بعنوان "بعد إدلب"، كيف يمكن إعادة إعمار سوريا، نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالاً تحدّث فيه عن أنّ هذه عملية بناء سوريا ستكلّف مئات المليارات من الدولارات، لكنّ خزينة الدولة فارغة بعد 7 سنوات من الحرب.

ورأى الموقع أنّه مع مغادرة المقاتلين المعارضين لإدلب، وذلك بعد الضغط الذي تعرّضت له هذه الجماعات، فمن الواضح أنّ الرئيس السوري بشار الأسد هو الطرف الفائز بالحرب. 

وأضاف الموقع أنّه من منظور عسكري، الأسد يفوز باللعبة، ولكنّ سنوات الحرب تركت عبئًا ثقيلاً، فقد توفي أكثر من 500 ألف شخص، بينما فر أكثر من 10 ملايين شخص من البلاد أو نزحوا داخل سوريا، وبحسب بعض التقديرات، يحتاج بناء سوريا إلى 400 مليار دولار، فيما تتراوح التقديرات الأخرى من 100 مليار دولار إلى 350 مليار دولار، وبعضها يصل إلى تريليون دولار.

ولفت الموقع إلى أنّ النظام السوري يهتمّ بالأضرار التي لحقت البنية التحتية أكثر من قضية النازحين الذين دعاهم للعودة الى ديارهم.

وأوضح أنّه "قبل الحرب، استأثر الوقود الأحفوري بثلث إجمالي الصادرات السورية، حيث وصلت عائداته إلى 3.5 مليار دولار سنوياً. ومن المستحيل حاليا إعادة إنتاج هذا المبلغ، حيث تم تدمير البنية التحتية النفطية في البلاد خلال القتال. وعلى الرغم من أن إعادة بناء هذه المرافق جارية بمساعدة روسية، إلا أن دمشق قد تنتهي بنصيب أقل، حيث ستخصص عائدات مهمة لموسكو".

بالإضافة إلى ذلك، في حين كانت أوروبا تستورد 95 في المئة من صادرات سوريا النفطية قبل الحرب، فإن العقوبات ستجبر سوريا على النظر إلى أسواق التصدير الأخرى، لكن التوجّه إلى آسيا لا يزال صعباً من الناحية اللوجستية.
 كذلك، يفتقر حلفاء سوريا التقليديون، أي روسيا وإيران للموارد المالية اللازمة لإعادة  الإعمار. وفي المقابل، تستطيع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج جمع الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنهم معادية سياسيًا للأسد، وسعت لإخراجه من السلطة، وفقًا للموقع الذي أضاف: "بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يواجه تدفقات اللاجئين التي أثارت رد فعل سياسي، فإن الشرط الأساسي للمساعدة في إعادة الإعمار هو عودة اللاجئين إلى بيئة مستقرة في سوريا، إلى جانب اتفاق المصالحة. أما بالنسبة لواشنطن، فمن غير المرجح أن تشارك في عملية إعادة الإعمار في ظل إدارة ترامب".
وختم الموقع بالإشارة الى أنّه إذا لم يتمّ التوصّل الى حلّ في سوريا، فهذا يعني أنّ الأسد قد فاز في بلده الذي مزّقته الحرب بفعل التدخلات الخارجية والتغيرات الداخلية.