اعتبر البابا فرنسيس خلال لقاء الاخوة والانسانية في صرح الشيخ زايد في ابو ظبي، "ان شعار الزيارة للامارات العربية المتحدة: "حمل الحمامة غصن الزيتون" يذكرنا بقصة الطوفان وخلاص نوح وعائلته، مستهلا كلمته باللغة العربية قائلا: "السلام عليكم". وشكر البابا "كل من ساهم في انجاح هذه الزيارة وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"، متوجها بالتحية الى كل الدول الخليجية، مؤكدا ان "نحن هدفنا تعزيز السلام ونحن ادوات للسلام وهذا هو هدف الزيارة ونقطة الانطلاق هو الاعتراف بان الله هو رأس العائلة البشرية ويريد منا ان نعيش كأخوة واخوات في بيتنا الارض، وهي دعوة يخبرنا فيها الله ان كلنا نمتلك الكرامة ولا يمكن لاحد ان يكون سيدا على احد وكل فرد هو شخص ثمين في اعين الله، وهو ينظر بمحبة نحو جميع الشعوب والافراد، وعلينا نحن ان نرفض كل شكل من اشكال العنف لانه يدنّس اسم الله وبخاصة حين نستعمل اسمه لممارسة العنف والتعصب ضد الاخرين، فاستعمال اسم الله لا يبرر اعمال العداء الاعمى والبطش والقتل التي هي موجهة اولا ضد الله، ولا يمكن ان يوافق عليها الله، اما التدين الحقيقي فيقوم على محبة الله من كل قلبنا، والسلوك الديني لا يمكن ان يعادي اي دين" ، وأشاد البابا "بالتزام الامارات بالتعايش بين مختلف الاديان ونبذ العنف وهي اعتبارات اساسية كي لا يتم استغلال الدين بهدف ممارسة الارهاب على الاخرين،"
ودعا البابا فرنسيس الى "تقبل الاختلافات بين البشر لان التعددية الدينية تعبير طبيعي عن الروح البشرية والتجانس القسري لا يدوم ولا يحقق السلام، فالرب الرحيم هو الذي خلقنا وعلينا البحث عن التآلف والبحث عن حل اختلافاتنا بالحوار" مشددا على ان "هناك اسئلة تفرض نفسها ان: كيف نحافظ على صورة لله وكيف نحافظ على بعضنا البعض، وكيف بمكن للاديان ان تكون قنوات للاخوة بدل ان تكون حواجز للاقصاء؟" مضيفا ان "اذا كنا نؤمن بالعائلة البشرية علينا ان نجري الحوار اليومي ولا يجوز ان يتخلى احد عن هويته الشخصية لارضاء الاخرين وعلينا ان نملك شجاعة الاختلاف بين بعضنا البعض"، مؤكدا ان "الحرية الدينية لا تقتصر على حرية العبادة، فالحرية هي حق لكل انسان في اطار التعددية والاختلاف في الدين والجنس والعرق واللغة، وهو اختلاف نابع عن حكمة ومشيئة الله " داعيا الشباب "الى الا ينجرفوا الى العنف وظلم الاخرين بل عليهم الدفاع عن حقوق الاخرين، وعلينا ايجاد وسائل لجمع الشباب كي يتحاوروا، فهم سيحكمون علينا بالسوء اذا تركنا لهم عالما مليئا بالمشاكل والحروب التعيسة، كالتي تحصل في سوريا واليمن والعراق وغيرها من بلدان، اما الشباب فهم اساس في بناء حضارتنا، في حين ان العدل والسلام لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ، والسلام يموت حين ينفصل عن العدالة التي يجب ان تكون شاملة للجميع" .