عام >عام
كاميرات المراقبة تكشف لغز جريمة "بليق"
الخميس 26 05 2016 09:25
بعد تروي الأجهزة الأمنية في تفسير التباسات الغامضة التي لفت وقائع جريمة قتل الرقيب أوّل في فوج إطفاء بيروت وسام بليق في الساعات الاولى على وقوعها كونها لا تريد الا الاقتراب من الحقيقة واماطة اللثام عنها مرتكزةً على تقاريرها وتحقيقاتها، تبين وجود كاميرات مراقبة في محيط حادثة اطلاق النار مما غير مجرى التحقيق وأدخله منحى آخر اقرب الى المنطق والواقع.
وبحسب كاميرات المراقبة، يظهر مطلق النار المدعو حسين الهواري (يُقال أنه من سرايا المقاومة ومن اصحاب السوابق في اطلاق النار العشوائي كما اظهرت بعض الصور وشرائط الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل) الذي تسبب بمقتل الشاب وسام بليق حاملاً مسدساً من عيار 9 ملم بيده الممدودة خارج السيارة التي تمكنت الاجهزة الامنية من تحديد نوعها ومعرفة رقم اللوحة التي تحملها.
ويظهر الهواري وهو يطلق النار عشوائياً ويرجح ان يكون بحسب الشريط قد أطلق 3 رصاصات احداها اخترقت رأس بليق، كما تبين ان بداخل السيارة اكثر من شخص.
وفي السياق عينه، نفى مصدر رفيع المستوى فرضية أن تكون الرصاصة طائشة وكل ما قيل عن وجود شخصين على دراجة نارية كانا يطاردان المغدور إلى أن نالا منه، مشيراً الى ان الكاميرات لم تظهر مرور اي دراجة نارية وقت وقوع الحادثة.
واستبعد المصدر ايضاً ما قيل عن استهداف متعمد لبليق من قبل الهواري، شارحاً ان سيارة بليق رباعية الدفع ذات زجاج داكن وبالتالي مطلق النار يجدر به ان يكون محترفاً ليتمكن من اصابة بليق تحديداً واختراق رأسه دون ان تخطئ الرصاصة وتصيب أحد افراد اسرته بدلاً منه.
وأكد ان رصاصة من عيار 9 ملم بحاجة لدقة في التصويب ومسافة لا تتجاوز الـ20 أو 25 م. حتى تصيب الهدف، معتبراً انه "لو كان الهدف قتل بليق كان عمد القاتل الى الاقتراب منه أكثر والتصويب عليه مباشرة من جانبه".
وشدد المصدر على ان الهواري قد اصبح الآن موضع ملاحقة من قبل شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي تعمل جاهداً على ملاحقته وتعقب تحركاته حتى تتمكن من توقيفه وتسليمه للقضاء ليأخذ مجراه الطبيعي.
وفي السياق عينه، غمزت معلومات الى ان هواري تمكن بمساعدة بعض الجهات والاطراف من الفرار الى سوريا والاختباء هناك.
ازاء هذه الوقائع، ستبقى علامات استفهام كبيرة قائمة حول ما جرى والاحتمالات مفتوحة حتى كشف القوى الأمنية في الساعات المقبلة المزيد من ملابسات وحقائق هذه الحادثة الأليمة التي أنهت حلم "النجماوي الأول" وأودت بحياته، ومن هنا، لا شيء مؤكد إلا انه لن يقف شيء حائلاً امام شعبة المعلومات لالقاء القبض على من تسبب بمقتل بليق وحتى إن كان القاتل عضواً او مسؤولاً بـ "سرايا المقاومة"!