عربيات ودوليات >أخبار دولية
سيناريو حصل قبل 17 عاماً يتكرر بسوريا.. وهذه قصة الـ30 مليار دولار إيراني!
الثلاثاء 6 11 2018 13:37جنوبيات
في ظل الأنباء التي تحدّثت عن نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب توسيع نطاق المهمة العسكرية الأميركية لتشمل طرد القوات الإيرانية والمقاتلين الذين تدعمهم طهران من سوريا بعدما هدفت إلى قتال "داعش" وتدمير قدراته، حذّر المحلل الأميركي دانييل دو بتريس من مخاطر بقاء القوات الأميركية في شرق البلاد "إلى أجل غير مسمى"، داعياً الإدارة الأميركية إلى عدم تكرار الأخطاء نفسها في الشرق الأوسط.
وفي تقريره، ألمح المحلل إلى أنّ البيت الأبيض يؤمن بأن العقوبات الاقتصادية الصارمة والوجود العسكري الأميركي غير محدود المدة في شرق سوريا يمثلان عاملين من شأنهما أن يجبرا طهران في نهاية المطاف على مغادرة سوريا، مرجحاً أن يشهد الشعب الأميركي على انتشار عسكري أميركي آخر في الشرق الأوسط، ما لم يتحرك ترامب لوضع حد لهذه المهمة العسكرية.
وفي هذا الإطار، نبّه المحلل من مواصلة الولايات المتحدة انتهاج السياسة نفسها التي تتبعها في الشرق الأوسط منذ 17 عاماً، مشيراً إلى أنّ هذه السياسة اتصفت بإنفاق مئات مليارات الدولات التي يدفعها الأميركيون كضرائب أولاً، والقيام بعمليات عسكرية لا متناهية لا تعود بأي فائدة أمنية على الولايات المتحدة ثانياً.
واستناداً إلى هذه الفكرة، أكّد المحلل أنّه ينبغي لمصالح الولايات المتحدة الأساسية في المنطقة أن تملي سياستها في الشرق الأوسط، وليس ما تقوم أو ما لا تقوم به إيران، كاشفاً أنّ سوريا لم تضطلع بأهمية بالنسبة إلى واشنطن قبل الحرب، حيث كانت عبارة عن قوة متوسطة الحجم تتمتع باحتياطات نفط خام متواضعة وبسلام- إلى حدّ كبير- مع إسرائيل.
في المقابل، شدّد المحلل على أنّ سوريا تُعد جزءاً لا يتجزأ من أحجية المنطقة بالنسبة إلى إيران، مبيناً أنّ عائلة الأسد مثلت حليفاً أساسياً لطهران في العالم العربي بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية. وتابع المحلل بأنّ إيران أنفقت 30 مليار دولار دعماً للرئيس بشار الأسد، وسهّلت دخول آلاف المقاتلين الشيعة من أفغانستان وباكستان إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري، معتبراً أنّ إنفاق إيران هذا المبلغ في الوقت الذي كان يرزح فيه اقتصادها تحت تأثير العقوبات يعكس مدى أهمية بقاء الأسد بالنسبة إلى الأمن الإيراني.
وعليه، رأى المحلل أن اعتقاد واشنطن بأنّها قادرة على الضغط على إيران لإجبارها على التخلي عن الجهود التي بذلتها في سوريا لسنوات، عبر الانتشار عسكرياً لأجل غير مسمى، "اعتقاد يتعدى حدود السذاجة". ونظراً إلى انّ استراتيجية إدارة ترامب للأمن القومي والاستراتيجية القومية الدفاعية واضحتان جداً، اعتبر المحلل أنّ الولايات المتحدة دخلت أولى مراحل عصر جديد من السياسيات العالمية، خالصاً إلى أنّ واشنطن لن تجني أي فائدة إذا كررت الأخطاء نفسها التي اقترفتها في الشرق الأوسط.