لبنانيات >أخبار لبنانية
هذه الصيغة... ما بتظبط في لبنان!
هذه الصيغة... ما بتظبط في لبنان! ‎الأحد 30 09 2018 11:48
هذه الصيغة... ما بتظبط في لبنان!

جنوبيات

الحكومة الموعود بها الشعب منذ خمسة اشهر على أحرّ من الجمر لا تزال تتعثر خطوات تشكيلها، وهي تتأرجح بين المطالب والمطالب المضادة وبين الشروط والشروط المعاكسة حتى وصلت الأمور إلى حدّ التلويح باللجوء إلى حكومة أكثرية تحكم وأخرى تعارض بعدما فشلت كل الصيغ حتى الآن لضم الجميع إلى حكومة إئتلاف وطني يبدو أن دون تحقيق هذه الغاية الكثير من العقد المستعصية للحل.
 
فكيفما حاول الرئيس المكلف سعد الحريري تدوير الزوايا لكي تأتي حكومته الثانية في العهد الرئاسي الحالي ممثلة لجميع الأطراف السياسية، التي أنتجتها الإنتخابات النيابية الأخيرة، وفق الأحجام الحقيقية لكل طرف سياسي، لكن مساعيه باءت بالفشل، إذ أن كل فريق يسعى إلى شدّ اللحاف إلى الجهة التي تؤمن له غطاء سياسيًا معينًا، إنطلاقًا من حسابات خاصة بكل فريق ووفق نظرة لا تلتقي مع نظرة الفريق الآخر وتوجهاته.
 
وعلى رغم الحراك الأخير الذي ُسجل في الساعات الأخيرة على الساحة السياسية، وبعد عودة رئيس الجمهورية من نيويورك، فإن الأمور لا تزال عالقة عند نقاط البداية، ولا تزال المساعي التي يحاول الرئيس المكلف القيام بها محاصرة بين نارين، محورهما "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وهذا ما بات يُعرف بـ"العقدة المسيحية"، بإعتبار أن العقد الأخرى تُحّل تلقائيًا متى ما وجد حل مقبول ومنطقي لـ"العقدة المسيحية"، والتي تتلخص بالأحجام المقدّرة الحقيقية، وفق معايير واضحة ومحدّدة، لا تحتمل أي إلتباس في إتخاذ قرار نهائي في شأنها.
 
أما بالنسبة إلى ما يُطرح من إقتراحات، وآخرها صيغة حكومة الأكثرية، تناولت بعض المخارج لإخراح الأزمة الحكومية من عنق الزجاجة، فيبدو أنها لن تبصر النور قبل بلورة المواقف السياسية، التي يتخذها الجميع، خصوصًا أن هذه الإقتراحات لم تلاقِ آذانًا صاغية من قبل الرئيس المكلف، الذي لا يزال يصرّ على تخريجة حكومية تضم الجميع من دون إستثناء أي مكّون من المكونات السياسية، وذلك لعلمه أن التركيبة اللبنانية لا تسمح بالذهاب بعيدًا في مغامرة من هذا النوع، في ظل ما يعانيه لبنان من أزمات بدأت تأخذ منحىً خطيرًا، على رغم التطمينات التي تصدر من حين إلى آخر بثبات الليرة اللبنانية وأن لا خوف عليها من الإنهيار، وهذا الأمر يحتمّ على أن يشمّر الجميع عن سواعدهم وينزلوا إلى الساحة في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوآن، وقبل خراب البصرة، حيث لا يعود ينفع حينذاك الندم والتحسّر على "وابصرتاه".
 
ويقول بعض المكتوين بنار الشروط والشروط المضادة أن التفاصيل، على أهميتها تبقى تفاصيل، وإن كانت شياطينها "حاضرة وناضرة"، ويبقى المهم أن تُشكّل الحكومة، وساعتئذٍ "لاحقين" على التفاصيل، التي لم تكن غائبة عن أجواء الحكومة السابقة، وهي قابلة للأخذ والردّ.
 
وفي رأي هؤلاء أن المهم بل الأكثر أهمية في الوقت الراهن عدم ترك النار تأكل الأخضر واليابس في الهيكل، على أن تبقى تفاصيل هندسته الداخلية قابلة للمعالجة. أما إذا أتت النيران على محتوياته فلا تعود تنفع أي هندسة، لا داخلية ولا خارجية.