فلسطينيات >داخل فلسطين
الاحتلال يُفرج عن أصغر أسيرة فلسطينيّة
الاحتلال يُفرج عن أصغر أسيرة فلسطينيّة ‎الاثنين 25 04 2016 08:43
الاحتلال يُفرج عن أصغر أسيرة فلسطينيّة


أفرجت "مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي"، ظهر يوم الأحد، عن الطفلة ديما الواوي (12 عامًا) من حلحول شمال الخليل، وهي أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال، وذلك بعد شهرين ونصف من اعتقالها بالقرب من مدرستها، بزعم حيازتها سكين.
واستقبل الأسيرة كلٌّ من محافظ محافظة طولكرم عصام أبو بكر ورئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" عيسى قراقع، وذوي الأسيرة المحرّرة وعدد من الأسرى والأسيرات المحررات وفعاليات محافظة طولكرم.
وأكّد ابو بكر أنّ "اعتقال الأطفال جريمة بحق الإنسانية جمعاء، وشاهد على بشاعة هذا المحتل الذي يتعدى دائماً على كرامة الأطفال وحقهم بالحياة".
وشدّد قراقع، خلال استقباله الطّفلة، على أنّ "إسرائيل دولة متوحّشة تمارس أبشع أساليب القمع والتنكيل والتعذيب بحق الطفولة الفلسطينية، وأن هذا الكيان بات فوق كل قوانين حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني".
ولفت قراقع الانتباه إلى أنّ "هناك أكثر من 450 طفلاً وطفلة قاصر دون سن الـ 16، ما زالوا يقبعون خلف جدران السجون الإسرائيلية".
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطفلة الواوي بالقرب من مدرستها بذريعة حيازتها لسكين، وأصدرت محكمة الاحتلال في عوفر حكماً بسجنها لمدّة أربع سنوات ونصف، وكفالة مالية قدرها 8 آلاف شيكل، بعد إدانتها بمحاولة التسبب بالموت بشكل متعمد وحيازة سكين.
وقبل أسبوعين فقط، صدر قرار بإطلاق سراحها قبل شهرين من الموعد المحدد، بعد تشكيك بنزاهة التحقيق، إذ تم التحقيق معها بدون وجود أهلها أو محاميها، وقاموا بإجبارها على توقيع اعترافات على أوراق باللغة العبرية أنها كانت تحمل سكينا في حقيبتها مع علمهم أنها لا تتحدث العبرية.
وقالت الواوي، بعد خروجها إلى الحرّيّة، بأنّها تشتاق لحياتها الطبيعية ولصديقاتها وأصدقائها في المدرسة، وبأنّها تريد "العودة إلى المدرسة واللّعب مع صديقاتي، وأن أجلسَ لساعاتٍ مع والدتي وأخواتي لنتحدث في كثير من الأمور، وأحدثهن عن السجن وماذا كنت أفعل هناك".
وأوضحت أنّها لم تكن تشعر بالوقت خلال مكوثها في السّجن، وأنها كانت تقضي الوقت بلعب "الريشة" مع الأسيرات الأخريات، وكلّهنّ أكبر منها سنّا، لأنّه لا يوجد أي فتاة بسنّها في السجن، مشيرةً إلى أنّ "أكثر ما كان يُضايقها هو منعها من الاتّصال بوالديها، وكذلك عدم السّماح بزيارتها دائمًا، إذ سمحت سلطات الاحتلال لهم بزيارتها، بحسب الطفلة الأسيرة، مرتين فقط".
وحول التحقيق معها قبل الحكم، قالت الواوي إنّ "المحققين حاولوا الضغط عليّ بالصراخ والتهديد"، مشيرةً إلى أنّهم  حقّقوا معها من دون وجود أهلها أو محاميها، وسمحوا لها بالاتّصال بأهلها مرة واحدة فقط، وأجبروها على التوقيع على الأوراق".
وذكرت أنّه خلال التحقيق "سألني المحقق لمن تنتمين، أجبته أنني لا أنتمي لأحد، بعدها بدأ بالصراخ والتهديد وإعادة السؤال ذاته، ويقول لي بنبرة تهديد، أخبريني الحقيقة، لمن تنتمين"؟
وعن لحظات الانتظار على حاجز جبارة، قالت أم رشيد الواوي، والدة ديما، لموقع "عرب 48"، أنّها انتظرت "هذه اللحظة طوال شهرين كاملين"، مضيفةً "عندما رأيت البوسطة (حافلة المساجين) قادمة كدت أطير من الفرح، فحلمي طوال هذه المدة برؤية ديما واحتضانها سيتحقّق بعد دقائق، وكانت الصدمة حين رأيتها، كانت كئيبة ومصدومة ومنهارة، لكنها فرحت بعد رؤيتنا".
وعن الفترة التي قضتها ديما في الأسر، قالت الوالدة إنّها وعائلتها كانوا يشعرون بنقصها طوال الوقت، وأنها كانت "قلقة طوال الوقت على ديما، من يُسرّح لها شعرها ومن يهتمّ بأكلها ولباسها، ومتى سيأتي الوقت الذي سأحتضنها فيه، طوال الوقت كنت أفكر فيها، والحمد لله ها هي بين أحضاننا أخيراً".
وتمنى والدها، إسماعيل الواوي، أن يحرّر جميع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما الأطفال منهم، مضيفاً "الدّنيا لا تتّسع لفرحتي، وأوجّه جزيل الشكر لكل من ساهم في إطلاق سراح ديما، خاصة المحاميتين عبير بكر ورانية هوشة، وكل من وقف إلى جانبنا خلال فترة أسر ديما".