساء البلدة".

هيام خليل عبد الخالق

 

تطوير... وإنجازات

* من بلدة الزرارية إلى بلدة الحجة - قضاء صيدا، حيث كانت تجربة العمل النسائي ناجحة في البلدية، وتمثّلت المرأة بعضو المجلس البلدي في البلدة وعد مارون حنا، وهي المرأة الوحيدة ضمن المجلس البلدي، والتي أشارت إلى أنّه "مررنا في بلدة الحجة بالتجربة الأولى لانتخابات المجلس البلدي، وكان هناك قبول من أهالي البلدة، على الرغم من بعض الخلافات الصغيرة بشأن بعض القضايا التي تم حلّها، وقد استطعنا إنجاز جملة من المشاريع في البلدة، ومنها بناء حديقة، وتطوير وتحسين الشوارع وتنظيفها، فكلما كانت تصلنا حوالات مالية للبلدية، كنا نسعى إلى توظيفها في مشاريع تعود بالفائدة على البلدة".
وتابعت: "تألّف المجلس البلدي من 9 أعضاء، وأرى أنّ جملة من المشاريع تميل إلى الذكور، خاصة أعمال البناء وتحسين الطرق، وهو ما كان يتابعه الأعضاء مع المعنيين والعمال، أما أنا فكان دوري الأبرز عندما كنا نقوم بنشاطات ترفيهية، أو بمناسبات دينية واجتماعية، فكنا فريق عمل متجانس".
وختمت حنا بالقول: "أعمل كموظّفة في مؤسّسة، وبعد تجربتي بالانتخابات البلدية، أشجّع النساء على خوض الانتخابات البلدية، فقد قمت بترشيح نفسي دون أحد، الكل شجعني على ذلك، وسأدعم كل مَنْ يريد المشاركة في الانتخابات من النساء، لعل ذلك يساعد أكثر من أجل القيام بنشاطات مثل محاضرات للنساء وحملات توعية، فالعمل البلدي لا يقتصر على الحجر فقط، إنما علينا أيضاً الاهتمام بالبشر، وخاصة أجيال الشباب، وإذا زاد العنصر النسائي، فهذا يدعم أكثر عند اتخاذ القرار بشأن أي نشاط، فأتمنى في الاستحقاق المقبل أن تترشّح الكثير من النساء في البلدة".

 

وعد مارون حنا

3 نساء في جزين

* أما مدينة الشلالات - جزين، فقد كان مشهد الاستحقاق البلدي فيها مختلفاً عن بقية المناطق، حيث انتُخِبَتْ 3 نساء من الأعضاء الـ 18 للبلدية، واحدة منهن تولّت منصب نائب رئيس لولاية 3 سنوات... وتحدّثت عضو المجلس البلدي في مدينة جزين أليس الأسمر عن تجربتها قائلة: "كُنّا 3 نساء ضمن المجلس البلدي المؤلّف من 18 عضواً، وهذا أمر يشجّع الآخرين على خوض التجربة البلدية، فالمرأة يمكنها المشاركة بشكل فعّال، وليس ضرورياً أنْ تتعاطى السياسة، فهناك النشاطات الاجتماعية والثقافية والصحية".
وأضافت: "لقد جاء ترشيحنا من قِبل الدكتور كميل سرحال بالتحالف مع "التيار الوطني الحر"، وفزنا في الانتخابات، وكان هناك اتفاق مع الآخرين، وإنْ كان هناك تباين في بعض وجهات النظر، لكنّنا كنّا 3 نساء في البلدية، لذلك كان صوتنا أقوى، وقد أنجزنا في المجلس البلدي جملة من المشاريع والإصلاحات، على الرغم من عدم توافر المال الكافي في البلدية، وأيضاً قمنا بتطوير عمل اللجان، وتأمين مساعدات اجتماعية للعجزة والأيتام".
وأوضحت الأسمر أنّه "بسبب وضعي الصحي الحالي، فلن أتمكن من خوض الانتخابات البلدية مرة أخرى، ولو كنت بوضع صحي أفضل لخضت التجربة البلدية، وأنا أشجع النساء على الترشّح للانتخابات البلدية، سواء عبر العائلة، أو الانتماء إلى حزب، لأنه باستطاعة المرأة النجاح في مجالات عدة، وهذا لن يؤثّر على عائلتها، بل بإمكانها تنظيم الوقت، لأن العمل البلدي ليس صعباً، ويمكن المشاركة بفاعلية في القرارات، وأنا كنت ضمن هيئة الرئاسة، وكانت تجربة جيدة، أحث النساء على خوضها ألا تقف متفرّجة فقط".

أليس الأسمر

 

نساء يقترعن خلال الانتخابات البلدية