عام >عام
الرئيس عباس يرعى عرساً جماعياً لـ392 عريس وعروس لبناني وفلسطيني في لبنان
الرئيس عباس يرعى عرساً جماعياً لـ392 عريس وعروس لبناني وفلسطيني في لبنان ‎السبت 19 01 2019 23:04
الرئيس عباس يرعى عرساً جماعياً لـ392 عريس وعروس لبناني وفلسطيني في لبنان

جنوبيات

برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، شهدت قاعة الأولي للمعارض "La Salle" عند مدخل صيدا الشمالي مساء اليوم (السبت)، إقامة العرس الوطني الجماعي لـ392 عريس وعروس من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومناطق لبنانية، وفلسطينيين نزحوا من سوريا، وسوريين ومصريين ناضلوا وعائلاتهم في صفوف الثورة الفلسطينية.
و"العرس الوطني" من تنظيم الرئاسة الفلسطينيّة و"منظمة التحرير الفلسطينية"، بإشراف مباشر من السيد الرئيس محمود عباس.
ويأتي هذا العرس ضمن أربعة أعراس جماعية، بعد عرسين مماثلين في الضفّة وغزة، ورابع يجري التحضير له في سوريا.
ومثل الرئيس عباس رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، الذي كان قد وصل عصر اليوم إلى لبنان للمشاركة في القمّة العربيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
وتقدم الحضور: ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس المكلف  سعد الحريري رئيس "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" الدكتور حسن منيمنة، عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظمة التحرير" والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد، ممثل النائب بهية الحريري مسؤول دائرة صيدا في "تيار المستقبل" أمين الحريري، وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العقيد محمد السبع، رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، أمين سر حركة "فتح" وفصائل المنظمة فتحي أبو العردات، عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، سفير فلسطين في البحرين خالد عارف، ورؤساء بلديات ومخاتير منطقة صيدا، وقيادة وكوادر حركة "فتح" في لبنان، وممثلو الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية، وحشد غفير من ابناء الشعب الفلسطيني من كافة المخيمات.
يشار إلى أن الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير حرصتا على مشاركة 50 عريسا وعروسا لبنانيا في هذا العرس الجماعي، في إطار التأكيد على العلاقات الاخويّة والتاريخيّة الثابتة والمشتركة بين الجانبين.
وألقى الحمد الله  كلمة نيابة عن الرئيس عباس قال فيها: "إنه لمن دواعي سعادتي الغامرة، أن أشهد هذا العرس الجماعي في ليلة يحتشد فيها الفرح والسرور، ونحيي فيها تراثنا وإرثنا الفلسطيني وتتآلف قلوبنا بهجة ومحبة ووحدة". 
وأضاف الحمد الله: "اليوم نشهد فرحة وطنية فلسطينية لبنانية، في مظهر آخر يدلل على عمق ترابطنا وارتباطنا الفلسطيني- اللبناني، وتبرز فيه "صيدا"، ولبنان عموما، مساحة للتعايش والتسامح".  
وتابع رئيس الوزراء: "باسم فخامة الأخ الرئيس محمود عباس وأبناء شعبكم الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، أهنئكم وأبارك لكم زفافكم. وأتمنى لكم حياة هانئة سعيدة ومستقرة، فقد جئتكم من فلسطين محملا بالكثير من المحبة والأمنيات، حاملا تأكيد أخواتكم وأخوتكم، على أن النسيان لن يطوي قضيتنا أو هويتنا، وأن شعبنا سيبقى واحدا موحدا أينما كان، ملتفا لحماية قضيته وحقوقه الوطنية من المصادرة والطمس والتزييف". 

