مقالات مختارة >مقالات مختارة
مطاعم الشاورما تغزو السوق الصيداوي تلبية لرغبات الزبائن
تراعي الحفاظ على التراث مع التجديد وإعادة التمركز
تعدّد النكهات والانتقال نحو العالمية أعطتها طفرة جديدة
مطاعم الشاورما تغزو السوق الصيداوي تلبية لرغبات الزبائن ‎الأربعاء 13 01 2016 08:13
مطاعم الشاورما تغزو السوق الصيداوي تلبية لرغبات الزبائن
الشاورما تغزو السوق الصيداوي بشكل لافت

سامر زعيتر

ما بين ظاهرة وأخرى يتبدّل المشهد بين ليلة وضحاها، وعندها تكثر التساؤلات عن الأسباب المرافقة لهذه الظاهرة، فهل هي وليدة الصدفة أم تأتي عن سابق دراسات وخبرة؟!...
مطاعم الشاورما تغزو السوق الصيداوي بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، أمر قد يدخل الحيرة، ولكن تجاورها في المكان على مقربة من محال حققت النجاحات، يستدعي مزيداً من الدراسة للأسواق وأحوالها والبحث عن الأسباب الداعية لهذه الظاهرة...
ومع الانتقال من العمل العائلي إلى نظام الشركات في المطاعم، واختيار أماكن جديدة لها، كلها أمور تترافق مع إضافة نكهات وألوان تراعي أذواق المستهلكين، فتأتي الحداثة مقرونة بالحفاظ على الجودة لتشتعل المنافسة الإيجابية بين المحال والكل راضٍ عن رزقه، لا بل فاق ما توقعته أصحاب المحال...
«لـواء صيدا والجنوب» يسلّط الضوء على ظاهرة إعادة انتشار محال الشاورما في صيدا واختيارها لأماكن متجاورة، حيث عاد بهذه الانطباعات...

بين الخبرة والتجديد

من أجل الوقوف على هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها، كان لا بد من العودة إلى الذاكرة الصيداوية لأن التاريخ يُعيد تكرار ذاته.
{ صاحب «مطعم شاورمز اكسبرس» زاهر البابا أوضح ذلك بالقول: «أقدمنا على خطوة جديدة بفتح محل «شاورمز» والذي يتضمن 6 أنواع من الشاورما، بوضع حرف الـ Z الذي يقرأ بالعربية أيضاً كرقم 6، وكان الهدف منه التنوّع في العمل، رغم أنني لا أزال ضمن عمل العائلة في شاورما البابا، ولكن رغبت بالتجديد وتأسيس عمل خاص بي، والخروج من طقوس العمل العائلي، فشاورما البابا تأسّست منذ 40 عاماً ولديها أسم كبير في السوق واستقطاب الزبائن، وفكرة المحل الجديد تأتي كتحدٍّ لظروف البلد الاقتصادية وإستجابة لزيادة الطلب على الشاورما بشكل لافت في صيدا والعالم، وهذه الظاهرة تتكرر كل فترة من الزمن، فإذا عدنا إلى الوراء وتحديداً إلى ما يقرب من 26 عاماً حين استقبلت مدينة صيدا النازحين من الحرب الداخلية في بيروت، تم فتح عدّة محال بالتزامن مع قيامنا بتجديد الديكور في شاورما البابا، وإضافة أول سيخ شاورما دجاج، بالوقت الذي كانت فيه سائر المحال تقدّم شاورما اللحمة فقط مع بعض الوجبات الأخرى كسودة الدجاج والكفتة على السيخ والبطاطا، وكان الناس في تلك الفترة يطلقون على شاورما الدجاج الطاووق، فنقول للناس أنها شاورما دجاج، ومن المحال التي فتحت في تلك الفترة: فري تايم، بيوبيو، دونالد، باربيكيو ونابولي، ومع مرور السنوات أقفل البعض واستمر البعض الآخر في عمله ضمن قاعدة الخبرة والحظ، فمن يعطي مهنته تعطيه، ونرى الآن تكرار لنفس الحقبة بالإقبال على محال الشاورما».
وأضاف: «شاورمز اكسبرس» ليس له علاقة بشاورما البابا، تم تأسيسه بالتعاون مع شريكي بشير النقيب، إستفادة من الخبرة التي نملك، فنظام الشركات يسهم في دعم العمل واستمراريته، وتم فتح المحل منذ أسبوعين، واختيار المكان الأنسب له وفق السوق الصيداوي، فكما نرى أن الرزقة تتحوّل مع مرور الزمن من مكان إلى آخر، ففي السابق كان شارع رياض الصلح هو نقطة الاستقطاب، ثم «بوليفار الدكتور نزيه البزري بعد مستديرة مرجان، حيث كان لشاورما البابا فرع فيه، ومنذ العام 2010 وصعوداً نرى الأوتوستراد الشرقي الصيداوي ضمن محيط فيلا شفيق الحريري هو نقطة الاستقطاب، حيث يوجد شاورما أبو بهيج منذ فترة من الزمن في هذا المكان، وهذا هو الخط الأساسي والشريان الحيوي لأبناء مدينة صيدا وقاصديها سواء من الجنوب أم بيروت، ولا شك أن فتح المراكز التجارية الكبيرة فيه أعطاه مزيداً من القوة».
وختم البابا: «بفضل تعطّش السوق للشاورما المجدّدة بالنكهات، أصبح لدينا عالم الشاورما بنكهات متعددة من الصيني والمكسيسي والتركي، وتقديم وجبات وباستا وسلطات ومعجنات تعتمد بشكل رئيسي على الشاورما وتقديم تنوّع في المأكولات، لذلك نرى الاقبال من قبل الناس التي تعرف سمعتنا وما لدينا من خبرة، أما المنافسة فهي تعتبر مكمّلة لبعضها البعض، لأننا نقدّم أصنافاً ليست لدى الآخرين، فنحن لم ندرج وجبات الـ «بروستد تشيكن» لأننا لا نريد منافسة الجيران، فيأتي من يأكل الشاورما لتناول الفاهيتا والسندويشات، فالطريقة الحديثة وتأمين الرفاهية للزبائن هو هدفنا ونتبادل الزبائن مع الجيران، وهي مصلحة تعطي من يعطيها وتحتاج إلى متابعة ومراقبة مستمرة لتطوير العمل».

