عربيات ودوليات >أخبار دولية
من سليماني الى تأسيس "حزب الله" وما فعله صدّام.. لو قرأ ترامب تاريخ إيران!
الثلاثاء 20 11 2018 18:23جنوبيات
علّق الباحث البارز في المجلس الأطلسي أمير هندجاني على العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران مؤخرًا، والتي شملت المصارف وقطاعات الطاقة والتأمين والشحن.
وأوضح الكاتب أنّه منذ بداية ولايته في البيت الأبيض، يصرّ ترامب على إلزام إيران بالتوصّل الى إتفاق جديد وأفضل من الإتفاق النووي الذي عُقد عام 2015، على أن يشمل التدخّل العسكري الإيراني، دعم قوات في العالم العربي، إضافةً الى برنامج الصواريخ البالستية.
وأضاف أنّ التأثير المؤكّد هو أنّ العقوبات ستجعل إيران أفقر بنهاية المطاف، إلا أنّ الكاتب يعتقد أنّ مناورات ترامب ستفشل، معتبرًا أنّ أحد أهداف العقوبات هو قطع النفوذ الإقليمي لإيران، التي باتت لاعبًا فاعلاً في سوريا، لبنان، العراق واليمن، إذ ترى واشنطن أنّ خطة العمل الشاملة المشتركة قد جعلت إيران أكثر ثراءً، ممّا وفّر أموالاً إضافيّة للحرس الثوري الإيراني ليبسط قوّته في الشرق الأوسط، ومن هنا جاءت الرغبة الأميركية بالضغط على إيران ماليًا من خلال تقليص صادراتها النفطيّة، والحدّ من حصولها على العملة حتّى تختار أن تدفع للتدخّل الخارجي، أو أن تستخدم ما لديها من أجل الغذاء والدواء.
ومع ذلك، ترى طهران أن نفوذها في العراق وسوريا أمر حيوي لأمنها القومي، بحسب الكاتب الذي قال إنّ قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، رئيس الحرس محمد علي جعفري ومعظم القيادة العليا الأخرى للقوات المسلحة الإيرانية هم من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية - العراقية بين عامي 1980 و1988. وأضاف الكاتب أنّ هناك العديد من الإيرانيين الذين يرون التدخّل الإيراني في سوريا والعراق ولبنان ضروريّ من أجل مواصلة إيران توسّعها خارج الحدود. وفي الواقع، لا يختلف هذا التفكير عن إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، التي غزت أفغانستان والعراق ظاهريًا لردع تهديدات جديدة موجّهة للداخل الأميركي.
ولفت الكاتب الى أنّه من المهمّ التذكير أنّ إيران أسّست "حزب الله" في أوائل الثمانينيات، في أوج عزلتها الدوليّة، وفيما كانت أراضيها تتعرّض للهجوم من قبل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، مضيفًا: "حتى في الوقت الذي كان فيه القطاع المصرفي الإيراني يواجه مشاكل في السيولة وكان يجري تقنين الغذاء في جميع أنحاء البلاد، استثمرت في لبنان".
وأردف الكاتب قائلاً: "من 2011 حتّى 2015، فرضت إدارة أوباما أكثر العقوبات قسوة في التاريخ الحديث على إيران، وعلى خلاف إدارة ترامب، فقد فعلت ذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ومجلس الأمن الدولي. ومع ذلك، استمرّت إيران في دعم الرئيس السوري بشار الأسد وبعض المجموعات في العراق، و"حزب الله" في لبنان، وبدرجة أقل، دعمت المقاتلين الحوثيين في اليمن".
وبعد هذا العرض، استنتج الكاتب أنّ إيران استمرّت بتوسّعها على الرغم من الضغط عليها بالعملة والصادرات النفطية والعقوبات، ولذلك فإنّ خطّة ترامب بجرّ إيران الى إتفاق جديد عبر الضغط عليها قد تكون غير ناجعة.