وأردف الحمد الله: "من وسط المعاناة الإنسانية التي نعيشها في كل شبر من أرضنا وفي منافي الشتات، ومن قلب مخيمات الصمود المتمسكة بحلم وحق العودة، وفي ظل التحديات والصعاب التي يواجهها شعبنا لكسر عزيمته وتشتيت حقوقه، يأتي عرسكم الجماعي، إنتصارا لإرادة الحياة والأمل، وكحلقة من حلقات المقاومة، بمزيد من الوحدة والتلاحم والارتباط الأبدي بالهوية الفلسطينية الجامعة، التي نهض بها زعيمنا الخالد ياسر عرفات ورفاقه من المؤسسين ورواد العمل الوطني من حطام النكبة والدمار، والتي لن تسقطها اليوم أو تكسرها أية قرارات أو مؤامرات، ولن تتمكن منها غطرسة الاحتلال الإسرائيلي أو ظلمه الممتد عبر عقود طويلة من الزمن".  
واستطرد رئيس الوزراء: "نخوض اليوم مواجهة محمومة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل أعمال القتل والتنكيل ضد الأبرياء العزل من أبناء شعبنا، ويتوسع في حربه على أسرانا البواسل، ويمعن في استيطانه وفي مصادرته للأرض والموارد، ويفرض حصاره الخانق على قطاع غزة، ويحاول بكل ما أوتي من دعم أمريكي، مصادرة وتزوير هوية وتاريخ القدس واقتلاع سكانها وهدم تجمعاتها البدوية". 
واستدرك الحمد الله: "يأتي هذا، والإدارة الأمريكية تواصل استهداف وكالة الأونروا، للالتفاف على دورها التاريخي في حفظ مكانة وحقوق لاجئينا، في محاولة لشطب اللاجئين الفلسطينيين واستبعادهم من قضايا الحل النهائي، وتمرير ما يسمى بصفقة القرن، وإنهاء وتصفية قضيتنا العادلة التي بقيت، على مدار عقود قاهرة من الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، حية ومتقدة وباقية فينا. لقد اصطفت الكثير من دول العالم لتمكين الأونروا من الاستمرار في تقديم خدماتها لنحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني والحفاظ على ديمومتها واستقرارها وقدمت مشكورة دعما إضافيا لموازنتها، وأكد فخامة الرئيس في موقف راسخ ومشرف، بأن طريق السلام واضح للجميع لا يقبل التأويل أو التضليل، هو طريق الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، ومبدأ حل الدولتين الذي تجمع على وجوب تنفيذه أغلب دول العالم".
وأردف رئيس الوزراء: "لقد حرص قائد المسيرة الرئيس محمود عباس، حتى في ظل أحلك الظروف، أن يلبي النداء وأن يكون الداعم والمساند لأبناء شعبنا في المخيمات، خاصة شبابه وأطفاله، فافرد المبادرات الرئاسية لتعزيز قدرتهم على الصمود، فتأسست "مؤسسة محمود عباس" لمساعدة الطلاب في مرحلة التعليم الجامعي، وأطلق "برنامج التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في المخيمات"، وبرنامج التكافل الأسري، فيما اضطلعت "مؤسسة أسر الشهداء والجرحى" بدورها، ونهض عمل اللجان الشعبية للمخيمات ليلبي الحاجات ويقدم الخدمات ويدافع عن مكانة المخيمات".
وأضاف الحمد الله: "إننا نرى في تكرار الأعراس الجماعية في الضفة وفي غزة، وهنا في لبنان، وقريبا جدا في سوريا، تكريسا لروح فلسطينية مقاومة متشبثة بكل ما يجمعنا معا، بالأرض والتاريخ والهوية. هذا ما صان قضيتنا وحفظ لها القوة والزخم، وهو ما سيوصلنا حتما إلى الحرية والعودة والاستقلال مهما طال الزمن أو قصر".
وتابع رئيس الوزراء: "أبارك لبناتي وأبنائي العرسان، ومن خلالكم، أتوجه بكل التحية لأبناء شعبنا الصامد في مخيمات لبنان، وفي كل مخيمات اللجوء، الباقية رغم كل محاولات الطمس والتدمير والتهجير. أنتم أصل الحكاية وعنوان للصمود والثبات".  
واختتم الحمد الله كلمته: "فرحنا اليوم لا ينتقص من نضالنا، بل يزيدنا تصميما على استكمال مشروعنا الوطني حتى النهاية، حتى الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وإعمال حقوقنا التاريخية، وفي مقدمتها حق تقرير المصير والعودة وفقا للقرار 194، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها، وغزة إلى الأبد في قلبها".