التحوّل إلى نظام الشركات

{ بدوره مدير «مطعم شاورما وصاج» زكي اليماني قال: «هو الفرع الأول لنا، تم فتحه منذ 6 أشهر، ويتبع لشركة يملكها الصيداوي خضر الشامية ومقرّها أبو ظبي حيث يعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، والهدف منه إنشاء سلسلة مطاعم بالاعتماد على الطريقة الأميركية في «الفرنشايزينغ» بالتركيز على منتج واحد، على غرار الـ «ماكدونالد»، لذلك اخترنا الشاورما التي تلقى رواجاً لدى الأجانب أكثر من العرب، وحالياً نبحث عن موقع آخر في بيروت، وبعد عامين سنكون في دول الخليج إن شاء الله، والإقبال والحمد لله أفضل مما كنا نتوقّع، فالناس تأتي وتسرّ بالنوعية التي تقدّم، فضلاً عن جمالية الديكور والحفاظ على النظافة، وقد تمكّنا والحمد لله من الحصول على جائزة من شركة بوكير للحفاظ على الأغذية، والتي تضمن أن الطعام يحضّر ضمن بيئة نظيفة بدءاً من المطعم والمواد الأولية المستخدمة والرقابة الدائمة».
وأضاف: «الشاورما هي تقليدية سواءً شاورما الدجاج أم اللحمة، ولكن الأفكار التي أضفناها كانت النكهات ومنها المكوّنات المكسيكية الأساسية مع شاورما الدجاج واللحمة، فضلاً عن خبز البيتا التي هي التركية التي يتم حشوها، إضافة إلى خبز الصاج التي تصنع خصيصاً للمحل، فضلاً عن الخبز المرقوق والعربي، هناك الكبة بالشاورما والسلطات مع الشاورما، فهي أفكار جديدة متطوّرة تخرج الزبائن من فكرة الشاورما التقليدية، فالشركة تمكّنت من تخطّي الخطة الموضوعة، وهناك العديد من العوامل التي ساهمت في هذا النجاح، بداية من الديكور الذي يستقطب الزبائن والنظافة وجودة النوعية للأطعمة وصولاً إلى الأسعار التي تناسب السوق الصيداوي، وبالتالي تمكّنا من اكتساب السمعة، فالمنافسة تشجعنا لأننا نتمركز ضمن شارع تم فتح مطعمين فيه خلال فترة قليلة، إضافة إلى تواجد مطعم لديه شهرة كبيرة ليس على صعيد صيدا وحسب بل في كل لبنان، فضلاً عن كون المحال الجديدة لديها مواصفات جيدة، فالمنافسة مكّنتنا من اكتساب اسم جيد خلال الفترة القصيرة التي فتحنا فيها، إضافة إلى دعوة الزبائن المستمرة لزيارة المطبخ وتفقّد النظافة دون أخذ إذن من أحد، وهذا يزيد من ثقة الزبائن، فنحن من ضمن 8 مطاعم حصلت على شهادة الجودة والنظافة في لبنان خلال فترة وجيزة تقلّ عن عام، فنحن في المستودع والمطبخ نراعي الفصل بين المواد الغذائية والكرتونية، والفصل في البرادات بين اللحمة والدجاج والخضار والأجبان والألبان».

الخبرة الشامية

{ أما صاحب «بروسد وشاورما الحمراء» نبال عيون فقال: «فتحنا فرعنا في صيدا منتصف شهر كانون الأول الماضي، وخبرتنا تأتي من الشام وهي مصلحة توارثناها أباً عن جد، فكان لنا 3 فروع في الشام، ولكن بسبب الأحداث والأوضاع في سوريا لم يبقَ منها سوى فرع واحد نتابع العمل فيه في منطقة الحمراء بالشام، وهذا الفرع الثاني الذي تم افتتاحه ونطمح من خلاله إلى تقديم خدمة مميّزة ترضي الزبائن، والإقبال بفضل الله جيد، ونأمل أن نحوز على اعجاب الجميع، فنحن نقدّم شاورما للمجتمع اللبناني بنفس الطريقة الشامية المميّزة التي تقدّم بالخبز الصاج والمرقوق، فضلاً عن البهارات والثوم المميّز، وقد قمنا بإجراء دراسة للسوق الصيداوي واخترنا هذا المكان لأن الأوتوستراد الشرقي هو مدخل الجنوب، والموقع يتوافر فيه أماكن لركن السيارات ومساحة لجلوس الزبائن وأسعارنا وعروضنا مدروسة تعتمد على إرضاء جميع الطبقات».
تناسق فيما بين اختيار المكان والأسعار جعل المنافسة بين محال الشاورما تكاملية، فكل له رزقته وزبائنه.

 

الاقبال على المحال الجديدة فاق توقّع أصحابها

 

الدعوة للتأكّد من النظافة يزيد من ثقة الزبائن

 

تنوّع النكهات مواكبة لأذواق الزبائن

 

الانتقال من بلد إلى آخر مع الحفاظ على الجودة

 

الإستفادة من خبرة الأجيال مع تحديث الخدمات