عام >عام
افتتاح جادة ابيدجان في الزرارية
الأحد 15 05 2016 16:05جنوبيات
رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب اميل رحمة، حفل افتتاح جادة "ابيدجان" في بلدة الزرارية، بحضور سفير ساحل العاج جيلبير جوه، النائب علي عسيران، مدير عام وزارة المغتربين هيثم جمعة، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان، رئيس بلدية ماركوري آبي راوول، رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر، قنصل ابيدجان رضا خليفة، القنصل سعيد فخري،نائب رئيس الجامعة الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر، رئيس الحركة الثقاقية بلال شرارة، وحشد من ابناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج، رئيس واعضاء المجلس في بلدة الزرارية، وفعاليات بلدية واختيارية.
استهل الحفل الذي أقيم في مجمع نبيه بري الرياضي - الزرارية، بالنشيدين الوطني ونشيد ساحل العاج، تقديم من المربي محمد محي الدين، ثم القى جوه كلمة اشاد فيها "بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ودور الجالية اللبنانية في نهضة ساحل العاج"، شاكراً لبلدية الزرارية "خطوة تسمية احد شوارع البلدة باسم ابيدجان".
بعدها، ألقى رئيس بلدية "ماركوري" كلمة بالمناسبة،اشاد بالتعاون بين الشعبين اللبناني والافريقي.
ثم تحدث رئيس بلدية الزرارية عدنان جزيني، عن "دور الاغتراب اللبناني في تنمية البلدة وسائر مناطق الجنوب واحتضان الرئيس بري للاغتراب".
بدوره، القى جمعة كلمة، قال فيها: "بين لبنان والكوت ديفوار علاقة حب متجددة منذ ما يزيد عن 100 عام. فهي صداقة ثابتة بعمقها الانساني الذي تجلى مؤخرا بمشاعر الحزن العميقة التي اصابت كل بيت في لبنان، أثر الاعتداء الارهابي الاخير، الذي كان بمثابة اعتداء على كل واحد منا".
وقال: في بلدكم استقبلتم وما تزالون جالية متعاقبة أبا عن جد، وفي تراب ارضكم اختلطت اجسادهم واجساد مواطنيكم، في بلدكم ولد كثير منا من زواج واختلاط عائلة واندماج في حياة المجتمع، منا من يذكر بلدكم وقد ولد فيه طفلا ومنا من يذكره وقد اتى اليه شابا كادحا، ثم مسؤولا حكوميا.
وأضاف: هذه الجالية هي مجاهدة تعمل بعرق جبينها، ليس في مجال التنقيب عن المعادن والثروات الطبيعية فحسب، انما تعمل في البحر والبر ومختلف شؤون الاعمال وتنخرط بشكل كامل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لبلدكم، وهي علاقة تستمر بهذه المودة.
وتابع: أذكر بكل فخر انحياز بلدكم الى جانب شعبنا في مقاومته للاحتلال الاسرائيلي، وأقول بكل عرفان ان دعم الاغتراب اللبناني خصوصا من القارة الافريقية ومن الكوت ديفوار بالتحديد، كان خير معين للبنان في أيامه الصعبة التي مضت.
وأشار إلى "أن افتتاح شارع الكوت ديفوار في الزرارية في هذا الوقت، هو أصدق تعبير عن المحبة بين بلدينا وشعبينا. وهو توقيت يحتاج الى تأكيد زيادة التكافل في ما بيننا، خصوصا ان جاليتنا مستهدفة في رموزها، وافريقيا العزيزة تقع على منظار تصويب الارهاب والصراع الاقتصادي بين القوى الكبرى على خيراتها، فالارهاب جعل له قواعد ارتكاز في عدد من البلدان، وقد زعزع استقرار ليبيا ويسرق مواردها، وحول جزءا من شواطئها الى موانىء للاتجار بالبشر، كما ويهدد كل دول الجوار الليبي، والأمر نفسه يسحب نفسه على مالي والجوار المالي، وقد ضرب الارهاب في بلدكم قبل اسابيع وقبله في لوسكا، ويهدد بالقدر نفسه نيجيريا والصومال وعموم القارة".
وقال: ان الارهاب الذي يتعرض الى الهزائم وأقصى الضغوطات الوطنية والاقليمية والدولية في آسيا، خصوصا الشرق العربي، يحاول نقل حروبه الدموية الى افريقيا مع تهديد اوروبا والعالم بالارهاب"، مضيفا: "ان افريقيا تقع اليوم على خرائط التنافس والاستثمار، ونحن نتابع التوظيفات المالية والدولية الكبرى في الامن والدفاع وشبكات النقل، في الوقت الذي تنتظر فيه افريقيا الاستثمار في التنمية الشاملة على خلفية مسوحات لاحتياجاتها لمواجهة وقوع الكثير من شعوب القارة تحت خط الفقر وتفشي الامراض الخطيرة والحاجة الى فرص عمل".
وتابع: لأننا في لبنان معنيون بحاضر ومستقبل افريقيا، كما كنا معنيين بتاريخنا، وقد كان بين صور وممالك الشاطىء اللبناني موانئنا البحرية، وخفقات أشرعتنا وبين افريقيا علاقة لا تمح.
وأردف: ان اللبنانيين هم من أسسوا قرطاج وغيرها على شواطىء شمال افريقيا، وهم الأكثر التصاقا بأفريقيا بحكم الجوار وخطوط الاتصال البحرية، وكانوا طليعة الواصلين الى قارتكم هربا من الاحتلالات منذ القرن الثامن عشر بحثا عن الأمان وعن حياة كريمة. اننا نتابع بقلق أحوال العديد من دول افريقيا تحت ضغط انخفاض أسعار النفط والذهب. كما اننا معنيون مجددا باكتشاف الوسائل التي تسهم بصعود افريقيا مجددا، وبإنشاء أفضل العلاقات العربية الافريقية واللبنانية، وفي هذا الصدد فقد شدد الرئيس نبيه بري خلال رئاسته في القاهرة للمؤتمر 23 للاتحاد البرلماني العربي على ضرورة انعقاد المؤتمر البرلماني العربي الافريقي الرابع عشر في أبيدجان، الذي تم في مطلع الشهر الجاري، وعلى مشاركة رؤساء البرلمانات العربية في هذه التظاهرة البرلمانية، بقصد رسم استراتيجية مشتركة للتعاون العربي الافريقي وتأكيد التصدي المشترك لظاهرة الارهاب.
وقال: آن الأوان لجعل العلاقات المتبادلة فيما بيننا على جدول الاعمال والاهتمام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وأتمنى ان يكون هذا الحدث مع زيارتكم فاتحة ومقدمة لعلاقة رسمية على مستوى العلاقة الانسانية التي شيدها المغتربون، الذين كانوا وما زالوا يمثلون جسر العلاقات الانسانية بين البلدين".
وختم جمعة: ان لبنان على أتم الاستعداد لان يكون واجهة العلاقات بين بلدكم بصورة خاصة والعالم العربي، كما اننا بانتظار إنجاز لبنان لانتخاباته البلدية وإطلاق فعاليات مؤسساته التشريعية والتنفيذية، لنكون على أتم الاستعداد لاتخاذ مبادرات لتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي الختام تحدث ممثل الرئيس بري النائب اميل رحمة مشيدا بتفاني الشعبين اللبناني والافريقي من اجل انماء بلديهما، ثم انتقل الجميع وازاحو الستارة على اللوحة التي تؤرخ افتتاح جادة ابيدجان.
تصوير: مصطفى الحمود