فلسطينيات >داخل فلسطين
قرية الخان الأحمر حاضرة في الأمم المتحدة
السبت 29 09 2018 12:57جنوبيات
وضع الرئيس محمود عباس، هموم مواطني قرية الخان الأحمر، وجل أبناء شعبنا القاطنين شرق القدس المحتلة المهددين بالطرد والترحيل بقرار احتلالي، على طاولة اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين.
الرئيس نقل هموم شعبه هناك، وعمل بكل جهد من أجل وضع حد لمساعي الاحتلال الهادفة لهدم القرية مطلع تشرين الأول كمقدمة لتهجير 23 تجمعا بدويا شرق القدس وتوسيع المستوطنات على أنقاضها وربطها مع بعضها، عبر إنشاء حزام استيطاني يقسم الضفة الغربية ويحولها الى "كانتونات" معزولة، ليكون في النهاية المشروع الاستيطاني الذي يطلق عليه الاحتلال "E1".
مختصون من مدينة القدس شددوا على أهمية خطاب الرئيس الذي تضمن المخاطر المحدقة بالخان الأحمر، ووضع قضيته أمام أهم اجتماع دولي سنوي في العالم.
في هذا السياق، قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في القدس راسم عبيدات، لـ"وفا"، إن خطاب الرئيس في الأمم المتحدة تطرق بشكل أساسي لقضية الخان، لأن ما يجري هناك تطهير عرقي بحق التجمعات البدوية في القسم الشرقي من مدينة القدس، واستهدافها يقضي على حل الدولتين ويعزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وأضاف عبيدات، ان مسألة الخان الأحمر جاءت في صلب خطاب الرئيس، لأنها تشكل حجر أساس في صراعنا مع الاحتلال، الذي يستهدف الخان والتجمعات البدوية الاخرى الواقعة جنوب الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية من أجل إنهاء حلم الدولة.
وأوضح عبيدات أن قضية وقف الاستيطان التي تطرق لها الرئيس أيضا في خطابه التاريخي هي قضية جوهرية في صراعنا مع الاحتلال، لأن الاستيطان يقضي على الآمال المتبقية لحل الدولتين.
وأضاف أن تصريح رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي قال فيه إنه لن تقوم دولة فلسطينية أثناء وجودة في الحكومة، يؤكد أن هذه الحكومة المتطرفة تغلق كل الطرق أمام الدولة الفلسطينية، وما يجري في الخان الأحمر جزء من إغلاق الطرق أمام شعبنا الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال.
وعقب مخطط المدن والجغرافيا في جامعة حيفا البروفسور راسم خمايسي، قائلا لـ"وفا"، إن تذكير الرئيس في الأمم المتحدة بقضية الخان الأحمر، وقضية استهداف المناطق الواقعة شرق القدس، وكذلك الأغوار والمضارب البدوية جنوب الضفة مهم جدا من أجل الضغط على إسرائيل لدفعها للتراجع عن مخططاتها التوسعية في تلك القرى.
وأضاف خمايسي: إن الخان الأحمر إلى جانب القرى والتجمعات الفلسطينية الأخرى الواقعة شرق القدس تشكل عنق الزجاجة التي تربط شمال الضفة بجنوبها، وتربط بين القدس وأريحا، وأن هذه القرى والتجمعات ذات أهمية استراتيجية، وتقع على شارع استراتيجي وحيوي ومهم لإقامة الدولة الفلسطينية (شارع رقم 1 أريحا- القدس)، وأن الاعتداء على السكان هناك بحجة البناء بشكل غير قانوني هو تهديد للوجود الفلسطيني شرق القدس وعموم مناطق "جيم".
البروفيسور خمايسي، أوضح أن المسألة ليست فقط في الخان الأحمر، بل توجد قرى كثيرة تعيش نفس المعاناة، تتركز في الأغوار وجنوب الضفة الغربية المستهدفة بالإزالة، وهي بحاجة لتدخل دولي من أجل حمايتها من الاحتلال، لافتا إلى أن قرية الخان الأحمر التي ذكرت في خطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة، هي نموذج لـ186 قرية مهددة بالضفة الغربية، وبدون هذه القرى تظل إمكانية الوصول لحل الدولتين غير واردة، كما أن قضم هذه القرى وتهجيرها يساهم في استمرار الصراع وإدامته وليس في حله.
أما رئيس غرفة تجارة وصناعة القدس كمال عبيدات فاعتبر أن الخان الأحمر هي المنطقة الوحيدة المفتوحة على القدس والواصلة بينها وبين الضفة الغربية والعالم، وأن سيطرة الاحتلال عليها يعني حصار القدس وعزلها بالكامل عن محيطها العربي.
وأوضح عبيدات أن تناول الرئيس في خطابه للخان الأحمر وشرق القدس، هو تأكيد على أهمية هذه المنطقة بالنسبة للدولة الفلسطينية القادمة، فبدونها لن تكون هناك دولة فلسطين، لذلك حمل الرئيس هم شعبه إلى الأمم المتحدة ومخاوف القيادة من الاستيطان فيها.
وأضاف ان القدس تتعرض حاليا لهجمة غير مسبوقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولكن التاريخ لن يتغير رغم أن الاحتلال نجح في تغيير الجغرافيا في القدس، لكن نقول: "سنصمد في مدينة القدس ولن نسمح للاحتلال بأن يتمكن من تغيير تاريخ شعبنا الفلسطيني، وسنواصل حماية مدينتا المقدسة مهما كلفنا ذلك من ثمن".