عام >عام
بين ألم نكبة فلسطين وألم رحيل د. محمد المجذوب
الاثنين 16 05 2016 08:59هيثم زعيتر
ونحن نستعيد الذكرى الـ ٦٨ لنكبة فلسطين في (15 أيار 1948) نفتقد بألم ونُمنَى بمصاب جلل برحيل رئيس «المنتدى القومي العربي» الدكتور محمد المجذوب بعد معاناة مع المرض.
منذ الطفولة ونحن نسمع عن المفكّر الوطني والقومي والعروبي الدكتور محمد المجذوب، المناضل عن قضايا الكادحين والصابرين والصامدين والمرابضين في أرضهم، والمقتلعين قسرا عن أرضهم، طالبا وأستاذا ومحاميا وقانونيا، وفي شتى المجالات، وعلى مختلف الصعد.
لقد كرّس حياته من أجل الكادحين مناضلا وقائدا مؤسِّسا في حركة القوميين العرب، ومدافعا عن الثورة الفلسطينية وشعبها في شتى المجالات، فأصبح منارة يُسترشد بها دون تردّد، لأنّه مثل «البوصلة» قبلته كانت وبقيت دائما فلسطين، وفلسطين بالنسبة إليه ليس جغرافيا، بل هي جدارة، وجميع القضايا مقياس «البارموريتر» بالنسبة إليه فلسطين.
عندما كُنّا نلتقي المناضل محمد المجذوب، كُنّا نستشف منه بقايا بوارق الأمل بوجود قادة مخلصين لم تغيّرهم المواقع المتعدّدة، ولا المناصب المرموقة، ولا تبدّل الظروف، ولا الإغراءات.
نفتقد الراحل الكبير في ذكرى نكبة فلسطين التي أصابته في الصميم، لكنّه حوّلها إلى حافز بالإصرار على مواجهة الظروف والصعوبات والملمات.
وبين الألم ووخزة الإبرة في المستشفى بمسقط رأس الراحل - صيدا، وصلنا الخبر المحزن، لكن لا يمكننا إلا أنْ نفي الراحل الكبير جزءا يسيرا من عطائه، بأنْ نستعيد ذكريات ولقاءات للعلاقة التي توطّدت معه، حيث كان في كل لقاء يشجّعني على الكتابة من أجل فلسطين وتوثيق وتأريخ المرحلة الراهنة، والإصرار على متابعة ومعرفة أدق التفاصيل عن القضية الفلسطينية، خاصة ملف المخيّمات، وتحديدا مخيّم عين الحلوة، بعد نصيحة له من صديق مشترك، وكذلك بعد انتخابه رئيسا بالإجماع والتزكية لـ «المركز الثقافي للبحوث والتوثيق» في صيدا، وقرار تفعيلي نشاط المركز وإصدار كتاب عن المركز ومؤسّسه الراحل الدكتور مصطفى دندشلي، وتكليفي بإعداده، وهو في طور الإعداد، على أنْ يبصر النور قريبا، وأن يضع الدكتور محمد المجذوب مقدّمة الكتاب.
برحيل كبير، تبقى ذكراه، لأنه من أعمدة لبنان وفلسطين والعروبة، وهو ما تمثّله صيدا التي ستحتضنه اليوم الاثنين.
رحم الله الراحل الكبير الدكتور محمد المجذوب وأسكنه فسيح جنانه وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة ومحبيه الصبر والسلوان، وسيبقى يذكره لبنان وأيضا ستبقى ذكراه خالدة في فلسطين وأماكن الصمود والمواجهة العربية.