عام >عام
جرحى باعتداء عمّال معمل النفايات في صيدا على مواطنين
سعد يناشد رئيس الجمهورية التدخّل ويتصل بالقاضي رمضان
جرحى باعتداء عمّال معمل النفايات في صيدا على مواطنين ‎السبت 30 06 2018 09:19
جرحى باعتداء عمّال معمل النفايات في صيدا على مواطنين
النائب أسامة سعد ومشاركين بالتحرك بين تلال النفايات داخل حرم معمل معالجة النفايات في صيدا

هيثم زعيتر:

إدارة المعمل توقف استقبال النفايات
تجاوزت مدينة صيدا أمس (الجمعة) قطوعاً كاد ان يتحوّل من إطاره المرسوم بمواجهة تدهور بيئي في صيدا إلى سقوط ضحايا، اقتصر على إصابة 12 شخصاً جرت معالجة بعضهم ميدانياً، فيما نقلت فرق الاسعاف آخرين إلى المستشفى للمعالجة.
وكاد ان يكون التحرّك طبيعياً لولا التطورات التي رافقت وتجاوزت ما هو معهود في أكثر من حراك، ما يطرح تساؤلاً عن من كان سيتحمل المسؤولية لو خرجت الأمور وسقطت ضحية؟
هذا ما جرى خلال تنظيم هيئة متابعة قضايا البيئة جولة لمعاينة ميدانية ومشاهدة ما يجري في محيط معمل معالجة النفايات الصلبة وبركة المياه الآسنة والأرض المردومة بالنفايات بالقرب من المعمل في محلة سينيق جنوبي مدينة صيدا.
تقدّم المشاركين أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور اسامة سعد وممثلون عن هيئات وتجمعات وجمعيات في صيدا والغازية وقناريت، وحشد من سكان المنطقة المحيطة بالمعمل والأهالي.
والمتعارف في المحطات التي تشهد اعتصامات وتحركات ان يتم وقوع صدامات بين المعتصمين والقوى الأمنية المولجة حفظ الأمن، لكن ما جرى أمس في «عاصمة الجنوب» كان مغايراً، إذ وقعت المواجهة بين المحتجين على طريقة عمل المعمل والقوى الأمنية من جهة، والعاملين داخل المعمل الذي تشغله شركة «IBC» الذين تحوّلت وجهتهم من فرز النفايات إلى «بلطجية» ومواجهة المشاركين في الاعتصام، حيث استخدموا الجرافات والشاحنات لقطع الطريق، وإلقاء النفايات والأتربة باتجاه المشاركين والقوى الأمنية.
فيما كان عمال المعمل يقومون بالاعتداء على المشاركين بقضبان الحديد والعصي والكراسي والحاويات، وتمزيق ثياب بعضهم، فضلاً عن إلقاء قنبلة دخانية ومواد سامة - وفق بيان «هيئة متابعة قضايا البيئة» في صيدا.
وتمكن المشاركون في التحرّك من دخول مكان معمل معالجة النفايات، على الرغم من مواجهتهم بشدة ومحاولة منعهم من خلال اقفال البوابات ووضع عوائق.
وكان هول المشهد فادحاً، حيث تنتشر أكوام النفايات التي جرى طمرها بجوار المعمل على مساحة عشرات الدونمات، وارتفاع لامتار عدّة، وكذلك رمي النفايات والعوادم في الحوض البحري والأرض المردومة بها بدلاً من الأتربة.
وثبت أن إدارة المعمل ضربت بعرض الحائط كل الاتفاقات التي جرى توقيعها أو الوعود التي قطعت لمعالجة النفايات، والتخلص من العوادم، فإذا بجبل نفايات جديد بات يكرّس، في وقت كانت قد احتفلت به «عاصمة الجنوب» بالتخلص من مكب النفايات العشوائي، وتحويل الجبل الذي اثقل كاهلها لسنوات عدّة، إلى «حديقة المهندس محمد السعودي».
سعد
وبعد معاينة ما يجري داخل حرم معمل معالجة النفايات توجه النائب سعد «بالشكر الى أهالي صيدا والجوار الذين شاركوا في هذه الجولة لكشف المستور ومحاسبة المسؤول وتصحيح الأمور».
