لبنانيات >أخبار لبنانية
المطران العمّار عزى بإسم البطرك الراعي بهيثم الزين في الزعرورية : "نطالب بأشد العقوبات للقاتل، وعيشنا مع بعضنا البعض أهم بكثير"
المطران العمّار عزى بإسم البطرك الراعي بهيثم الزين في الزعرورية : "نطالب بأشد العقوبات للقاتل، وعيشنا مع بعضنا البعض أهم بكثير" ‎الجمعة 8 02 2019 12:55
المطران العمّار عزى بإسم البطرك الراعي بهيثم الزين في الزعرورية : "نطالب بأشد العقوبات للقاتل، وعيشنا مع بعضنا البعض أهم بكثير"

جنوبيات

بتكليف من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، زار راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية، المطران مارون العمّار، على رأس وفد كبير من الأبرشية، بلدة الزعرورية، حيث قدم لعائلة الزين ولرئيس البلدية سلام عثمان ومختاري الزعرورية زين الزين وطارق ابو ضاهر، التعازي بالضحية هيثم الزين، الذي كان قد قتل في خراج بلدة مزرعة الضهر يوم الجمعة الماضي، خلال رحلة للصيد مع مجموعة من رفاقه، عندما تعرض من الخلف لطلق ناري من ابن مزرعة الضهر المدعو مالك وديع عيد، أودى بحياته على الفور، ولكن سرعان ما أوقفته القوى الأمنية، الذي إعترف بجريمته.

وضمّ الوفد النائب العام المونسنيور مارون كيوان، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبد أبو كسم، رئيس إتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي، رئيسا بلديتي مزرعة الضهر والمطلة حسيب عيد وأرنست عيد، كاهن رعية الزعرورية الأب بطرس الهاشم، كاهن رعية المطلة الأب بطرس مخول، ومخاتير مزرعة الضهر سهاد عيد والمطلة فارس عيد والجليلية سمعان عيد ومزمورة ملحم روحانا ورئيس لجنة وقف سيدة النجاة في الزعرورية انطوان رزق. 

وقد عكست زيارة المطران العمّار والوفد المرافق إرتياحا كبيرا في نفوس أهالي الزعرورية، وهذا ما بدا واضحا من خلال الترحيب بالضيف، الذي حمل رسالة أخوّة وعاطفة محبة من أعلى سلطة دينية في الكنيسة المارونية، منددة بالجريمة، وطالبت بإنزال أقصى العقوبات بالقاتل، وشددت على التمسك بالتعايش الإسلامي – المسيحي الذي ورثناه على الأهل والأجداد". 

العمّار
وألقى المطران العمّار كلمة في بداية الزيارة، فندد بالجريمة، وأبدى أسفه الشديد، وأكد ان مصير هيثم سيكون مع الأبرار، ثم أشاد بمزايا الراحل وفق سيرته الحسنة التي نسمعها على لسان الجميع، خصوصا لجهة محبته للآخرين وللأصدقاء وللجوار وإنفتاحه على الجميع"، معتبراً "ان المصاب هو مصابنا جميعاً وليس مصاب الزعرورية وعائلة الزين فقط، لأن الانسان الخيّر تتمنى الناس له البقاء، لتتعلم منه السلام والمحبة والخير".
وأضاف" لهذه الأسباب زرت بالأمس سيدنا البطريرك الراعي، وأبلغته أنني بصدد زيارة الزعرورية على رأس وفد من ابناء المنطقة، من رؤساء بلديات ومخاتير وآباء، لتقديم واجب العزاء، ولنقف الى جانب أهلنا في مصابهم الأليم، فكان أن حملني محبته لكم ونقل التعزية لكم ، وقال لي:" نحن نصلّي لهيثم الزين كما تصلّون أنتم، ونأمل أن يكون مع الأبرار والصديقين".

وتابع المطران العمّار" المصاب كبير جداً، وما من احد يمكن ان يبرره، لذلك نحن مع كل الخيرين نستنكر أشد الإستنكار، ونرفض هكذا أعمال تقع في المنطقة، أكانت بين الأهل أو بين الآخرين، لأن هذه الأعمال ليست من شيمنا أبداً، ولا من شيم الإنسانية، فالشخص المرتكب لهذه الجريمة لا يمكننا ان نضعه بمصاف الإنسان الذي يفكر ويزين الأمور ويحب العيش مع الآخرين، نحن نضع أيدينا معكم، ونطلب من العدالة والقضاء ومن الدولة ومن الذين يحملون المسؤولية، الحكم على هذه الجريمة النكراء وعدم التساهل، والحكم بالعدل وتحكيم الضمير، ويكون العقاب على مستوى المصاب الكبير. ان مثل هذه هذه الأحكام تتطلب قضاء صارماً ومحقاً، وقضاء يتعلم منه الجميع عدم ارتكاب مثل هذه الجرائم، نحن نريد الدولة تقوم بعملها، والعدالة تأخذ مجراها، وأن ينال هذا القاتل أشد العقوبات"

