الضحك وسيلة ممتازة للمحافظة على الصحّة، وقد ثبُت أنه من أهمّ العلاجات على الإطلاق. وأكّد الأطباء منذ القِدم أنّ أفضل صيغة لمعرفة صحّة الشخص هي حسابية، بحيث إنّ صحّته تكون متناسبة مع كميّة الضحك. فما الذي يقدّمه تحديداً؟ إنعكاسات الضحك على الصحّة ليست مجرّد كلام، إنما قد دُرست وأُثبتت علمياً، وفي ما يلي أبرز ما تمّ التوصّل إليه:

إسترخاء العضلات

أظهرت الأبحاث أنّ الضحك يخفّض تشنّج العضلات، وفي المقابل يضمن إسترخاءها. خلال مرحلة الضحك يتمّ تنشيط مجموعات عضلية، وبعدها يحصل إسترخاء عام للعضلات يستمرّ نحو 45 دقيقة.

تنفّس أفضل

ينتج عن حلقات الضحك حركات من التنفّس العميق. ومن المعلوم أنّ هذا الأخير يسمح ليس فقط بإسترخاء الجسم والعقل، إنما أيضاً بإيصال الأوكسيجين إلى كلّ الأعضاء.

فوائد مُشابهة للرياضة

يملك الضحك إنعكاسات شبيهة للحركة البدنية، مثل زيادة دقات القلب، ورفع معدل التنفس، وحثّ المجموعات العضلية على العمل. لكنّ هذا الأمر لا يعني إطلاقاً أنه يمكن الإمتناع عن الرياضة وإستبدالها بالضحك المكثّف.

صحيحٌ أنّ الضحك ينتج آثار الرياضة ذاتها، ولكن في وقت محدّد بما أنّ آثاره تحدث أثناء الضحك الشديد وبالتالي في فترة زمنية محدودة نسبياً حتى وإذا كان الشخص يضحك غالباً. بمعنى آخر، ممارسة الرياضة ولو بشكل قليل تكون مفيدة، في حين أنّ الضحك يجلب القليل من فائدة الرياضة.

خفض مستويات التوتر

ثبُت علمياً أنّ مشاهدة فيديو كوميدي تؤدي إلى خفض معدل هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول. يُذكر أنّ المستويات العالية للتوتر تعبث بالذاكرة، وتُبطئ عملية الإلتئام، وتزيد الوزن، وترفع الضغط، وتحفّز الأرق، وتقلّص قدرة الجسم على محاربة الفيروسات والمشكلات الصحّية، وغيرها من الآثار السلبية.

تحسين المناعة

يحصل هذا الأمر نتيجة إنخفاض هرمونات التوتر كالكورتيزول، لأنّ إرتفاعها يُشير إلى توتر عالٍ جداً وبالتالي إنخفاض المناعة، غير أنّ الضحك يحفّزها. من هنا التأثير المُحتمل في الصحّة على كلّ أنواع الأمراض التي تتطلّب مناعة قويّة، من بينها الأمراض المُعدية وأيضاً السرطان.

مواجهة السرطان

تأثير الضحك في المناعة مُثبت علمياً، لأنه خلال مشاهدة فيديو فُكاهي لمدة 60 دقيقة وبعدها، إرتفعت بشكل ملحوظ نسبة خلايا «NK» القاتلة طبيعياً التي تملك خصائص مضادّة للسرطان، مقارنةً بالأشخاص الذين شاهدوا فيلماً غير فكاهي.

كذلك إرتفعت الغلوبولينات المناعية لمدة 12 ساعة على الأقل. أظهرت دراسات أخرى أنّ الأشخاص الذين يضحكون من صميم قلوبهم يحصلون على إنعكاسات إيجابية أكبر من نظرائهم الذين يبتسمون فقط.

إسكات الوجع

ينتج عن الضحك أثناء مشاهدة فيلم ظريف إنخفاض الوجع، وهو الأمر المعروف بتحمّل الألم. ويدوم هذا التخفيف من حدّة الألم لمدة 20 دقيقة على الأقل بعد نهاية الفيلم. كلما أظهر الناس علامات المرح، أصبح التأثير في الوجع أكثر وضوحاً. الأشخاص الذين كانت مشاعرهم جامدة لم يستفيدوا من هذه المنفعة كثيراً، ما يعني أنه ينبغي التحلّي بالقدرة على الضحك بهدف معاناة أقلّ ما يمكن.

الابتعاد من المرض

عندما يستطيع الإنسان الضحك على رغم مرضه، فإنّ مشكلته تتوقف بشكلها الأصلي لتصبح أكثر ليونة وأقلّ تهديداً. ما يعني أنّ الضحك هو عنصر بالغ الأهمّية للتصدّي للأمراض.

يُشار أخيراً إلى أن ليست كلّ أنواع الضحك مفيدة! الضحك الجيّد للصحّة هو الذي يدلّ على اللطف، وينبع من القلب، وليس الذي يكون ساخراً، ومستهزئاً، وتهكّمياً، أو حتى نكاتاً تسعى إلى التقليل من شأن ديانة الآخر، أو جنسيته، أو عرقه...

(سينتيا عواد - الجمهورية)