لبنانيات >أخبار لبنانية
تلاميذ الغازية يدرسون بين الجرذان!
السبت 21 05 2016 11:41هبة دنش
يقضي قرابة الـ600 تلميذ في مدرستي الغازية الرسميتين، الابتدائية والمتوسطة، تعليمهم في مبان تفتقد الحد الأدنى من الشروط الصحية والتربوية المطلوبة، وذلك على الرغم من توافر البديل الأفضل، وهو عبارة عن «مجمع مدارس» تم تدشينه في أيار العام 2013، وأنفقت عليه الملايين، إلا أنه لا يزال مقفلا، بسبب خلافات بين أعضاء بلدية الغازية على تلزيم الطريق المؤدية إليه، إضافة إلى إصرار بعض الجهات الحزبية على إعطاء مجمع المدارس الجديد تسمية ذات طابع معين، من دون أي اكتراث إلى أن المجمع تابع للدولة اللبنانية.
في المدرستين المذكورتين تطول لائحة المشكلات. بدءا من الأبنية غير المستوفية لشروط الصحة والسلامة، فالأسقف والجدران متصدعة، إمدادات صحية سيئة، دورات مياه متسخة، روائح كريهة تخلفها مكبات النفايات المحيطة، إلى عدم توفر التقنيات المطلوبة لتطبيق المناهج التعليمية الجديدة. ويضاف إلى كل هذه الأمور الضيق المادي الكبير لدى المدرستين. وهذا أمر جعل الأكثرية الساحقة من أهل البلدة تحجم عن تسجيل أبنائها في المدرستين، والاستعاضة عنها بالمدارس الخاصة. وبقيت المدرستان وجهة الطبقة الفقيرة فقط، وهي طبقة لا يوجد أمامها سوى هذا الخيار المر.
وسط هذه الظروف القاسية يتابع الـ600 تلميذ دراستهم، وهم معرضون للأخطار التي قد تهدد صحتهم وسلامتهم، فتجاوز عمر مبنيي المدرستين الـ50 عاما، يستدعي التدخل من قبل الدولة بجهاتها الهندسية والصحية للاطلاع على أوضاعه وتسجيل المخالفات والتجاوزات، خصوصا ما يمكن أن يتعرض له الطلاب من مشكلات صحية بسبب دورات المياه التي تعد مصدرا للأمراض. وهنا يمكن السؤال حول دور وزارة الصحة في هذا المجال؟..
منذ أيام، ومع اشتداد موجة الحر، شهدت المدرسة الابتدائية ظاهرة خطيرة، إذ انتشرت الحشرات السامة كالعقارب والثعابين في المدرسة فأصيب الأطفال بالصدمة. تروي إحدى المعلمات في المدرسة كيف سقط ثعبان من سقف أحد الصفوف على رأس تلميذ والذعر الذي تعرض له الطفل. وتضيف أن ما يجري هو عار على البلدة، خصوصا أن «هنـــاك مجمع مدارس جديدا ويؤخر انتقال التلاميذ إليه خلاف تافه بين أعضاء البلدية».
وتعليقا على ما يجري يلفت أحد أعضاء المجلس البلدي في الغازية الانتباه إلى «أن الخلاف الذي يؤجل انتقال الطلاب إلى مجمع المدارس هو خلاف حول تسميته (مجمع مدارس شهداء الغازية) أو اعتباره مجمع مدارس تابعا للدولة بعيدا عن التسميات الحزبية، بالإضافة إلى خلافات بين أعضاء المجلس البلدي حول تلزيم الطريق المؤدي إلى مجمع المدارس في البلدة، والاختلاف على سعر التلزيم»، مشددا في الوقت نفسه على «أن طلاب بلدة الغازية سيفتتحون عامهم الدارسي المقبل في مبنى لائق، وأن الخلاف حول طريق مجمع المدارس وجد طريقه نحو الحل». بدورها، تلجأ مديرة المدرسة الابتدائية الرسمية غادة فرحات إلى وضع الجهات المعنية أمام الأمر الواقع، تقول: «نحن اليوم، ننقل كل المعدات إلى مجمع المدارس على الرغم من عدم توافر الكهرباء والمياه، وطريقها الخطرة، التي لا تصلح لمرور باصات نقل التلاميذ». وإذ تشدد على ضرورة قيام الجهات المعنية بدورها في تأهيل الطريق، تشير إلى أنه مع بداية العام الجديد «سنحضر جرافة خاصة على حسابنا الشخصي، لتسوية الطريق المؤدية إلى المدرسة».
وتلفت فرحات الانتباه إلى أنه «تم تدشين مجمع المدارس في أيار 2013 برعاية رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، وبدل أن ينتقل طلاب البلدة إلى المبنى الجديد واللامع، بقي مجمع المدارس مقفلا حتى تاريخ اليوم، واستمر طلاب المدرستين الابتدائية والمتوسطة الرسمية بفرعيهما الإنكليزي والفرنسي في متابعة عامهم الدراسي في مكانهم القديم، في مبان متردية، تفتقر الى الصيانة والترميم»، موضحة أن بعضها يحــــتاج إلى إعادة تأهيل، فيما البديل الأفــضل، فارغ ومقفل». وتضيف: «غاب عن المعنيين أثر المبنى المدرسي على الطالب الذي هو محور العملية التربوية في زيادة التحصيل الدراسي».
فيما لا يزال تلاميذ الغازية يتابعون دراستهم في مدارسها عمرها نحو الـ50 عاما فيما تم بناء مجمع حديث لاستقبالهم، تبقى الأسئلة كثيرة حول أداء المجلس البلدي للمدينة وغيابه عن الاضطلاع بأي دور على صعيد حماية تعليم أبناء البلدة. وهي أسئلة ستمتد على ما يبدو إلى ما بعد الانتخابات البلدية المزمعة الأحد المقبل.