وأضاف: «أعتقد أنه يوجد في لبنان شخص شريف ومحترم يقبل بهذه الارتكابات في أي منطقة من مناطق لبنان. والمشاهد التي رأيناها تشكل كارثة بيئية وصحية على أبناء مدينة صيدا والجوار». 
ونحن بهذه المناسبة نتوجّه مباشرة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونطالبه بأن يضع يده على الموضوع، واتخاذ الإجراءات اللازمة قبل أن يضطر الناس إلى القيام بخطوات تصعيدية. هذا الوضع لا يمكن تحمله، ومافيات النفايات والمال والسرقة والنهب، لا يمكن السكوت عنها. تريدون محاربة الفساد، وهذا هو الفساد بعينه،  الفساد المالي والفساد الصحي والفساد البيئي».
وتوجه الى «الشباب الجرحى الذين أصيبوا بسبب قيام إدارة المعمل بمنعهم من المعاينة والمشاهدة، وإقدامها على رش مبيدات سامة على الناس، هؤلاء هم مافيات، وليسوا جهات تريد معالجة النفايات.  هذا الموضوع وضعته عند الرئيس عون ونتمنى أن يكون هناك خطوات سريعة جدا لمعالجة هذا الوضع».
وحول احتمال وقف جمع النفايات من أحياء صيدا قال النائب سعد: «سنتابع الموضوع وسنتخذ الخطوات اللازمة في هذا الإطار».
وأجرى النائب سعد اتصالاً بالمدعي العام الاستئنافي في الجنوب رهيف رمضان للتشاور حول الأخبار المتداولة عن نية شركة ( IBC) المشغلة لمعمل معالجة النفايات في صيدا إقفال المعمل، وذلك بهدف ابتزاز سكان منطقة صيدا بعد التحرك الذي جرى صباحاً، وشاهد المشاركون فيه بأم العين التجاوزات والارتكابات البشعة بحق الإنسان والبيئة التي ترتكبها إدارة المعمل.
وبعد الاتصال التشاوري مع القاضي رمضان، أكد النائب سعد «أن معمل معالجة النفايات هو مرفق عام تديره شركة خاصة. ولا يجوز لهذه الشركة إقفال المعمل، أو التوقف عن استقبال النفايات، تحت طائلة المسؤولية».
كما أكد سعد «أن بلدية صيدا التي وقعت العقد مع شركة ( IBC) مطالبة بإلزام الشركة بمواصلة عملها تحت طائلة المسؤولية وتنفيذ البنود الجزائية التي ينص عليها العقد. كما أن البلدية مطالبة بإلزام المعمل بالتقيد ببنود العقد، وبخاصة لجهة منع انبعاث الروائح الكريهة والغازات الضارة التي تلحق الضرر بصحة المواطنين، ولجهة عدم رمي النفايات غير المفروزة والمتبقيات في الحوض البحري وأرض الردم، إضافة إلى وضع حد لتلويث مياه البحر والتربة وصولاً إلى المياه الجوفية».
الجرحى
وأعلن فوج الانقاذ الشعبي انه أسعف ١٢ شخصاً اصيبوا بجراح خلال الاعتداء عليهم داخل حرم معمل النفايات:
«لطفي بيضون، حسين الدنب، بلال زيتوني، جهاد عوكل، عبد بيضون، قاسم العبدالله،، حسن الأحمد، إلهام أبو ظهر، ماهر البزري، حسن دب، ومحمد الإبريق».
وفي محاولة منها، للتغطية على حجم التجاوزات، رمت إدارة «معمل النفايات الصلبة» في صيدا، باتجاه المواطنين، باعلانها «إقفال المعمل وعدم استقبال ​النفايات​ من صيدا وجزين و​بيروت​ حتّى إشعار آخر».

جرافة تضع النفايات أمام القوى الأمنية والمشاركين في التحرك

عمال المعمل يعتدون بالضرب على المشاركين

الدخان يغطي المواجهات بين عمال المعمل والمحتجين

المصدر : اللواء