وأضاف " منذ زمن بعيد عشنا في هذه المنطقة كإخوة، وسوف نبقى نعيش كذلك، فرسالتنا التي اختارها لنا الأهل منذ زمن بعيد العيش معا، هذه رسالة نحملها جميعا في المنطقة، وهي علامة خير على جبين كل واحد منا، لذلك فإن الجريمة نكراء جداً، ويجب ان لا تطبع على اسم منطقتنا، فهذه الجريمة نطاقها فردي، ويجب ان تبقى كذلك، لأن تعايشنا مع بعضنا البعض أهم بكثير. ونشكر الله الذي وضعنا مع بعضنا البعض لنعيش بخير وأمن وسلام، ونشكر بشكل خاص المرحوم هيثم الذي كان يعيش هذه المحبة مع الجميع بأمن وسلام وبوفاء وانفتاح، فإذا أردنا ان نحمل ذكراه الشريفة والطيبة، يجب أن نكمل رسالته بالتربية وبالسلام والإنفتاح والتعاون مع بعضنا البعض من أجل خير المنطقة".

وقال:" ان الزيارة التي قمت بها مؤخرا الى الزعرورية، حفرت بقلبي صورة مميزة لجهة الحفاوة وحسن الاستقبال التي لقيتها من اهالي الزعرورية، من رئيس البلدية والمخاتير والأهالي وكل المحبين."
وختم بالإشارة الى انه قبل زيارته للزعرورية أجرى اتصالا هاتفيا بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي "حملنا رسالة لنا جميعا في هذه المنطقة، ومن موقعه المسؤول هو ان نبقى أبناء خير وتعاون وأبناء للدولة، فأعتقد ان الرسالة التي حملنا اياها سيدنا البطرك وكل انسان صاحب خير في المنطقة، والجميع شهود على ذلك، علينا ان نكمل هذه الرسالة معاً وان نورثها لأولادنا، فنحن نفتخر بهذا التراث الخيّر الذي ورثناه عن اهلنا"، شاكرا اهالي ووجهاء الزعرورية عللى لفتتهم الكريمة".

الزين
ثم ألقى العميد نبيل الزين كلمة بإسم أهالي الزعرورية وعائلة آل الزين، فرحب بالمطران العمّار والوفد المرافق، ثم ثمّن موقف البطريرك الراعي والمطران العمّار والكنيسة والآباء في تضامنهم مع اهالي الزعرورية وعائلة الفقيد، شاكرا لهم هذه العاطفة والمحبة والمودة والأخوة الصادقة"، وأكد "ان هذه الزيارة لها وقع كبير في نفوس اهالي الزعرورية، وهي خففت من آلامنا وضمدت جراحنا التي أصبنا بها بفعل هذه الجريمة"، وقال:" أطمئنك يا سيادة المطران ان رعيتك بألف خير، من صيدا الى دير القمر، وقد ظهر ذلك جليا في الإختبار الكبير والصعب من خلال الزلزال الذي وقع في بلدتنا ومنطقتنا وأخذنا بصدورنا وصدور ابناء المنطقة كل المنطقة منعا لأي فتنة.

وأضاف " هناك وحش ارتكب جريمة لا توصف، هذا الوحش ليس من رعيتك، ولا من منطقتنا ولا من مزرعة الضهر، هو ليس منا، ونحن لسنا منه، ولا ينتمي للبشر، حتى ان أهلنا في مزرعة الضهر قد تبرأوا منه، انه من مزرعة الوحوش الكاسرة".

ثم روى العميد الزين للمطران العمّار والوفد بعضا من تفاصيل الجريمة وطريقة تنفيذها، فأشار الى "ان القاتل الوحش خبير وبدا ذلك من خلال الكمين الذي نصبه لهيثم في مسرح الجريمة، عبر اجباره المرور بمنفذ محدد ومقفل، حيث اطلق عليه النار من الخلف بواسطة بندقية صيد، مستخدما نوعا خطيرا وقاتلا من الخرطوش، المخصص لقتل الوحوش والخنازير، وقد اختار هذا النوع حتى لا يخطئ، بهدف تأمين عملية القتل، وبعد الجريمة قام بالعودة الى المنزل والإستحمام وتناول الغداء، ثم أخذ قيلولة، الى ان حضر عناصر من فرع المعلومات والقت القبض عليه. هذا المجرم يستحق اقصى العقوبات، وعلى رأسها حكم الإعدام. نحن يا سيدنا نقف خلفك مع كل السلطات، السياسية والدينية والقضائية لمتابعة التحقيق من مراحله الأولى وحتى مراحله الأخيرة، وحتى صدور الحكم، والضغط نحو الإسراع في المحاكمة لينال عقابه لتهدأ النفوس ونطمئن جميعا، شاكرا البطريرك الراعي والمطران العمار لهذه الإلتفاتة":

وفي ختام الزيارة، قدم المطران العمّار التعزية لزوجة الفقيد، وأكد "ان الكنيسة لن تترك زوجة الفقيد وابنتيه الصغيرتين"، آملا ان الله ان يمدها بالصبر وطول العمر" .